الأربعاء ٧ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
رأسي غرفة موحشة
تحت وسادة الروحيختبئ إله مرعبيزرعني كقطعة حلوى في حقولهثم يقدمني قربانالهذيانهتلك الفكرة العابرةكنجمة أحملهاأخفيها عن فراغ الجثثأضع رأسي بين كتفيْلكنها حتما ستقعستفضحني أفكاريالموحشة جداقالوا أن قدماي هي الأخرىتهوى التسكع في الطرقات المحرمةفحذائي ريح عتيقةتحملني نحو المنعطفات الفارغةوتفتح نوافذ و مرايا تفضح كل شيءقد لا يحفل حفار ثمل بيوبهذيانيلكنه يلقي بخبزي الأبديفي قبوهو حين يدفنني في وحشتهتصمت أفكاري حتى الصباحكل ما أفعله الآنأقترف جنون الكتابةلأجرب سوء حظي من جديدمتى أتخلصمن الفوضىالعارمة في رأسي؟رأسي غرفة موحشةالغرفة تسحبني إلى هواجسهاأطرد الغرفة من ذاكرتيأعلق وجعي بالسقفتنهار الغرفةفيتحول رأسي إلى أمكنة مقفرةلا يغرنكمهذا الهدوءعلى وجهيوهذه الغرف المرتبةفهناك فوضىتجتاح المكانفي صمت داخلي...تلك اللوحة الباهتة لوجهيمصلوبة في صمتعلى الجداروذلك الفنجان الفارغعلى طاولة الزمن ينسى شفاهيوأصابعي التي ترتجف بلا دفءوبعض الأثاث المكومبروحيكل هذا الحزن يقترفنيبقسوة...ويضع اسميعلى قارعة المساءالحياة مثل سوق خردةتتراكم بداخليثم تأتي الريحلتكوّم نفاياتها داخل رأسيفكيف إذا سأرتبمناماتي؟هذا المتاهفي رحم رأسييكتض ...بأوهام وأحزانلا تطاقوجع المخاض،أشد فتكا من الغيابتعب التعب منيفتوسلتأزرار المساءأن تأوي إلى عروتهاكي لا تلمحنيكوابيس الغرف المدججة بالرعبأحتسي كل مساء نخب جرح غائرأمدد ساقي المكسورة على حافة الحزنأقرأ وصيتي الأخيرةولا أنسى أن أروض ألميو أبتلع حسرتيثم أحترق في صمتأحترق حتى الموتالمساء يستلقي على وجع الشارعأودع كل عفونته في جثث متسللةو كان الشفق حميميا في وجداني... لكننيلم أكن سوى امراءة توزع بسكويتا حامضا؟وتزأر كحطام في مهب الريحنحلت أصابعيوقدمني الغسق لليل طويلطويلأبعد من أفقيوعذبني نشيد المتعبينفكيف تحنّ الفراشاتإلى نار قلبي؟أنا امرأة تكسرتتكسرتولم تستطيع أن تلملم أوتار جرحها؟أو تتوج جسد الشمسلكنني ألتحف نجمة قديمةكانت تلهو ذات غسق فوق كفّيتراقص نبض قلبيو تستعيد بداخليملامح أوروفيوسفازرع أيها العابر مزيدامن النطف داخل رأسي