أيُّ لونٍٍ ما أراهُ في جناني |
|
|
يغزلُ الليلُ سواراً من دخانِ |
أورق الموتُ عيوناً لا تنادي |
|
|
طفليَ المذبوحُ ما عادَ يراني |
أفلتتْ صهيونُ في الدارِ ذئاباً |
|
|
تنهشُ الأجسادَ قوتاً للغواني |
ليسَ للأباتشي قلبٌ او عيونٌ |
|
|
بل جنونٌ يشتهي قصفَ المباني |
كلُّ نعشٍ في فلسطينَ جنينٌ |
|
|
هلّلي يا امُّ زُفّيهِ التهاني |
كل آهٍ في لوعةِ الثكلى حياةٌ |
|
|
إنْ علا منديلُها عطراً سقاني |
لا تظنّي آلةَ الموتِ انتصاراً |
|
|
ليستِ الأعمارُ في عدِّ الثواني |
عند ذاك السفحٍ قد ذابت شموعٌ |
|
|
أيقظتْ في الأرض معنى العنفوانِ |
ربَّ عمرٍ سوف يُهديكِ رسولاً |
|
|
يطردُ الأشباح من ساحِ الأمانِ |
ربَّ يومٍ يُزهر النصرُ ضلوعاً |
|
|
يمنحُ الارواحَ عطرَ البيلسان |
ربَّ طفلٍ يرسمُ الصبحَ نذوراً |
|
|
من فلسطينَ شموساً للزمانِ |
ربَّ أمٍ زغردتْ قربَ شهيدٍ |
|
|
عرسُهُ الموعودُ في خُلدِ الجِنانِ |
في حمى غزّةَ تختالُ الدراري |
|
|
كوكبٌ إنْ غابَ يصحو كوكبانِ |
إنني أقسمتُ أنْ أحمي ثراكِ |
|
|
يا خميرَ الحبِّ فالحبُّ دعاني |
يا دماً يسري لهيباً في عروقي |
|
|
يا نجيعاً أستقي منهُ المعاني |
لن يجفَّ الحبرُ من جرح يراعي |
|
|
لن أرودَ الحقَّ مبتورَ اللسانِ |
كلُّ شبرٍ في روابيكِ مزارٌ |
|
|
أنحني فيه وأُهديه امتناني |
إطمئني يا قبلةَ الابطالِ قدْ |
|
|
صار للتقوى لدينا قُبلتانِ |
لا تقولي أنَّ في القاموسِ عُرْبٌ |
|
|
بل أناسٌ دنّسوا عهدَ الأماني |
يملأونَ الكأسَ من فَيضِ أساكِ |
|
|
ما دَروا أنْ ملؤُهُ سكبُ الهوانِ |
أسكروا الأعرابَ من وهج لظاكِ |
|
|
دمعةُ الأطفالِ ليستْ للدنانِ |
يسألون الغربَ أن يُؤتي حلولاً |
|
|
لا يُعاني الغربُ مثلي ما أعاني |
عندهم نيرونُ ما زال مثالاً |
|
|
كيفَ للأحفادِ أن يشفوا المُعاني؟ |
أينَ قومٌ علَّموني أنه ما |
|
|
حك َّجلدي مثلَ ظفري إن رعاني |
أين أهلي صرتُ من أهلي براءً |
|
|
ليس في غزةَ سهلٌ للزؤانِ |
بحرُها الهدّارُ يرغي انتصاراً |
|
|
يدفع العدوان عن شعبٍ مُهانِ |
ليتَ لي صوتاً يباري العوادي |
|
|
ليتَ لي في البُعدِ أقوى من حناني |
مَن يقينا الذلَّ إنْ صرتِ يباباً |
|
|
مَن يوافي حُلمَنا إنْ لم تُصاني |
أُتركيني اسألُ الله: لماذا |
|
|
سقطَ الأخوانُ يومَ الإمتحانِ؟! |