الجمعة ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم
لا جدوى من الموتى
إلى روح المفكر فايز محمود
أنا الآن أقل غربةأقل موتاوأكثر وجعايرافقني صوتيتحت الترابويحتل عظاميذلك الإله الصغيرأموت من الحلموهو كنجم يلمع في فراغييقدم لي خبزاوبعض البكاءلكن أياديهم اغتالتني؟وتوضؤا بعظاميثم رقصوا على آلاميوجراحيوقهقهوا كثيراكثيراكلما أمطرت من عيناي غيمةهؤلاء الموتى لا جدوى منهملا جدوى بتاتاحين يبكي العصفوريدخل الشتاء قلوبهموتجف الاشجار بداخلهمفما جدوى تلك الأوراق اليانعة في هذا الشتاء؟ما جدوى أن تفكر بدمكوهم يملؤون كؤوس الحزن بنبيذ خوائهم؟لا يجب أن نبكي كلما مات فينا حلمعلينا أن نصمتوننتحب على نجوم تذبل في نومناعلينا أن نموت في صمتعلينا أن نموتأن نموت فقطثم نهدي أطفالنا للوجعندججهم بالوصايا الباهتةعليهم أن لا يحلموا كثيراعليهم أن يقوموا بدور الكومبارس جيداوأن يعلقوا أعينهم الحزينةعلى جدار المسرحيةكانت عينيّ سماء قزحيةلم ترى غير حلم ساكن في بؤبؤ القلبأما بركان الترابفكان هدية من الأصدقاءرقصة الألم تجتذب الكثيرين من الناسكل واحد يستهويهاستنشاق عذاباتيفلا تخلو الجماجم من الفقاعاتظل الألم يداعبنيو المساء هجر أوردتيباعوا قلبي إلى دكان رخيصتهافت الفقراء على قلبيأشعلوني قنديلالسهراتهمتناثر دميعلى وجوه الموتىفقلبي ليس بلد العجائبقلبي شجر يشيخكلما منعوا عنه قطرة ماء؟ماذا بقي لي من الحزن في هذه المدينة؟ ..تحولت السماء لقبو صدئوأصاب الذاكرة ثقب عميقكانت ليتفاصيل صغيرةوكان ليبعض الشمسوبعض المطركانت لي غيمةوقطعة خبزوبعض البرتقالكان لي بعض البكاءوبعض الضحكوبعض الاصدقاءلكنهم باعوا دمي لعابر سبيل؟