الاثنين ٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم علي دهيني

دماءُ الأمةِ نبيذٌ على موائدِ الديبلوماسية..!

تمخّض الوزراء فولدوا إحالة موضوع غزة على مجلس الأمن.!؟

كرامة الأمة العربية تُسلّم إلى مجلس الأمن لأن القادة العرب (زعلانين من بعضهم البعض).!!

ما أبرعهم في تحويل الدم المراق إلى نبيذٍ يُترعُ على موائد الكيد والتشفّي.!؟

ماذا يمكن أن نقول؟

وماذا لم يقل بعد.؟

هل تنازل أحدكم للآخر في سبيل مصلحة الأمة.؟

هل فكر أحدكم أن مصلحة شعبه وقومه ورعيته، أهم من رضى (الأصدقاء).؟

هل جربتم لمرة أن تأخذوا قراراً مع أنفسكم، ولم تشعروا بالفخر حينها، بدل أن تلبسوا ثوب الاستكانة والمهانة.؟

كلكم يعرف حكاية الثور الأبيض والثور الأسود، وكلكم يعلم أن أكل الثور الأسود لا محالة هو مقدمة للإجهاز على الأبيض.!

هل يتصور عقلُ إنسانٍ أن قيادات دول تملك من القدرات ما يوازي ثلث أو قل ربع، قدرات العالم ولا تستطيع أن تتخذ قراراً يحسم موقفاً يتعلق بكرامة شعبها ويوقف إهراق دم أبنائها وإزهاق أرواحهم.؟

نحن نعلم، وهم يعلمون أنهم لو أرادوا لقدروا.. ونعلم أن مَن يملك القدرة ولا يستعملها حيث يجب، فهذا يعني أنه إما تجرد من قدراته لمصحة آخرين أو باعها في عتمة ليل بهيم، وإما أنه لا يريد أن يستعمل هذه القدرات لأنه لم يصدق أنه يمتلكها.

هذه هي المعادلة ببساطة.

لكن لماذا لا يريدون أن يستعملوا هذه القدرات، هنا يكمن التساؤل..

ولأنه معروف لديهم، يبقى أن هذا السؤال من الممنوعات، من المحرمات ويعاقب عليه القانون. وحذاري أن تقول إن الجواب ببساطة هو: أنهم شركاء بما يحصل.. جميعاً دون استثناء.؟

القادرون وغير القادرين، فالقادرون أخذتهم العزّة بأنفسهم وأرادوا أن يمسكوا زمام أمور الأمة بأيديهم، برغم أنهم جيّروها لأصدقائهم.. وغير القادرين يريدون أن يستفيدوا من فورة الشعب ضد القادرين، ووجدوا في ذلك فرصة لينالوا منهم.

الملك السعودي فيصل قال يوماً لا بدّ أن أصلي في القدس بعد استعادتها للسيادة العربية، قتلوه.. فأخافوكم، جعلوا فرائصكم ترتعد بعدما أوهموكم أنكم عاجزون.

قال ذلك حرصاً على كرامة الأمة، ولم يكن يومذاك على وئام مع كل الزعماء العرب، ولكنه كان صاحب بصيرة تحمل في صدرها شهامة العروبة الأصيلة.

ألا يكفي هذا درساً لكم لتتعلموا أن الكرامة تعادل الروح، وأنتم تعلمون أنكم لو توحدتم حول قراركم لما استطاعت قوة في الدنيا أن تهزمكم عنه.

الشعب يذبح..!

الشعب يراق دمه..!

الشعب تهان كرامته..!

ودماء الأمة تتحول إلى نبيذ على الموائد الديبلوماسية..!

كان يمكن أن نزيد في أطنان كلمات التأسي والبكاء على الأطفال والنساء والشيوخ.. وأن نُفرغ معاجم اللغة من كل مفرداتها للوصف الوجداني لما يجري، ويمكن أن نملأ الصفحات شتائم ولعنات، لكن ما هو الطائل من كل هذا.؟

صحيح أن البكاء على الأطفال لا تملك نفس مخلصة، بما ملكت من ضمير ووجدان، إلاّ أن تسيل دموعها.. لكن الأهم البكاء على وطن يضيع هكذا بكل بساطة.. أتصدقون.؟

نعم.. فلسطين اليوم على مفترق خطير.. وخطير جداً.. إنها آخر ضربة ممحاة لمحو اسم فلسطين عن الخارطة العالمية نهائياً.؟

تضيع فلسطين بكل بساطة على موائد العلاقات الديبلوماسية ودهاليز القرارات الدولية. وحين تقوم قلة مؤيدَة من أكثر من تسعين بالمئة من الشعب العربي، تتهم حيناً بالمغامرة وحيناً آخر بتأخير تقدم الأمة، بل أكثر من ذلك، تتهم بأنها تستفز العدو كي يريق دمائها..؟!!

يا للغرابة،.!؟

ويا لسخرية القدر.؟

كيف يعقل أن يتحول الحق الى باطل.؟

درسوا الوضع من خلال التقارير الميدانية، عبر الهواتف الدولية في عواصم القرار والسيادة، فوجدوا أنه لا حاجة إلى قمةٍ فأحالوا الأمر على وزارء الخارجية مع توصيات محددة، إياكم وإيجاد حل حقيقي.؟!

بالنسبة لنا كشعب، لا فرق أن تعقد القمة في أي دولة، فكلكم في الهوى تذوبون بليلى وصلا...

سادتي وقادتي.. أتدرون ما يقال عنكم في ازقة دول العالم وعلى ألسنة الناس العاديين.. أرسلوا عسسكم يتقصّون لكم الأقوال..؟!!

ولتعلموا أن تجميعكم وشعوبكم، حول موضوع غزة، أول أهدافه أن تنسوا القدس نهائيا.. طبعا تخليتم عن فلسطين.. أتدرون هذا.؟

ويبقى السؤال الأهم، هل حقاً نحن شعب له الحق أن ينتقد قادته.!؟؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى