السبت ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٢١
بقلم رامز محيي الدين علي

براءةُ الاكتِشافِ والاختِـراعِ في الحضارةِ الإسلاميَّةِ

لقدْ شغَلَ العربُ والمسلِمونَ المكانَ الأوَّلَ في الطِّبِّ، وبَقُوا سادةَ العـالمِ في العلمِ الطِّبّيّ خلالَ أكثرَ منْ خمسةِ قرونٍ. وقدْ تفجَّـرَتْ عبقريَّتُهـم، وتفتَّقَتْ قرائِحُهم بالكثيرِ منَ الإنجازاتِ والاكتِشافاتِ والاختِراعاتِ في كلِّ الميادينِ، ولا سيَما في مَيدانِ الطِّـبِّ. فقـدْ اكتشفَ المسلمُون عـدداً مـنَ الأمراضِ، فشخَّصُوها، وعالجُوها، وابتكَرُوا أدواتٍ طبِّيَّةً تشـهدُ بـبراعتِهم في الاختراعِ، كمَا أنَّهم أَسْدَوا للطِّبِّ خِدماتٍ جُلّى ما زالَتْ شاهداً حيَّاً على دورِهم الحضاريِّ الّذي لا يُمكِـنُ أنْ تَطمُسَ معالمَهُ كلُّ المحاولاتِ، مهْما بلغَتْ منَ الإجْحافِ أو الجَحْدِ والإنكارِ.

وأهمُّ المكتَشفاتِ الطّبِّيَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ اكتِشافُ الأسبابِ الحقيقيـَّةِ للعَدْوى بالمرضِ بواسطةِ الاتِّصالِ بالمرْضَى. إنَّ اكتِشافَ العَدْوى وأخطارَها والوقاءَ منَ الهلاكِ الّذي كانَتْ تزرعُهُ بينَ أفرادِ الشَّعبِ اعتـُبـِرا مـنْ أعظـمِ الفتوحاتِ العلميَّةِ الّتي حقَّقَها الفكرُ الإسلاميُّ الخـلَّاقُ الّـذي فـاقَ فـكـرَ القدماءِ، وحقَّقَ بواسطتِها للإنسانيَّةِ جمعاءَ أكـبرَ الخَدماتِ الّتي لا تُقـدَّرُ بثمنٍ. (1)

وللمسلمينَ فضلٌ كبيرٌ في استِخدامِ المُرقِدِ (المخدِّرِ) العامّ في العمليَّاتِ الجراحيَّةِ، وكمْ كانَ التَّخديرُ العربيُّ فريداً في نوعِه، صادقاً في مفْعولِـه، رحيماً بمَن يتناولُه. ويُنسَبُ هذا الكشْفُ العلميُّ إلى طبيبٍ إيطاليٍّ أوَّلاً وإلى بعضِ الإسكَنْدريِّينَ ثانياً، في حينِ أنَّ الحقيقةَ تقولُ والتَّاريخُ يشهدُ أنَّ فنَّ استِعمالِ الإسفَنْجةِ المخَدِّرةِ فنٌّ عربيٌّ بحْتٌ لم يُعرَفْ من قبْلِهم. (2)

وثمَّةَ اختِراعٌ عربيٌّ آخرُ قدْ شاطَرَ التَّخديـرَ العـامَّ. هـو علْـمُ التَّعْقيمِ الّذي جاءَ منَ العربِ والمسلمينَ إلى شماليّ إيطالْيا ليُعمّرَ مدَّةَ ستَّةِ قرونٍ، اختَفَى بعدَها وضاعَ لهُ كلُّ أثرٍ، فقدْ كانَ الأطبَّاءُ يُسلِّمُون بكلِّ ما قالَه أبُقراطُ لمدَّةٍ تَنِيفُ على الألفِ سنةٍ دونَ أيِّ جدلٍ أو نقاشٍ، فجاءَ ابنُ سيْنا وعارضَهُ في هَذا بنظريَّتِه عنِ الجروحِ الخالِصـةِ مـنَ القَيـحِ، وكـانَ نجاحـُه هائلاً يكادُ يكونُ مُعجزةً لا تُصدَّقُ. فكـَم مـنْ جُروحـاتٍ مُزمنـةٍ كـانتْ تستَغرقُ الأسابيعَ الطِّوالَ بلِ الأشهُرَ الكاملةَ قبلَ أنْ تُشْـفى، تَصحَبُهـا آلامٌ حادَّةٌ مُبرِحةٌ، قدْ شفَاهَا ابنُ سيْنا في لمحةِ البصرِ، والسِّرُّ في ذلـكَ يَرجعُ إلى أنَّهُ قدْ تخلَّى عنْ نظريَّةِ القيحِ القديمةِ، وعمِلَ ما بوسْعِه لتجنُّبِ أيِّ عـاملٍ كيماويٍّ أو مادّيٍّ من شأنِهِ أنْ يَبْعثَ التَّقيِيحَ، مُستعمِلاً اللُّزوقاتِ السَّاخِنةِ معَ الكحُولِ المعتَّقِ القويِّ، وهذا كشْفٌ علميٌّ هائلٌ اكتشفَهُ ثانيةً الأستاذُ (ماسْكُولِيه) من مدينةِ بُوردو عامَ 1959، وأثبتَ قوَّةَ مفْعولِ الكحُولِ الفـاتِكِ للمِيكرُوباتِ الّتي تُوازي قوَّةَ البِنْسِلين. (3).

وللمسلمينَ فضلٌ آخرُ على علمِ الطِّبِّ، فكانَ فتْحـاً مَجيـداً في عالمِـهِ وهوَ معالجَتُهم للأمراضِ العقليَّةِ والعصبيَّةِ، إذْ عالجَ العربُ والمسلمونَ هذهِ الأمراضَ بالمادَّةِ المخدِّرةِ كمَا هوَ متَّبعٌ حديثاً، ولجؤُوا أيْضـاً إلى طُرقٍ فيهـا حِذْقٌ ومهارةٌ تقومُ على شعورِ الطَّبيبِ بحالةِ المريضِ ومُحاولـةِ التَّأثيرِ فيـهِ نفسيَّاً . كمَا أنَّهـم أبدعُـوا في المعالجةِ النَّفسيَّةِ الّتي مثَّلتْ دوراً مُهمَّاً في مُداواتِهم الآلامَ الجسديَّةَ. (4)

وقدْ أدخلَ المسلمونَ مبدأَ التَّطعيمِ ضدَّ الجُدريِّ مُتَّبِعينَ نفسَ التَّفكيرِ والأسلوبِ المتَّبعَينِ في عصرِنـا الـيـومَ بـالتَّلقيحِ بواسـطةِ جرائـيـمَ ضعيفةٍ، وخلْقِ المناعةِ بطرقٍ اصطِناعيَّةٍ، وكـانَ الصِّينيـُّونَ يَضعـُون ضمـادةً مبلولةً بقيحِ الجُدريّ في أنفِ ولَدِهم. وأمّا العـربُ فقدْ اتَّبعُـوا طريقةً أُخرى في التَّلقيحِ، إذْ عمَدُوا إلى جَرحِ راحةِ اليدِ ما بينَ المِعْصمِ والإبهامِ ووضعِ قليلٍ منْ بُثورٍ غيرِ مُلتهِبةٍ فوقَ الحُرجِ يَحفُّونَه بها جيِّداً. أمَّا في أوروبّا فكانتْ أوَّلُ محاولةٍ لإدخالِ مَبدأِ التَّطعيمِ ضدَّ الجُدريِّ في أواخرِ القرنِ الثَّامنَ عشـرَ، في حينِ أنَّ المسلمينَ حقَّقُوا ذلكَ خلالَ العصورِ الإسلاميَّةِ الأوْلى. (5)

وقدْ وضعَ المسلمونَ قواعدَ التَّشخيصِ مُعتمِدينَ على النَّبْضِ والبَـولِ، وبذلُوا مَجهُوداتٍ عظيمةً في اكتِشافِ مَا سمَّوهُ باسمِ الأسبابِ والعِلاجاتِ، أيْ أسبابِ الأمراضِ وأعراضِها، كمَا عُنُوا بدراسةِ أنظمةِ الطَّعـامِ ( Diatetique ) وأضافُوا الكثيرَ إلى دستُورِ الأدوِيةِ (الفَارْماكُوبيا) مُستعِينينَ بأبحاثِ علمـاءِ النَّباتِ. (6)

والمسلمونَ هُم أوّلُ مَن استخدمَ الكاويَاتِ في الجراحةِ، وأوّلُ مَن وجَّهَ الفكـرَ إلى شكلِ الأظافرِ في المسلُولينَ، ووضعـُوا عـلاجَ اليَرقانِ والهـواءِ الأصْفرِ.. وقامُوا بتَفتِيتِ الحَصاةِ داخلَ المثانةِ.. وكتَبـُوا في الجُـذَامِ، ووصـفُـوا الحَصْبةَ والجُدريّ، وخالفُوا القدماءَ بكثيرٍ منَ الأدويةِ والطُّرقِ العلاجيَّةِ ممَّا يقُومُ عليهِ الطِّبُّ الحديثُ. (7)

وهُم أوّلُ مَن خَاطَ الجـروحَ بخيـوطٍ مصنُوعةٍ منَ الأمعاءِ.. وأوّلُ مَن قامَ بعمليَّاتٍ جراحيَّةٍ واسعةٍ على الرَّقبةِ والصَّـدرِ والمثانةِ. (8)

هذهِ لمحةٌ عامّةٌ عن أهمِّ مُنجزاتِ العربِ والمسلمينَ الطّبّيَّةِ، ولا بأسَ في أنْ نقِفَ بشيءٍ منَ التَّفصيلِ عندَ أهمِّ تلكَ المنجزاتِ الّتي قدَّمَها كلُّ علَمٍ من أعلامِ الطِّبِّ العربيِّ والإسلاميِّ، لنُدرِكَ أهمِّيَّةَ الدَّورِ الحضـاريِّ الـّذي أدَّاهُ المسلمُونَ تِجاهَ الحضارةِ الإنسانيَّةِ، ونتَبيَّنَ الحقائقَ الّتي تُعزِّزُ لهُم ذلكَ الدَّورَ المشرِّفَ، ونكشِفَ الزَّيفَ الّذي حـاولَ أنْ يَطمسَ تلكَ الحقائقَ، ونُزيـلَ الأستارَ الّتي أُسدِلتْ على الجوانبِ المشْرقةِ في تاريخِنا العلميِّ الإسلاميِّ الخالدِ.

أبو بَكْرِ الرَّازيّ: (ت 313 هـ - 925 م) (9)

كانَ الرَّازيّ أشهرَ الأطبَّاءِ المسلمينَ بـلَا مُنازعٍ، حتّى أصبحَ رئيسَ الأطبَّاءِ، وتقلَّبَ في مناصِبَ عديدةٍ في الدَّولةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ. وكانَ أوَّلَ مَن وصفَ الجُدريَّ والحَصْبةَ (10)، وأوَّلَ مَن قالَ بـالعَدْوى الوراثيَّـةِ، وأوَّلَ مـَن استخدمَ الماءَ الباردَ في الحُمَّيَاتِ المستمِرَّةِ، ممّا أخذَ بهِ علمُ الطِّبِّ الحديثِ (11). وتُنسَبُ إليهِ خياطةُ الجروحِ البطْنيَّةِ بأوتارِ العُودِ (12)، واستِخدامُ أمعاءِ الحيوانِ في التَّقْطيبِ (13).
ويتَضمَّنُ كتابُه (الحَاوي) آراءً جديدةً طريفـةً عـنِ الحُمَّياتِ والفُتَقِ و
الحِجَامةِ وأعصابِ وعضـلاتِ مِنطقةِ الحَنْجَـرةِ (14). وهـوَ أوَّلُ مـَن اسـتخدمَ الرَّصاصَ الأبيضَ في المراهمِ وأدخـلَ الزِّئْبقَ في المـُسَهِّلِ (15). كمَا أنـَّه فـرَّقَ مرضَ النِّقْرِسِ (وهو داءٌ يُصيبُ الأطرافَ في القدمِ غالباً) عنِ الرُّوماتيزم (16).

ونظراً لأهمِّيَّةِ كتابِ (الحَاوي)، فقدْ تُرجمَ إلى اللُّغةِ اللَّاتينيَّةِ، وسُمِّـيَ (Liber continens)، وظلَّ المرجِعَ الأوَّلَ للطِّبِّ في أوروبّا لمدَّةِ أربعةِ قرونٍ، وكانَ منَ الكتبِ التِّسعةِ الّتي تتألَّفُ منها مكتبةُ الكلّيَّةِ الطّبِّيَّةِ في جامعةِ باريسَ عامَ ( 1394 م) (17). كمَا أنَّ رسالتَه في الجُدريّ والحَصبةِ كانتْ آيةً في الملاحظةِ المباشـرةِ والتَّحليـلِ الدَّقيـقِ، وكـانَتْ أوْلى الدِّراساتِ العلميـَّةِ الصَّحيحـةِ للأمراضِ المعْدِيةِ، وأوَّلَ مجهودٍ يُبْذلُ للتَّفرقةِ بينَ هذينِ المرضَينِ. وفي وُسعِنا أنْ نَحْكُمَ على مَا كانَ لهذهِ الرِّسالةِ منْ بالغِ الأثـرِ واتِّسـاعِ الشُّهرةِ، إذا عرفْنا أنَّها طُبِعتْ باللُّغةِ الإنكليزيَّةِ أربعينَ مرَّةً بينَ عامَيّ ( 1498 - 1866 ). (18) وظلَّتِ المرجِعَ الأوَّلَ والأخيرَ في أوروبّا حتّى القرنِ الثَّامنَ عشَرَ.

أمّا كتابُهُ (المنصُوريّ) الّذي ألّفَهُ للخليفةِ العبَّاسيِّ أبي جَعفرَ المنصورِ، فقدْ ترجمَهُ جِيرار د الكريمُونيّ إلى اللُّغةِ اللّاتينيَّةِ. وظلَّ المجلَّـدُ التَّاسعُ مـن هـَذا الكتابِ، وهوَ المعروفُ عندَ الغربيّينَ باسْمِ: ( Nonus Almansoris ) مُتـَداولاً في أيْدي طلَّابِ الطِّبِّ في أوروبّا حتّى القرنِ السَّادسَ عشرَ (19).

الزَّهْراويُّ: (ت 477 هـ - 1036 م) (20)

يُعَدُّ أبو القاسمِ الزَّهْراويُّ أكبرَ الجرَّاحينَ المسلمينَ وأستاذَ علمِ الجِراحةِ في أوروبّا في العصورِ الوُسْطى وعصرِ النَّهضةِ الأوروبيَّةِ حتـّى القـرنِ الـسَّابعَ عشرَ. وهوَ أوّلُ مَن وصفَ عمليَّةَ تفتيتِ الحَصاةِ في المثانةِ.. واكتشفَ مـرآةً خاصَّةً للمِهْبلِ وآلةً لتوسيعِ بـابِ الرَّحـمِ للعمليَّـاتِ (21). واستَعملَ جِفْتَ الولادةِ ورسَمَ شكلَهُ (الجِفْتُ : آلةٌ جراحيَّةٌ ذاتُ ساقينِ للنَّزعِ أو الالتِقاطِ)، وهـوَ أوَّلُ مَـن وصـفَ الاستِعدادَ الخاصَّ في بعـضِ الأجسامِ لنزيفِ (هيمُوفيلْيا)، وقالَ إنَّهُ شاهَدَ عدَّةَ حوادثِ نزيفٍ مِـن هَـذا النَّوعِ في عائلـةٍ واحـدةٍ، وعالَجَهـا بـالـكَيِّ (22). وقبـلَ (برسِيغَال بوت) بـ ( 700 سنةٍ)، واهتمَّ الزَّهراويُّ بالتِهـابِ المفاصلِ وبالسـِّلِّ في خَـرَزاتِ الظَّهـرِ (فِقْراتِ) الّذي سُمّيَ فيما بعدُ باسمِ الإنكليزيِّ (بوت)، بـالدَّاءِ البُوتيّ، وطوَّرَ فرعَ الأمراضِ النِّسائيَّةِ بـأنْ أدخـلَ عليـهِ طُرقاً جديـدةً في البحـثِ والمداواةِ، وآلاتٍ حديثةً، بعدَ أنْ كانَ على يدِ الإغريقِ في مُستوىً غيرِ لائقٍ، وأوجدَ لمسَاتٍ جديدةً للولادةِ في حالةِ سقُوطِ يدِ أو رُكْبةِ الجنـينِ أو وضعِهِ المسمَّى بوضعِ الأرجُلِ (تقدُّمُ الأرجلِ منْ بابِ الرَّحِمِ على الرّأسِ) أو الوضْعِ المسمّى بالقَرْضيّ (Quecrlage) أو الوضعِ الوَجْهيّ (تقدُّمُ الوجهِ من بابِ الرَّحمِ على غيرِه منَ الأعضـاءِ)، وهوَ أوّلُ مَن عالجَ هَذا الوضعَ الأخيرَ، وأوَّلُ مَن أوْصَى بولادةِ الحَوضِ ( Stessgeburt ) الّتي كانَ يَمتـنِعُ دوماً عنْها سُورانُوس ( Stuttgars ) وسابِقُوهُ، وهيَ الولادةُ المسمَّاةُ حديثاً باسـمِ الأستاذِ الشتوتغرتي (نسبةً إلى مدينةِ Stuttgart) ) في أمراضِ النِّساءِ فالْشِر ( Walcher ) ( 1856 - 1935 م ). (23)

وكانَ الزَّهراويُّ أوَّلَ مَن استعملَ السّنَّارةَ في استخراجِ الزوائدِ اللَّحميَّةِ منَ الأنفِ (24)، وأوَّلَ مَن استأْصلَ الرَّضْفةَ، وأوَّلَ مَـن وصـفَ النَّاعورَ، وهـوَ مرضٌ يُبْطِئُ فيهِ تَخثُّرُ الدَّمِ، وكانَ يُخزعُ الكبـِدَ، كمَـا أنَّـهُ أوَّلُ مَـن عـرّفَ بحسَنَاتِ الوصْفةِ المائلةِ في العمليَّاتِ الجراحيَّةِ الّتي تَقضيْ بجعـلِ الـرَّأسِ مُنْخفِضاً أكثرَ منَ الأطرافِ، وقدْ عُزيَتْ معرفتُها إلى (ترِنْديلِنْبرغ) الجـرَّاحِ الألمانيِّ الشَّهيرِ، معَ أنَّها منْ وصَايا جرَّاحِنا العربيِّ المسلِمِ (25).
ونجحَ الزَّهراويُّ في عمليَّةِ شقِّ القصَبةِ الهوائيَّـةِ (تراكيوتومي)، وقدْ أجْرى هذهِ العمليَّةَ على خادمِهِ، ووُفِّقَ أيضاً في إيقافِ نزيـفِ الـدَّمِ بـربـطِ الشَّرايينِ الكبيرةِ، مُحسِّناً بذلكَ عمليَّاتِهِ الجراحيَّةَ، ومُسهِّلاً بَضْـعَ الأعضـاءِ، وهوَ فتْحٌ علميٌّ كبيرٌ ادَّعَـى تحقيقَهُ لأوَّلِ مرَّةٍ الجـرَّاحُ الفرنسيُّ الشَّهيرُ (امبرواز باري) عام ( 1552 م) في حينِ أنّ أبـَا القاسمِ العربيِّ المسلمِ قدْ حقَّقَه وعلَّمَهُ قبلَ ذلكَ بـ ( 600 سنةٍ) (26).

وهوَ أوَّلُ مَن اخترعَ الجراحةَ المصوَّرةَ، فقدْ جاءَ في كتابِـه (التَّصريـفُ لمنْ عجِزَ عنِ التَّأليفِ) نحْوُ مِئتيّ صورةٍ عمليَّةٍ، وفي القرنِ الثَّاني عشرَ حينَما ترجَمَ جيرارد الكريمُوني كتابَ أبي القاسمِ إلى اللَّاتينيَّةِ، صارَ كتابُهُ هذا الكتابَ المتَداوَلَ في أيْدي المجتمعِ، وممَّا يدلُّ على قيمتِهِ العُظمى أنَّ الأستاذَ القديمَ (غي دوشالياك) من مدينةِ مُونْبلِيه استَهشْـدَ بـهِ أكثرَ مِن مِئتيِّ مرَّةٍ. (27)

ابنُ سِيْنا: (ت 428 هـ - 1037 م ) (28)

هوَ أشهرُ الأطبَّاءِ المسلمينَ وأبعدُهُـم أثـَراً، وكتابـُهُ (القـانـون) اعتـبرَهُ الأوروبيُّونَ خيرَ ما أنتجَتـْهُ القريحةُ الإسلاميَّةُ، فهوَ قاموسٌ في الطِّبِّ والصَّيدلةِ، وابنُ سيْنا أوَّلُ مَن كشفَ الطُّفيليَّةَ الموجودةَ في الإنسانِ المسـمَّاةَ بالأنكلستُوما، وكذلـكَ المـرضَ النَّاشِـئَ عنْهـا، المسـمَّى بالرَّهقَـانِ أو الأنكلستُوما.

وقدْ نُقِلتْ كتبُهُ إلى أكثرِ لغاتِ العـالمِ، وظلَّـتْ مرجِعـاً عامّاً لأطبـَّاءِ العالمِ، وأساساً للمُباحثَاتِ الطِّبّيَّةِ في جامعاتِ فرنْسا وإيطالْيـا سـتَّةَ قرونٍ، وطُبِعَتْ عدَّةَ مرَّاتٍ وكانَ طَبعُها يُعَادُ حتّى القرنِ الثَّامنَ عشرَ (29). وهـوَ أوّلُ مَن وَصفَ التِهابَ السَّحَايا الأوَّليّ وصْفاً صَحِيحاً، ووصَفَ أسبابَ اليَرقانِ وصْفاً مُستَوفِياً. (30). وفرَّقَ بينَ شـلَلِ الوجـْهِ النـَّاتـجِ عـنْ سـببٍ داخلـيٍّ في الدِّماغِ أو عنْ سببٍ خارجيٍّ، وفرَّقَ بينَ داءِ الجَنْبِ وألمِ الأعْصابِ ما بـينَ الأضلاعِ، ووصَفَ السَّكْتةَ الدِّماغيَّةَ النَّاتجةَ منْ كثرةِ الدَّمِ، ووصفَ أعـراضَ حَصَى المثانةِ، وانتبَهَ إلى أثرِ المعالجَةِ النَّفسيَّةِ في الشِّفاءِ، ومســاعَدَتِها للعَقاقيرِ (31).

وكانَ ابنُ سيْنا أوَّلَ مَن وضعَ تَشخِيصاً دقيقاً عـن التِهـابِ الأضـلاعِ والتِهابِ الرِّئةِ وخَرَّاجِ الكبِدِ، وفرّقَ بينَ الالتهابِ الرِّئويِّ والبلُّوراويِّ وبينَ التهابِ السَّحَايا الحادِّ والثَّانويِّ، وبينَ عـوارضِ المغْصِ المعَـويِّ والمغْـصِ الكلَويِّ (32). وكانَ أوَّلَ مَـن اكتشَـفَ أنَّ سرطاناً مَوضِعيَّـاً يـُعـْطـي عـوارضَ السَّرطانِ العامِّ في الجسمِ، وأكـَّدَ أيـْضـاً إمكانيَّـةَ عَـدْوى داءِ السِّـلِّ وخـطـرَ الأشِعَّةِ الشَّمسيَّةِ على المصَابينَ (33).

وقـدَّمَ ابـنُ سيْنا أوَّلَ وصفٍ وتَشخِيصٍ كاملٍ للمُعجِـزةِ الفَحْميـَّةِ ( Milzbrand ) المعْدِيةِ أو الجَمْرةِ الخبيثةِ، وما يَنتجُ عَنها مِن حُمَّى، وغيرِها مـنَ الأمراضِ الأُخْرى الّتي تُسبِّبُ داءَ اليرقانِ، وتَحدَّثَ بتفصيلٍ عنْ دودةٍ سمَّاهَا الدُّودةَ المستَديرةَ (34). وقدْ زادَ ابنُ سيْنا على المداوَاةِ بالحمَّاماتِ الباردةِ أو السَّاخنةِ الموروثةِ عنِ القُدماءِ، علاجاً يَقْضي بجَمْعِ الاثنينِ في وقتٍ واحدٍ يَفْصِلُهمـا تَـراوُحٌ زمـنيٌّ بـسـيطٌ، كمَـا أنَّـهُ أوجـدَ الحُقْنـةَ الشَّـرجيَّةَ ( Klistierspritze ) وكيسَ الثَّلجِ ( Eisbcutel ) . (35)

ابنُ زُهْـرٍ: (ت 557 هـ ـ 1162 م) (36)

يُعَدُّ ابنُ زهرٍ أعظمَ طبيبٍ سريريٍّ في الإسلامِ، وهـوَ أوَّلُ الباحثينَ في حشَرةِ الجربِ (37). وقدْ كتبَ وصْفاً دقيقاً لبعضِ الأمراضِ وخاصَّةً التهـابِ غشاءِ القلْبِ (ويَظهرُ أنَّهُ كانَ مُصاباً بهِ) وأعراضِ السَّرطانِ (38). ويُدينُ علـمُ الطِّبِّ لهُ بأوَّلِ وصْفٍ أو تَشْخيصٍ سريريٍّ لالتهابِ الإصابِ (الجِلْدِ الخـَام) الوسطيِّ وللالتِهاباتِ النَّاشِفةِ والانسكابيَّةِ لكيسِ القلبِ، وقدْ فرَّقَهـا عـنْ أمراضِ الرِّئةِ، ويُدانُ لهُ أيضاً باكتِشافِ الحُقْنـةِ الشَّرجيَّةِ المغَذِّيةِ وبالغِذاءِ الاصطِناعيِّ لمختلفِ حالاتِ شلَلِ عضلاتِ المعِـدَةِ الّتي تَوسَّعَ فيها كلَّ التَّوسُّعِ، وبوصفٍ كاملٍ لسرطانِ المعِدةِ الّذي وصفَهُ وهوَ في السِّجنِ، بعـدَ مراقبتِهِ المرضَ على رفقائِهِ في الزَّنْزانةِ. (39)

ابنُ النَّفيسِ: (ت 687 هـ - 1288 م) (40)

هوَ أوَّلُ مَن وصفَ الدَّورةَ الدَّمويَّةَ الرِّئويَّةَ، وأشارَ إلى الحُويصِلاتِ الرّئويَّةِ، وقدْ كرَّرَ ابنُ النَّفيسِ تعاليمَهُ في الدَّورةِ الدَّمويَّةِ الصُّغْرى في خمسةِ مواضعَ، ممَّا يدلُّ على أنَّهُ فهِمَها فَهْما لا يَشُوبُهُ شـكٌّ أو التـِباسٌ؛ لذلكَ يُعدُّ ابنُ النَّفيسِ أوَّلَ مَن اكتشفَ الدَّورةَ الدَّمويَّةَ الصُّغْرى، وفهِـمَ تركيبَ الرِّئةِ والأوعيةِ الشَّعريَّةِ الّتي بينَ الشَّرايينِ والأوردةِ الرِّئويَّةِ. ولهُ فضْلُ السَّبْقِ، إذْ عرفَ ذلكَ قبلَ العلماءِ الإيطاليّينَ بثلاثةِ قرونٍ (41). أيْ قبلَ سرفيتوس الإيطاليِّ وهارفي الإنكليزيِّ.

ويُعتبَرُ ابنُ النَّفيسِ أوَّلَ مَن فَطِنَ إلى وجُودِ أوعيةٍ داخلَ عضَلةِ القلبِ تُغذِّيها، وقدْ خالفَ في ذلكَ أستاذَهُ ابنَ سيْنا الّذي كانَ يعتقِدُ أنَّ القلبَ يتَغذَّى عن طريقِ الدَّمِ الموجودِ في تجويفِه. قالَ: "قولُهُ.. والّذي في البُطَينِ الأيمنِ يُغذِّي القلبَ لا يَصِحُّ، فغذاؤُهُ منَ العروقِ المارَّةِ في جسمِهِ..". كمَا أنَّ ابنَ النَّفيسِ كانَ أوَّلَ مَن وصفَ الشَّريانَ الإكليليَّ وفروعَهُ. (42)

أطبَّاءُ آخَرونَ

وثمَّةَ أطِبَّاءُ مُسلِمُون ساهَمُوا في إثراءِ الطِّبِّ بمَا قدَّمُوهُ مِن جديدٍ، منْهم عليُّ بنُ العبَّاسِ (ت نحو 400 هـ ـ 1010 م) (43)، وهـوَ أوَّلُ مَـن ذكـرَ وجـودَ شبَكةٍ شَعريَّةٍ بينَ العروقِ النَّابِضةِ وغيرِ النَّابضةِ، أيْ بينَ الشَّرايينِ والأوردةِ، كمَا يُعتبرُ أوَّلَ مَن نبَّهَ إلى صُعوبةِ شِفاءِ السِّلِّ الرِّئويِّ بسببِ حركةِ الرِّئـةِ، فأَوْحى بذلكَ إلى ضَرورةِ تَثْبيتِها (44).

ومِـن هـؤلاءِ الأطبـَّاءِ ابـنُ رُشْـدٍ (ت 595 هـ ـ 1198 م). (45) الطَّبيـبُ والفيلسُوفُ وقائدُ الفكرِ في القرونِ الوُسْطى، وهوَ مِن قُرْطبةَ. فقدْ اكتشفَ المناعةَ الّتي يتركُها داءُ الجُدريّ الأسْودُ لـدَى إصابتِـهِ الأوْلى، بينَمـا صـرَّحَ القَيْصرُ (ماكسميليان الأوَّلُ) بعدَ مِئتيّ سنةٍ بأنَّ عَدْوى الجُدريّ إنَّما هيَ مِن غضبِ اللهِ جزاءً على أعمالِنا وأعمالِ الّذينَ لا يُؤمِنُون بهِ (46).

وفي طِبِّ العُيونِ قدَّمَ الأطبَّاءُ المسلمُونَ مُساهمَاتٍ عظيمةً، فمِنْ خلالِ الممارساتِ اليوميَّةِ والتِّقْنِياتِ والإنجازاتِ الّتي كانَ يتناولُها التَّحسـينُ تدريجيَّاً، بيَّنَ الأطبَّاءُ العربُ وأطبَّاءُ العيونِ مُسـتوىً منَ الكفاءةِ في عـلمِ طبِّ العيـونِ مَـا بلغَهُ قطُّ الأطبَّاءُ الأقْدمُـونَ والكلاسيكيُّونَ. وكـانتْ مُساهمَاتُهمُ الكتابيَّةُ موضِـعَ الإعجابِ والـنَّسْخِ في أوروبّا، وما ظهرَ منَ الكِتاباتِ ما يَسمُو علَيها حتّى جاءَ القرنُ السَّابعَ عشرَ (47).

وكانَ حُنَينُ بنُ إسْحاقَ (ت 260 هـ - 873 م ) (48) أوَّلَ مَن كتَـبَ كُتيِّباً مَنهجيَّاً مُزوَّداً بالرُّسومِ عنْ طـبِّ العيونِ، وقدْ بحثَ فيهِ تشْريحَ العينِ والدِّماغِ والأعصابِ البصَريَّةِ ووظيفةِ العينِ وأمراضِها وعلاجِها..

ولكنَّ التَّقدُّمَ الإسلاميَّ في طبِّ العيونِ بلغَ ذروتَهُ حَوالي عـامِ ( 1000 م) في عملِ عليِّ بنِ عِيسى (ت 574 - 1178 م) (49) وهـوَ طبيـبُ عـيـونٍ مِـن بغدادَ، الّذي كانَ كتابُهُ (ذخيرةُ الكحَّالينَ) يحتَـوي على خُلاصةٍ مُسْهبةٍ لكلِّ مُنجزاتِ الماضِي. كمَا أنَّ مُعاصِرَهُ عمَّارَ بنَ عليٍّ المَوْصِلـيَّ (ت نحو 400 هـ - 1010 م) (50) كانَ أوَّلَ مَن طرحَ تِقْنيةَ إزالةِ السَّادِّ (إظلَامُ عدسةِ العينِ) عن طريقِ المصِّ؛ كيْ يتَحاشَى كارثةَ اختِلاطِ المائعِ الزُّجَاجيِّ. وهـيَ تِقْنيـةٌ تمَّ إحياؤُها عامَ 1846 على يدِ الطَّبيبِ الفرنسيِّ (بلانْسـي) (51).

وهكَذا نـَرى أنَّ المسلمينَ قـدْ خـدمـُوا الحضارةَ الإنسانيَّةَ خِدْمـاتٍ عظيمةً بمَا أبدعَتْهُ قرائِحُهم في مجالِ الطِّـبِّ مـِن خـلالِ اكتِشافِ الأمـراضِ المتنوِّعةِ الّتي استَعْصَتْ على مـَن سـبقَهم مِـن الأمـمِ الأخـْرى، فوصفُوهـا وصْفاً دقيقاً، وأوجدُوا لهـا الـوصْفَاتِ الطّبّيـَّةَ المناسبةَ، وبرعـُوا في اختراعِ الأدواتِ اللَّازمةِ في العمليَّاتِ الجراحيَّـةِ، وأضافُوا الكثيرَ إلى علـمِ الطـِّبِّ، وتفنَّنُوا في بناءِ المستَشْفياتِ الّتي تَضُمُّ مُختلَفَ الاختِصاصـاتِ، وكانُوا أوَّلَ مَن نظَّمَها غايةَ التَّنظيمِ لتوفيرِ كلِّ ما يَحتاجُ إليهِ المريضُ مِن عنايةٍ ورعايـةٍ طبِّيَّةٍ وغذائيَّةٍ وراحةٍ نفسيَّةٍ... ولـولا دورُ المسلمينَ المشرِّفُ، لمـا اسـتَطاعَ الطِّبُّ أنْ يَنهضَ مِن كَبْوتِه خلالَ العصورِ الأوروبيَّةِ الوُسطى. وهَذا ما يؤكِّدُ أنَّ المسلمينَ لم يكُونُوا عالةً على غيرِهم في أيٍّ مِن ميادينِ العلومِ والفُنونِ، وإنَّما حفِظُوا لنا تُراثَ الحضاراتِ السَّابقةِ والمجاورةِ، وأضافُوا إليهِ الكثيرَ ممَّا يَدينُ لهُ الطِّبُّ الحديثُ ويُقِرُّ بفضْلِهِ.
مصياف في 1/4/1997م

الحَواشي:

( 1 ) . زیغرید هونکه: شمس العرب تسطع على الغرب، ص 275 - 276 ، دار الآفاق الجديدة، بيروت - لبنان ط /8 1413 هـ - 1993م.
( 2 ) . المرجع السّابق، ص 279.
( 3 ) ـ المرجعُ السّابق، ص 281.
( 4 ) ـ انظر: أنور الرّفاعي: تاريخ العلوم في الإسلام، ص 114. دار الفكر 1393 هـ ـ 1973 م.
(5) . زیغرید هونکه، ص 273.
( 6 ) . انظر: د. عبد الرّحمن بدوي: دور العـرب في تكويـن الفـكـر الأوروبيّ، ص 21، دار القلم، بيروت ، ط 3/1979 م.
( 7 ) ـ أنور الرفاعي، ص 114.
(8 ) . انظر: د. أحمد شوكت الشَّطّي: العرب والطّبّ، ص 106، منشورات وزارة الثّقافة، دمشق/1970.
(9) ـ هو محمد بن زكريّا الرّازي، أبو بكر ( 251 ـ 313 هـ - 865 - 925 م) فيلـسوفٌ مـن الأئمة في صناعةِ الطبّ من أهل الرّي، ولد وتعلّم فيها. عُمـي في آخـر عـمـره، ومـات ببغداد. انظر: الفهرست لابن النديم ج1/299 ، وطبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ج1/309 .
( 10) . د. عمر فروح: تاريخ العلوم عند العرب، ص 277، دار العلم للملايين، بيروت ـ لبنان/ 1390 هـ - 1970 م. وول دیورانت: قصة الحضارة، ص 191، ترجمة محمـد بـدران، الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية.
( 11 ) ـ أنور الرّفاعي، ص/ 106 .
( 12 ) ـ د. احمد شوكت الشّطّي، ص/ 74 .
( 13 ) . ول ديورانت، قصّة الحضارة، ص/ 192 .
( 14 ) ـ د. عبد الرّحمن بدوی ص/ 278.
( 15 ) . ول دیورات/ 192، وعمر فرُّوخ / 278 .
( 16 ) . زيغرید هونکه، ص/ 271 .
( 17) . انظر: ول ديورانت، ص 191.
( 18) . المرجع السّابق، ص 191.
( 19 ) . المرجع السّابق، ص/ 192.
( 20 ) . هو خلَف بن عبّاس الزَّهراويّ الأندلسيّ، أبو القاسم (427 هـ - 1036م) طبيب من العلماء. ولد في الزّهراء، وإليها نسبته.. انظر: طبقات الأطبّاء ج2/52، وكشف الظُّنون لحاجي خليفة/ 411 .
( 21 ) . زیغرید هونکه، ص/ 278 ، والرّفاعي ص/ 110.
( 22 ) ـ د. يحيى شـريـف، تـاريخ الطـّبّ العربيّ، ص/ 33 ، معهـد الدّراسات الإسلاميّة، وهونكه، ص/ 377 .
( 23 ) . زیغريد هوتکه، ص/ 277 ، 278.
(24). انظر المرجع السّابق، ص/ 276 .
( 25 ) . الشَّطّي، ص/ 83 .
( 26 ) . هونکه، ص/ 278.
( 27 ) . الشَّطّي، ص/ 125 .
( 28 ) ـ هو الحسينُ بن عبد اللهِ بن سيْنا، أبو عليّ .. ( 370 – 428 هـ - 980 – 1037 م)، الفيلسوفُ الرّئيس، صاحب التّصانيف في الطبّ والمنطق والطبيعيَّات والإلهيَّات. أصلُه من بلخ، ومولدُه في إحدى قرى بُخارى.. انظر: وفيّات الأعيـان لابنِ خلِّكـان ج1/152، والأعلام للزِّركْلي ج2/241-242.
( 29) . د. غوستاف لوبون: حضارة العرب، ص/ 518، مطبعة الحلبي/ 1364 هـ ، وقـدري حافظ طوقان: العلوم عند العرب، ص/ 14 ، مكتبة مصر: 1956 م.
( 30) . انظر: الرّفاعي، ص / 108 ، والشَّطّي، ص/79.
( 31) . هونکه، ص/ 272 ، والرّفاعي، ص/ 108.
( 32 ) . هونکه، ص/ 272.
( 33) . المرجع السّابق، ص/ 273.
( 34 ) ـ المرجع السّابق، ص / 272.
( 35 ) . المرجع السّابق، ص / 279.
(36). هو عبدالملك بن زهر بن عبد الملك بن محمّد بن مروان بن زهر الإياديّ.. (464-557 هـ - 1072-1162م) طبيب أندلسيّ من أهل إشبيليّة، لم يكن في عصره مَن يماثله في صناعته.. انظر طبقات الأطبّاء ج2/66، والأعلام ج4/158.
(37). الشّطّي، ص/83.
(38) . الرّفاعي، ص/ 108.
( 39) . هونکه، ص/ 272 .
( 40 ) ـ هو عليّ بن أبي الحزم القَرْشي، علاء الدين الملقَّب بابنِ النَّفيس (.ـ.- 687 هـ - ...- 1288 م). أعلم أهل عصره بالطبّ. أصلُه من بلدة قَرْش في ما وراءَ النّهر، ومولدُه في دمشق ووفاتُه بمصر.. انظر: طبقات السُّبكيّ ج5/129 ، والنُّجـوم الزّاهـرة لابـنِ تـغـري بردي ج7/377.
( 41) ـ الشّطّي، ص/ 92.
( 42 ) ـ د. يحيى شريف، ص/ 43.
( 43 ) ـ هو عليّ بن عبّاس (... - نحو 400 هـ - ... نـحـو 1010 م). عـالم بـالطبّ، فارسيّ الأصل. من أهل الأهواز... انظر: طبقات الأطبّاء ج1/236 ، وكشف الظُّنون ج2/1380. .
( 44) . الشّطّي، ص/ 76.
( 45) ـ هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن رشد الأندلسيّ، أبو الوليد ( 520 - 595 هـ ـ 1126 - 1198 م) الفيلسوف، من أهل قرطبة. يسمّيه الإفرنج (آفيروس). انظر: طبقات الأطبَّاء ج2/75 ، وشذرات الذَّهب لابن العماد ج4/320.
(46) . هونکه، ص/ 273.
( 47 ) . عبقريّة الحضارة العربيّة منبع النَّهضة الأوروبيّة: مجموعة من المؤلّفين ص/ 299 ، منشورات وزارة الثّقافة، دمشق/ 1982 م.
( 48 ) . هو حُنين بن إسحاق العِبادي، أبو زيد ( 194 – 260هـ - 810 -883 م)، طبيب، مؤرّخ، مترجم.. انظر: وفيّات الأعيان ج1/167 ، وطبقات الأطبّاء ج1/184.
( 49 ) ـ هو عليّ بن عيسى هِبة الله، أبو الحـسـن، مهـذَّبُ الـدّيـن ابـن النَّقـَّاش (...-574 هـ - .. - 1178م) عالم بالطبّ،أديب له مشاركة في الحديث، مولدُه ومنشـؤُه ببغداد... تُوفّي في دمشق. انظر طبقات الأطبّاء ج2/162 ، والأعلام ج4/318. (50). هو عمّار بنُ عليّ المَوصليّ، أبو القاسم (...- نحو 400 هـ - ... – نحو 1010 م) طبیب، امتاز بعلم أمراض العين ومداواتها. أصلُه من المَوصل.. انظر: طبقات الأطبّاء ج2/89، والأعلام ج5/36.
( 51 ) - عبقريّة الحضارة العربيّة، ص/ 299.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى