الخميس ١١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم نور الدين علوش

حوار مع مديرة الاعلام بوزارة الثقافة البحرينية

الجزء الأول:

بداية من هي الأستاذة رندة فاروق؟

 أنا بالأساس إعلامية عملت لأكثر من 19 سنة في مجال الصحافة المكتوبة لأنتقل بعدها إلى العمل الرسمي وأصبح رئيسة قسم الإعلام في وزارة الثقافة البحرينية.

تعتبر سلسلة أطياف من السلاسل الثقافية المهمة في العالم العربي حدثينا عن سياق التأسيس ؟ وما هي الأهداف والغايات؟

 تأسست سلسلة أطياف بفكرة من الباحث الناقد الراحل الأستاذ محمد البنكي حين كان وكيلا لوزارة الثقافة ضمن مهرجان تاء الشباب الصيفي، وكان الإصدار الأول يتناول الاحتفاء بالمفكر جاك دريدا بمناسبة مرور 5 سنوات على رحيله، وكان الهدف من السلسلة الاحتفاء بالمفكرين وذوي البصمة على مسيرة الفكر في العالم

كيف تشتغلون على إصدارها؟

 البداية تكون باختيار الشخصية المراد الاحتفاء بها وذلك من خلال إشراك الشباب في الاختيار حيث يتم طرح عدد من الأسماء عليهم ويتم التصويت على اختيار الشخصية بعد عرض فكرة عامة عن الأسماء المطروحة وفسح المجال لهم للبحث والتقصي حول الشخصية ليحسموا اختياراتهم، بعدها تتم مراسلة الباحثين من المعنيين والمهتمين بفكر الشخصية المحتفى بها، بهدف إنجاز دراسات لم تنشر من قبل لإدراجها في الإصدار

صدرت إلى حد ألان أربعة أعداد كيف تقيمون هذه التجربة الرائدة في المجال الثقافي؟

 لن أتمكن من المديح في التجربة، فقد استلمت القياد من الراحل البنكي لأكمل مسيرته عبر مهرجان تاء الشباب السنوي أو عبر إصدار أطياف، وبالفعل فقد ورثت عنه شبكة علاقات واسعة جدا مع الباحثين والأساتذة على مستوى العالم العربي.. وأعتقد أننا نجحنا في هذه التجربة وأنها وصلت إلى أيدي العديد من الباحثين والمهتمين وكانت ذات فائدة كبيرة.. لكن لكل عمل لا بد من وقفة وتقييم كي نبحث في جدواها وكيفية تطويرها، وأعتقد أن الوقت قد حان لهذه الوقفة.

لماذا لا توزع سلسلة أطياف في العالم العربي بالرغم من أهميتها وفائدتها؟

 يتم توزيعها من خلال العناوين البريدية للمهتمين في العالم العربي وهي شبكة واسعة، كما يتم توزيعها كذلك في معارض الكتاب التي تشارك فيها وزارة الثقافة البحرينية كمعرض فرانكفورت الدولي والقاهرة والشارقة وبيروت والمغرب وغيرها.

كيف تنظرين إلى إشكالية العلاقة الثقافية بين المشرق والمغرب؟

 أرى أن العلاقة على مستوى المفكرين والنقاد والباحثين قوية ولا تقف في وجهها بعد المسافات، لكنها تبقى قاصرة وبحاجة لمزيد من التعزيز والتدعيم، وهذا لن يكون إلا من خلال الزيارات المتبادلة والالتقاء المستمر حيث ان العلاقات عبر العالم الافتراضي أو المراسلات ليست كافية ولا تسهم في تعزيز هذه العلاقات.
الجزء الثاني:

سيدتي تعتبر مبادرة تاء الشباب من بين ابرز المبادرات الشبابية المهمة في العالم العربي ما هي ظروف نشأتها؟

 مهرجان تاء الشباب تأسس في العام 2009 بفكرة من الراحل الأستاذ محمد البنكي، ودعمتها معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.. بدأت بحوالي 150 شابا وشابة، ووصلت اليوم إلى 450 شابا وشابة مع الأخذ في الاعتبار تغير الوجوه ودخول صف ثان من القيادات الشبابية.. الفكرة لدى البنكي كانت هاجسا يعتريه باستمرار بأهمية الاهتمام بالشباب وإبراز طاقاتهم واحتضان مواهبهم وأفكارهم، وهكذا نشأ تاء الشباب بمنح الحرية كاملة للشباب وإعطائهم الفرصة للإبداع واتخاذ موقعا في الحياة المهنية إن توافرت.

وما هي مجالات عملها؟

 هناك عدة مبادرات تنضوي تحت لواء تاء الشباب، البداية كانت مع مبادرة (كلنا نقرأ) للتشجيع على القراءة، و(درايش) وتعني باللهجة العامية الخليجية (نوافذ) وهي شعار لمبادرة تعني بالعمارة وتنمية الذائقة البصرية المعمارية.، بالإضافة غلى مبادرة (حفاوة) وهي التي يصدر من خلالها إصدار أطياف السنوي، ومبادرة (دوزنة) التي يتم من خلالها الدوزنة وخلق التواصل بين المبادرات. لحقت بهما في الأعوام التالية مبادرة (تشكيل) المعنية بالفن التشكيلي البصري بجميع فروعه، ومبادرة (تنصيص) المعنية بالجوانب الإعلامية ودفع الشباب المهتم بالجوانب الإعلامية للانخراط في هذا المجال عبر الدورات التدريبية على أيدي متخصصين ومن ثم فتح المجال لهم لولوج هذه المجال، وكذلك مبادرة (تكنيك) المعنية بالجوانب التقنية المتعلقة بالجوانب الثقافية.. تلى ذلك مبادرة (أوبراليك) المعنية بالمسرح الموسيقي، ومبادرة (بريميير) المعنية بالفن السينمائي، وهما أحدث مبادرتين انضمتا إلى تاء الشباب.. وفي الدورة الرابعة لتاء الشباب كان هناك تعاونا بحرينيا مغاربيا عبر نشاطات مشتركة بين الشباب البحريني والمغربي حيث تمت استضافة عدد من الشباب المغربي لتقديم أمسية شعرية مشتركة، وللمشاركة في طاولة مستديرة لبحث عدد من الموضوعات أبرزها كان الربيع العربي من منظور مختلف.. كل ذلك يسير جنباً إلى جنب مع اللجان الخدمية كاللجنة الإعلامية ولجنة الترويج، ولجان العلاقات العامة.. بمعنى أن الشباب هم من يقومون بكل شيء بإمكانك أن تتخيله في إقامة مهرجان، وما على وزارة الثقافة سوى أن توفر لهم الدعم والمساندة من حيث تقديمهم إلى المسؤولين عن طريق المراسلات وتيسير مهامهم أو تقديم الدعم اللوجستي بتوفير احتياجاتهم.

ما هي العوائق الذاتية والموضوعية التي تعيق عملها؟

 كأي مشروع أو عمل جماعي فإن أبرز المعوقات تتمثل في كيفية تقبل الفكر الشبابي وتسارعه وعنفوانه وكيفية تدريبه على التعامل مع المحيط الاجتماعي الذي غالبا ما يرفض الشاب ويستهين به رغم الشعارات الرنانة بتشجيع الشباب، علاوة على ذلك فربما تواجهنا أحيانا بعض الصعوبات ، ولا أعتبرها عوائق، وهي تتمثل في كيفية التوفيق بين الآراء المختلفة بالصورة التي ترضي جميع الأطراف، وهنا ندخل في دائرة التشاور وكيفية تقبل الرأي والرأي الآخر، وهو ما نعمل عليه باستمرار في تاء الشباب. وأخيرا فإن العقبة المعتادة في كل المشروعات هي الموازنة المرصودة للمشروع، فالعمل ينمو ويكبر ويحتاج لمزيد من الدعم والتوسع كي يخرج إلى دائرة أوسع، لكن الشباب بتفهمهم قادرين على الإبداع مهما كانت الظروف.

في الأخير ما هي المشاريع المستقبلية لهذه المبادرة؟

 نحن الآن في مرحلة التقييم الذاتي للمهرجان في دورته الرابعة حيث أن أعماله انتهت قبل حوالي 10 أيام، وبالتالي فمن السابق لأوانه التحدث عن مشاريع مستقبلية، قبل أن يتم التقييم الجاد وأحيانا القاسي كي نتمكن من تجنب أي سلبيات نجمت خلال فترة المهرجان، وبعد بعدها نبدأ بالتفكير في الابتكارات والأفكار الجديدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى