

رسول الشعر
.
أنـا، يـا أخـي، عـندَ الـكواكبِ كـوكبُ
ولـكنّهُ فـي الـشّعرِ، لا شـكَّ، غيهبُ
يَـغـيظ الـلـياليْ هـاربًـا مــن سـمائِه
ويُـشـرِقُ فـيـها مــن سَـماكَ ويَـغْرُبُ
ومـــا أنــتَ إلا مــنْ بــلادي وأهـلِـها
ووجـهُكَ فـي الأشـعارِ لـلأرزِ يُـنْسَبُ
ومـا الـشعرُ مـنّي إن قضى اللهُ أمْرَهُ
سوى طيفِ حرفٍ فيكَ يُمحَى ويُكتبُ
وَلِـيْ مـن وجوهِ الشعرِ بعضُ مَذاهبٍ
وعـنـدكَ مـنـها ألــفُ وجــهٍ ومَـذهبُ
وتـركـبُ بـحـرَ الـشـعرِ مـنـكَ مـراكبٌ
ولـيسَ لـشعري فـي بحاركَ مركبُ!!
ومـــا الـشُّـعَـرا إلا كــواكـبُ يـوسـفٍ
إذا قـلـتَ شـعرًا لـمْ يَـبِنْ ثَـمَّ كـوكبُ
فـهـيهاتَ أن يَـبـنيْ قـصـيدَك شـاعـرٌ
وهـيـهاتَ أن يـحْـكيْ ضِـيـاكَ مُـذَنّـبُ
وكـمْ ظَـنَّ ظـانٌّ فـي حُـروفِكَ طـاعنًا
ومـا الـسحرُ إلا مـا يَـظنّ ويَـحْسَبُ!!
فـلا الـجِنُّ يـدنو مـن نَـشيدِكَ خـطوةً
ولا الإنْـــسُ قــالـوا مـثـلَهُ وَلْـيُـجرّبوا!
لَأنْـــتَ قـصـيـدٌ يَـغْـمُرُ الأُفْــقَ بـحـرُهُ
ومــا مَـثَـلٌ إلاّكَ فـي الـسِّحرِ يُـضرَبُ
وشـمـسٌ إذا ألْـقَتْ بِـحَرْفٍ شـعاعَها
وَجدْتُ رَحيقَ النُّورِ في الكونِ يُسْكَبُ
فَــأنــتَ لآيــــاتِ الـبـلاغـةِ مَــشْـرقٌ
وأنــــت لأفْــــواهِ الـفَـهـاهَـةِ مَــغْـرِبُ
فَكـنتَ لأهــلِ الـضـادِ عَـوْنًـا ومَـنْـهَـلاً
وبـحـرًا بـلا شـطٍّ مـتى الـبحرُ يَـنْضُبُ
وَمَــنْ ذاقَ يُـتْمَ الـشِّعْرِ دارَيْـتَ يُـتْمَهُ
فــكـنْـتَ لــــهُ أمًّــــا وأنـــتَ لـــهُ أبُ
وَإن كـــان لـلأشْـعـارِ ثَــمَّ «مُـحـمّدٌ»
فأنتَ، «رسولَ الشِّعرِ»، نِعْمَ الملقّبُ
لـكَ الـشعْرُ ثـم الـشكرُ مـنّي مُعطّرًا
ومــا الـعـطرُ إلا مــن شـذاكَ مُـطيّبُ
.
نظمت الشاعرة هذه الأبيات معارضة بها أبيات الشاعر السوري الكبير محمد البياسي رئيس رابطة شعراء العرب...:
ألا كــيـف إذ حــرفـي يــفـرُّ ويــهـربُ
سأفصح عن شكري . وكيف سأعربُ
وفـي كـلِّ يـوم أنـتِ أبـعدُ فـي دمي
وفــي كــل يـوم أنـتِ لـلنفسِ أقـربُ
إذا الـشُّـعَرا ضـاقـتْ عـليهم ديـارُهم
فـلـلشعْر فــي لـبـنانَ والأرزِ كـوكـبُ
فــلا تـسألوني كـيف أخـتار وجـهتي
ولا تـسـألوني أيــن أمـضـي وأذهـبُ
***