الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم أنمار محمد محاسنة

رسالة إلى الحبيب «صلى الله عليه وسلم»

أنخـتُ على باب الحـبـيـب مطيـَّـتـي
وفي خــافــقــي لــيــلٌ تـطـول أنـامله
أتـيـتُ وعـنـدي للحــبـيـب رســالــةٌ
تـنـوحُ على عصرٍ أنــاخـت نـوازلــه
دمـوعٌ وأشــواقٌ ... وغـُصَّةُ مؤمـنٍ
وقـلبٌ من الأحـزان ... ماتـت بـلابـله
أتـيــتَ إلى الدنـيـا لـتـحـمـل أهــلـهـا
إلى عالمٍ في الغيب .... أنـّى نطاوله!!
وتـنـشـر فـيـنـا الديـن نـهـجـاً كـأنـّـه
سحابة غيثٍ .... أسـعـدتـنـا هـواطـلـه
وتـوسـع بالأخــلاق قـلـبـاً تراكـمـت
عليه الخطايـا ... حـيـن زادت رذائـلـه
تركت كـنـوزاً في البرايا عـظـيـمـةً
وأولجت فـيـنـا الفـكـر كـثـرٌ مـنـاهـلـه
أسائلُ قومي اليوم عـنك ... فلا أرى
سوى الصمت في الأفواه حطَّت قوافله
أكنزك مرصودٌ ... وفكـرك مـقـفـلٌ
وللقـلـب أسـرارٌ ... عـصتنا غـلائـلـه
أيُـطـلـب مـجــدٌ فـي البــلاد بـذلـــَّـةٍ
ويُنصَر جيشٌ قد أُبـيـدت جحافـلـه؟!!
سـكرنا ... شـربـنـا الذلَّ حتى كأنـنـا
نـنـامُ ... وفي أحـضان ذئـبٍ نـثـامـلـه
نـبـيح دماء الحـمـل ... فهي حـقـيـرةٌ
ونـسـجـد إجـلالاً ... لمـن هــو قـاتـلـه
ونـعـبـد أقـوامـاً يـبـيـحـون عــريـنـا
فبالعُري نحيا .... والهوانُ يـساجله!!!
نـطـأطـئ رأســاً عـنـد كـل رذيـــلـةٍ
هو العيش يحلو إن تموت فضائـلـه!!!
أُحِـلـَّت ديارٌ ... واستـُحِـلـَّـت محارمٌ
وشـعـبيَ سكرانٌ ... نـسـاءٌ تـغـازلـه!
فيجثو ابتـهـالاً تحت أقـدام مــومـسٍ
كقــطٍّ سكينٍ ... منظر اللحم شاغـلـُه!
وآخــرُ يـلـهـو بالنــقــود تــحــيــلــهُ
إلـهـاً من الإكبار ... قد بـان كـامــلـُه!
وشخصٌ من البـتـرول يـصنـع أمـَـةً
يـبـيـع بـلاداً ... كي تصان مـنـازلــه!
أيــنــفــع إيــمــانٌ فــؤاداً فــجــاجـُـهُ
كوادٍ من الصفوان .. صلبٌ جنادله(1)
يـظـلّ بلا خـيـرٍ ... يـقـاتـل قـحـطـه
وينكر فضل الغيث ... إن هــلّ وابـله
سـقـى الله أرضاً للكــرامـة أيــنـعـت
رجـالاً تــذود البـغـي إن جـــاء ناهلــه
وتسعف مكلوماً يرى الموت قـادمــاً
وكلّ نـساء الأرض صارت أرامــلــه
تركت خـيـولـي في البلاد جـريـحـة ً
تصارع نـزفـاً .... لا تجفّ سـواحـلـه
وجـئـتكَ ظـمـآنـاً .... وقلبي قــاحــلٌ
ودمـعـيَ بـكـّـاءٌ .... ولـست أخـاجـلـه
فلـلـدمـع أرواحٌ ... وحـِـسٌّ أثـارنـي
وصوتٌ من الألحان ... تشدو عـنادله
وأجمـل ما في الدمـع صدق كـلامـه
إذا ذاق ثـغـر القـلـب مـا هـو قــائـلــه
فيـا ربّ ألـبـس أمـتـي ثــوب عـــزّةٍ
ومجداً رفـيعاً لا تـطـال ســمــائـلــه (2)

(1) الصفوان: الصخر الأملس الجنادل: الصلب القوي الشديد

(2) سمائل: ما ارتفع من الظلال


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى