الخميس ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم عناق مواسي

حبل الغسيل

ذات شتاءٍ أمطرت السماء مطرًاً لم يكن على الخاطر، فأيقظ المطر في قلبي الخواطر، وشاءت الأقدار أن يُحصد بمنجل السنين قدماي السنبلتان بعدما تزحلقتُ وسقطتُ عن ظهر البيتِ، وأنا ألم الغسيل بسرعةٍ، ومن يومها وثأر في صدري ووجع يئن في أنسجة حياتي، وأرغب في الانتقام من كل الملابس في الدنيا، وأن أخترع قانونا يجيز العراء كي أستعيد صحتي وحرية قدمي...

انتقلتُ للنوم في غرفة بالطابق الثاني بها سرير وخزانة ملابس كبيرة وفيها شباكًا وبابًا زجاجيًا يطل على شرفةٍ صغيرة جداً، أتنفس فيها وحدي، العالم والفضاء أراهما وحدي، كيفما وأينما يروق لي.. وحدي. كنت أنظر إلى بيوت الجيران، وأرقب باهتمامٍ الغرف المضاءة ليلاً، وكنت عبر الأصوات المنبعثة إلى مسامعي بصعوبةٍ أتخيل كيف تقضي العائلة أوقات المساء...

أذكر في سنوات خلت حينما أراد أبي أن يُحضر عاملاً ما ليصلح أمراً ما في البيت كان يتصل ليعلمنا بالأمر، وكان أول شيء يسألنا عنه: هل في غسيل على الحبل؟ وإذا كانت الإجابة بنعم. كان يقول: "ضبين الغسيل يا بنات !"وكبرنا على هذا المنوال كيلا يرى أحد غسيلنا، وأن أحدًا يجب ألا يرى ملابسنا بتفاصيلها الخارجية والداخلية، وتعلمنا أن نخفي ملامحنا داخل الأنسجة والخيوط.

وعندما كبرنا وأصبحنا صبايا لم نعرف كيف نبرز مع ملابسنا مثل بقية صديقاتنا، كنا نخاف أن نكشف ملابسنا مثلما تعودنا، وكنت أسأل نفسي.. هل تغطي الملابس مفاتن الروح أم تكشفها؟ لم أعرف أيهما أكثر إثارة وغواية، اللابس أم الملابس؟ وكنا نخشى أن نسأل أبي، هل تخاف على غسيلنا الخالي من أجسادنا أكثر من أجسادنا الخالية من الملابس؟
كنت أحبس أنوثتي في ملابس المدرسة حتى الثانية ظهرًا وكنت أحبس أنوثتي مرة أخرى بملابس البيت حتى اليوم الثاني، وقلما كانت تتنفس أنسجة روحي وجنوني الحرية في ملابس تكشف مفاتني كفتاة غضة بضة لأرفرف على شرفات الحياة ...

أخبرتني أمي أن مرآة الزوجة العتيدة هو ما يعكسه حبل غسيلها الذي يتعلق عليه نجاحها أو فشلها، من حيث ترتيب الملابس على الحبل، الشراشف أولاً فالمناشف فالقمصان فالبلاطين والجوارب مثبتة بملاقط، هي امرأة تتقن فن التنظيف والترتيب، وهي ليست كسولة أو عشوائية. فحبل الغسيل لا يستر الأسرار ... فيه تعلق الأخبار وتنتشر كالغبار وتنتقل من دار لدار.

أما غسيل يوم الجمعة فكان يستمر إلى حين تتعامد الشمس فوق الحبل وأكثر.. كان غسيلنا يتكون من شراشف بيضاء وملونة، ووجوه مخدات وملابس ملونة وملابس داخلية مثلنا مثل كل الناس. وأذكر بعضًاً من ملاقط أمي التي ما تزال تمسك بالنصائح المنسوجة مع حاسة سمعي:

"يا بنت انتبهي أن يظهر غسيلنا على الجيران، وأن لا يكون منشورًا بشكل فوضوي"
ما كان بإرادتي أن أكون مسؤولة عن الغسيل وهمومه، كنت أضع الغسيل في الغسالة أو أغسل قسمًا منه على يدي في طشت كبير وأنا جالسة على المفرمة بوسط البيت، حولي مسحوق الغسيل وفلقة الصابونة النابلسية، فأغطس سعادةً في فقاعات الصابون والرغوة، أو أنشر الغسيل على سطح البيت، أو ألم الغسيل، أو أصفه. لم أهتم كثيرًاً أن أكون مجتهدة ومواظبة في المدرسة بقدر ما كنت أرغب أن أنهي الثانوية لأتزوج وأنشر غسيل حبي وعائلتي على الحبل.. لأن أصابعي كانت تؤلمني من غسيل اليد، فكنت أخفيهن كثيراً أمام صديقاتي..

باختصار أمسكت أمي مهام البيت الأساسية ومسكتها جيدًا بملقط كل واحدة ٍ منا ، والأمر وما فيه أنها كانت هشة الجسم ومريضة وهي لم تكن تتقن سوى إعداد الأكل وإبداء الملاحظات. فدوى الأصغر مني مسؤولة عن المطبخ فيما يتعلق بالجلي والتنظيف، أختي نوال الأكبر مني مسؤولة عن مسح البيت، وأختي الصغيرة كانت تقوم بأعمال بسيطة سهلة، وهي كانت مسئولة عن تجهيز الطعام، ودائما تعطيني ملاحظات على الغسيل. أتذكر منها "انتبهي ما تخلطي الغسيل الملون مع الغسيل الأبيض والفاتح..." "والنيلي ضعيها في الماء كي تذوب وليس على الغسيل الأبيض"، "الأقمشة أنواع، وكل له طريقته الخاصة بالتعامل، عندك المخمل، والقطن، والحرير والجينز، والصوف، ووو" لا تتركي الغسيل بالغسالة بتطلع له ريحه..." وملابس العيد والقمصان علقيهن مباشرة على الحبل كي لا تتغلبي أثناء الكي وتصرفين الكثير من الكهرباء" والملابس الرسمية وملابس العيد وزي المدرسة والشالات تغسل على اليد وتعلق بعلاقة على حبل الغسيل وهي معصورة نصف عصره .."

والغسيل بأشكاله صار جزءًا مني، وكنت أرى الناس مثل قطع الغسيل، وكل شخص يقترب مني أستطيع أن أكتشف رحلة غسيله في الحياة أو رحلة الحياة في غسيله، فانتبه بسرعة فائقة إلى أدق التفاصيل في الأنسجة، كيف تغيرت الألوان مع الزمن؟ هل الملابس مكوية بدقة؟ أي نوع قماش هذا وهكذا، وأحيانا كنت أسدي النصائح لصديقاتي كيف تتعامل الواحدة مع شالها أو تنورتها كي تحافظ على البقاء أطول مدة ممكنة، فلا تخبو الألوان ولا تتمزق الأنسجة..

أحياناً كنت أعاني من عقدة الغسيل مرات عديدة فضلاً عن رحلة الشتاء والصيف، علماً انه كان باستطاعتي أن أميز بين أنواع مساحيق الغسيل والمعطر، وأستطيع أن أخمن أي زوجات مهتمات بالغسيل دوناً عن سواهن! لكن الأكثر متعة هو نشر الغسيل على الحبل، حيث كنت أستطيع أن أشاهد حبال الجيران من علوٍ، وكان تعليق الملابس أشبه بفترة محددة يتساوى بها الناس وتتساوى بها المناصب، فالجميع على الحبل سواسية لا يحجبني من الله سوى السماء.

لا أعرف كم من السنين والشهور قضيتها مستلقية على ظهري كي أتعافى وتعود لي صحتي وإن تعد كما كانت.. صدقًاً كنت أشعر بحزن أمي علي وتمزقها كما تتمزق الأنسجة بفعل حرارة حسرتها العالية ودرجة غليان دموعها. لكني ما كنت أرغب أن تتأثر وتحزن لأنها كانت تلوم نفسها وتلوك حزنها كلما رأتني على حالتي... تبلل الدموع وجهها ، وتعصر قلبها ألمًاً وتنشر ضعفها على حبل الحسرة لتجف، فأخذت تؤنب ذاتها لذا كان وجعي وحزني مضاعفًا، فوجودي مع ذاتي نصب حبل الحزن في قلبي...

ومع مرور الأيام وأنا أتنقل بين السرير والشرفة بعرجٍ وتثاقل بدأ الجيران بالطرق ليل نهار فضوضاء العمل كانت تطرق فوق رأسي واتضح مع مرور الوقت أن رجلاً اشترى قطعة الأرض وسيبني بيتًا له!

كنت أفتح باب شرفتي الصغير لأتنفس منه قليلاً وكل يومٍ كان البيت يزداد ارتفاعًا إلى أن تم بناؤه وأصبح موازيًا لشرفة غرفتي، وهناك شرفة تحديدًا أستطيع أن أطل عليها بوضوحٍ وأصبحت واجهة بيتهم الخلفية قريبة جدًا من شرفة غرفتي المختفية خلف أشجار السرو العالية التي من الصعب الانتباه لها.

ذات صيف تزوج جارنا، ولما انطفأت نجوم الليل الموغلة في السكون، وعلى حفيف تلك العتمة بين الأشجار استطعتُ أن أشق باب شرفتي لأراقب أحداث مثيرة سمعت عنها في الخفاء من صديقاتي فقط! وليس هناك سوى أضواء خافتة تذوب كضوء شمعة تتأجج وتندمج بين الضوء والعتمة إلى أن انبلج الصبح.

شراشف بيضاء كانت معلقة على حبل الغسيل... ولخبرتي في الشراشف التي تنشر وهي تنقط ماءً! لغسيلها على اليد وتعذرها في الغسالة !!! وربما تكون المسألة مجرد نشر وهمي من أجل أن يرى الجميع الزواج...

مرت رغبة خجولة كبراعم في خلجان القلب تفتحت مع الأيام لمعرفة جيراني الجدد، لشعوري الداخلي أن ثمة شيء ما يربطني بهم، شيء يختلف عن رتابة الأشياء، ولم يكن هناك طريقة معينة لأقرأ مكنونات حياتهم سوى الأقمشة والأنسجة التي كانت تنسجم معاً فتختزل أسرار الذات بوشوشات الصدر ومكنونات القلب فما من أحدٍ يستطيع أن يحمل هموم اليوم وفرحه وعنفوانه سوى القميص أو الفستان.

بدأت الجارة الشابة بنشر الملابس بأيام متفاوتة لأنهم عرسان جدد، والشراشف تؤجل ليوم الجمعة وقليلا من الملابس الداخلية التي كانت تختبئ بين قطع الملابس الكبيرة أو بين الشراشف في آخر الحبل الذي كان قريبا مني تماماً، لم تكن سمينة ولم تكن طويلة، هكذا خمنت حسب مقاسات الملابس! تذكرتُ أن أمي قالت: "أهم شيء لا تنشري الملابس الداخلية فيراها الجيران، الشراشف على الحبل الخارجي واخفي الملابس الداخلية على الحبل الداخلي..."

وبدأت أتنبه أن ملابس زوجها أغلبها قمصان ذات ياقات وماركات وبلاطين طويلة رسمية فخمنت أنه طويل وعريض المنكبين مثقف ويعمل بوظيفة محترمة راقية وليس عاملاً مع بنطلون الجينز وجازرة العمل مع الشعار الرسمي والجوارب البيضاء السميكة..
إعجابي بهما بدأ يتسلل إلى مكنونات قلبي ومن خيوط ما رأيت نسجتُ قميصاً ألبسه على جسد مخيلتي كي أتكامل معه... بدأت أشعر أن العروس تنشر لي أحلامي العرجاء على حبل الحرية، وان غسيلهم يعيد لي الحركة في قدمي..

بعد عشرة أشهر من زواجهما انتبهت للمفاجأة الأولى على الحبل. يوجد ملابس زرقاء لطفلين صغيرين ومسامك بيضاء جميلة جدًا، فخمنت أن زوجته أنجبت توأم أولاد ... كم سعدت لهما، وبدأت أحيك بهذا الخيط قميصاً آخر من الخيال، لقد أنجبا قبل أن يتمما سنة كاملة على زواجهما إذا فمن المؤكد أنه كانت تربطهما علاقة حب كبيرة قبل الزواج، والتوأم دليل مؤكد لا بل ومضاعف على الحب بينهما، ومن ساعتها أغلقت باب شرفتي من القهر الذي اشتعل في جسدي ولم أفتح الشرفة لأسبوعيين متتالين وحبست نفسي من الغيظ، وبكيت بيني وبين أنسجة ملابسي..

استيقظ النهار في خلجاتي ذات مرةٍ فهرعت بعرجٍ لأفتح باب الشرفة، لمحته، إنه هو الذي ينشر الغسيل. كيف يستطيع رجل أن يترجل من على عرش كبريائه أمام الجيران وعيون الناس وأن ينشر الغسيل وعلى الملأ؟؟ ما الذي يدفعه لذلك؟ هل زوجته تعبة أو أنها مع طفليها؟

ورغم دهشتي قبضت على ضحكة كادت تنفجر من بين أسناني، لقد نشر الغسيل بطريقة عجيبة! ملابس الأطفال تتوسطها مناشف مختلفة الأحجام، وقطعة اذرعها للأعلى وأخرى أذرعها للأسفل، والأدهى بنطلون معلق بمقطع عرضي وليس طوليا! كان الحبل فوضوي الإيقاع والملابس عليه بلا نسق تغلب عليها الفوضى.

بهذا المنظر تطايرت كل تنبيهات أمي مع الرياح، أن يكون حبل الغسيل مرآة.. وأصغيت لوشوشات روحي.. كم أحسست أنه حنون ويساعد زوجته التي أحبها. وهكذا استمر الأمر حتى مرت سنة أخرى على هذا الحبل السعيد، وها هو يشهد ملابس وردية اللون لفستان صغير جميل، فخمنت أنهم أنجبوا بنتاً أخرى، وبدأت أنسج على منوال الشوق حبالاً وهمية من الحب والشوق وأنا أريد أن أنشر أنوثتي على حبل الحياة وأثبتهما بملاقط كاثوليكية العلاقة مع رجل لا أستطيع أن أفلت من حبل زواجه لكن قدمي المشلولتين لم تحركاني خطوةً إلى الإمام. فشعرت بنفسي كقطعة ملابس معلقة على الحبل بمجرد هبوب ريح قوية تطيرها في الفراغ، وتجاهلت كل فوضويته لنشر الغسيل لإحساسي بأنه رجل يعرف من أين تعلق كتف الملابس..

وتوالت الأيام والسنون وأنا على منوال النسيج والنشر.. برج المراقبة الوحيد لفضولي هو حبل الغسيل فقط! فعلاقتنا معاً كعلاقة الحبل السري بيني وبين رحم أمي فبالحبلين استطعت أن أفهم ما يدور في عالمي الخارجي معي وحولي..

المفاجأة القاتلة كانت اختفاء ملابسه من على الحبل لأيام طويلة متتالية! بدأ القلق يعزف في داخلي سونيتيا حزينة وتوغل القلق في أوداجي آلاف الساعات ... أيقظني معطر الغسيل الذي اخترق أنسجة غرفتي بعد طول الغياب، رأيت ملابسه مجددًاً على الحبل ترفرف، فرفرف قلبي شوقًا وحبًا وسعادةً. لقد سيطرت ملابسه على الحبل كله. قمصانه البهيجة، بلاطينه الطويلة وكل ملابسه الداخلية.. لكن هذه المرة كان من بين الغسيل عباءة سوداء، في البداية ارتج قلبي من الخوف، لكن عاينت بحدة فإذ بها عباءة طويلة وقبعة سوداء تشبه قبعة التخريج من الجامعة فخلت أنه إما محام أو محاضر في الجامعة... لأني سابقًا كنت انتبه إلى بقع الحبر على بعض جيوب القمصان..

أي لقب حصل عليه من الجامعة؟ عمن يدافع إذا كان محامياً؟ وكيف ينهي المفاوضات ويتخذ القرارات إذا كان قاضياً؟ وعلقت بقية جنوني وهذياني على حبال دفتري وثبت أحلامي المستيقظة بالنهار في ملاقط خشبية!

يومياً كنت أغسل قلبي قبل أن أغسل وجهي فكنت أفتح باب شرفتي لأطمئن أن جاري وعائلته بخير فالغسيل المتكرر على الحبال دليل الحياة. لكني بدأت انتبه أن زوجته لا تنشر الكثير من ملابسها؟ لماذا يا ترى؟ أي أنوثة هذه التي تتفسخ خيوطها من نسيج الحياة بفعل اللبس المتكرر والغسيل على درجة حرارة عالية وقوة عصر لا يجاريها شي؟
يا الله كم تجف ملابس الحب عندما تنشر على حبل الحياة ولا تعود إلى سابق عهدها كما كانت، فتبهت ألوانها وتتفسخ أنسجتها.

أنا لا أعرف كم عمري الآن؟ لكني أقيس السنوات حسب الأحداث المدهشة على حبل غسيلهم وكنت أخمن كم كان يجف من سنين ....

بدأ الشوق الوهمي يتوغل في صدري وصرت أتمنى من الله أن أجد طريقا كي أتحدث إليه؟ فلقد أصبح سلواني وسعادتي وسكينتي وسهادي وسؤددي وسفري إلى دنيا لا أستطيع الوصول إليها بقدمين عاجزتين عن الحركة فقررت أن أكتب له رسالة ...

سأرميها في شرفة غسيلهم... فتبدو وكأنها سقطت من جيب قميصه أو جيب بنطلونه!
وماذا لو وقعت بيدي زوجته، وهي التي تهتم بالغسيل تجمعه وترتبه في الخزانة وتفتش جيوب القمصان والبلاطين؟ وماذا لو رأتها وسألته من أين لك هذا؟ ثم تشتعل المشاكل بينهما إذا أنكر، وإذا أخبرها أنه لا يعلم بالرسالة شيئا!! وحبل الكذب هذا قصير وهش.. ماذا لو حدث خلاف بينهما وغضبت زوجته وجمعت ملابسها وعادت لبيت أهلها؟ وبقيت هناك أسبوعا كاملاً؟؟

حتماً سيكون أسعد أسبوع في حياتي...
والاحتمال الأقل حظًا أن يلم هو الغسيل عن الحبل فيمسك بالرسالة.. فيقرأها فيعلقني على حبل تفكيره بلا ملاقط تمسكني فأتعلق أنا بقلبه. حتى ينشف الدم من أنسجة قلبي..

أصلاً ماذا سأكتب؟

إنني أحبك غيبًا في غيبٍ!!!

كم سأكون غبية حينها! سيمزق الرسالة، أو يخمن أنها طارت ووقعت على شرفة بيتهم خطاً، أو لربما يذيب حبرها في ماءٍ كما تذوب النيلي في وعاء الغسيل....

يا الله... ما الحل؟ هل سأسلم أنسجة هذياني لتجف بحرارة البعد والحرمان ؟ كم أنا سيئة الحظ!

يبدو أن نصائح أبي في إخفاء ملابسنا كانت فيها حكمة.

هذه أول مرة في حياتي أشعر أن حبل الغسيل أنتصر علي، فلم تسعفني معرفتي وإلمامي بأنواع الأنسجة والملابس، فلم يلبسني أحد قميصاً على قلبه لنكون معاً الغسيل والحبل أتعلق عليه ويثبتني بملاقط حبه...

استجمعت قواي، كتبت ورميت على الشرفة رسالة ...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى