الثلاثاء ٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٥
بقلم كوكب دياب

أغلقْ حسابك

.

أغـلـقْ حـسـابَكَ يــا فــؤادي وارْتـحِ
خَـــلِّ الــرّيـاحَ تَـثـورُ والـعَـبْ وامْــرَحِ

وحــذارِ أن تـنسَى الـكُوَى مـفتوحة
إنّ الـرّيـاحَ مـتـى عَــوَتْ لــمْ تـمـزَحِ

فـالـفَـيسُ مـفـتـوحٌ وبــعْـض كـلابـهِ
مـسـعـورةٌ فــي بـابِـهِ لا تـسْـتحي

أغْــلِـقْـهُ فـــورًا إنْ يَـجِـئْـكَ بــطـارقٍ
وَلــغـيـرِ أقــمــارِ الـسّـمـا لا تَـفْـتَـحِ

واجـمَـعْ مِـنَ الـضِّيفانِ مَـنْ بِـالصّدقِ
صــانَ حـروفَـهُ وذَوي الـنّـذالةِ إِطـرَحِ

وامـنحْهُمُو شَـرَفَ الـصداقةِ وحدَهمْ
وســوى الـخَـلوقِ كَـخُـلْقِهِ لا تَـمنَحِ

حَـلِّقْ بِـهمْ كـالطيرِ فـي كَـبِدِ الـفضا
واهْــتِـفْ بـأنْـغـامِ الـغـمائِمِ واصْــدَحِ

ومَــنِ ابـتـغى مِــن دونِ ذلـك بُـغْيَةً
فـإليكَ بـالمِمحاةِ فـاشطُبْ وامـسحِ

وإذا تــــكـــرّرَ فـــعْــلُــهُ مُــتَــعَــدِّيًـا
فــالـزَمْ حــدودَ الـصّـمْتِ لا تَـتَـزَحْزحِ

ومَـنِ احـتوى الشيْطانَ في سرْبالِهِ
فـعـلـيكَ بِــاسـمِ اللهِ فـاذْكُـرْ واذْبَــحِ

ودَعِ الــكـلابَ تَــشُـدُّ مِــنْ أطـنـابها
فَـقـوافليْ عــن سـيـرِها لــم تـبـرحِ

دعــهــا لـتـنـبـحَ نـفـسَـها مــوتـورةً
فـالـصـمْـتُ يـقـتُـلها إذا لـــمْ تـنـبـحِ

واصـمُـتْ لـتَجْدَعَ أنْـفَها مِـنْ غَـيظها
وارحــلْ إلــى حـيثُ الـكواكِبُ تَـفْرَحِ

واهْـجُـرْ مُـوشّـحَها الـذي لا يَـنْتَهي
فــإذا انـتـهى بَــدأتْ بـألْـفِ مـوشّـحِ

غـادِرْ فـما لَـكَ فـي الـرّحيلِ خسارةٌ
مَـــنْ يَـخـسرِ الـمِـهْذارَ حـقًّـا يَـربَـحِ

فَـالـسـيْلُ قــدْ بـلَـغَ الـزُّبَـى بِـغُـثائِهِ
فـادْفَعْ بـعَزْمِ السَّيل واجرُفْ وَاكْسَحِ

وارْمِ الـسِّـهامَ بـغـير قـصْـدٍ وَانْـسَها
مَــن يَـخْشَ تَـقصِدُ نَـفْسَهُ فَـليُصْلِحِ

وإذا أتــــاكَ بــغـيـرِ عــــذرٍ فــاسِـقٌ
مـسـتـوضِحًا أمْـــرَ الـبـيانِ الأوضــحِ

أمْـسِـكْ يَـديـكَ عــنِ الـجَوابِ تَـرَفُّعًا
ومـجـالَ حـرْفِـكَ لاسْـمِـهِ لا تَـفْسَحِ

لـنْ يَـنفعَ الـتّوضيحُ مَـن أضْحى يَرى
وَضَــــحَ الــنـهـارِ بـحـاجـةٍ لِـمُـوَضِّـحِ

أتُـريـهِ ضــوءَ الـشـمسِ بـعـضَ أدِلَّـةٍ
والـشمسُ ليسَتْ بالدّليلِ الأرجحِ!؟

لا شــأنَ لـلشيطانِ فـي مـا تَـرْتَئي
مـــاذا يـريـدُ الـلـيلُ مِــنْ مُـتَـصَبِّحِ؟!

مــا شـأنُـه مــا دامَ مــا مِــنْ نـاقـةٍ
عـنديْ ولا جملٌ لهُ في مَسْرَحي؟!

مــا كــانَ يُـقْحِمُ أنْـفَهُ فـي غـيرِ مـا
يَـعـنـيهِ لـــو ألْــفَـى يـديـهِ بِـمـطْرَحِ

سـيّـانِ فـي أهْـل الـفَسادِ ظـنونُهمْ
ويـقـينُهمْ، أشَـرَحْـتَ أمْ لــمْ تَـشرَحِ

أعــذارُهـمْ كـالـذنْبِ إنْ جــاؤوا بـهِـا
مــا الـذنْـبُ مِـنْ عُـذْرِ الـلئيمِ بـأقبحِ

إنَّ الـلـئـيـمَ إذا سَــمـحـتَ بِــعُــذْرِهِ
فـبِـغَـيرِ ألــفـاظِ الأذى لـــمْ يَـسْـمَحِ

لَــوْ كِـيْـلَ فــي الـميزانِ أثْـقَلُ فِـعْلهِ
رجَـــحَ الــفَـراغُ وفـعْـلُـهُ لــم يَـرْجَـحِ

فــانـظـرْ تَــجِــدْ أفــعـالَـهُ بـلـسـانـهِ
وبِـغَـيـرِ نَــقْـلِ قُـمـامـةٍ لـــم يُـفْـلِـحِ

فــتـراهُ يَـنْـقُـلُ كــذبـةً عـــنْ مِـثْـلِهِ
وَيُـذيـعُـها مُـسـتَـوقِحًا عـــنْ أوقـــحِ

ومــصــدِّقًـا مـــــا لا يــــرَاهُ بِـعـيـنِـه
كـالأحمقِ الـمَأفونِ وسْـطَ الـمَرْسَح

أهُـوَ الـذي أدْرَى بِـفِعْليْ مِنْ يَديْ؟!
مَـنْ كـانَ يَـعلمُ مـا بِـنفسيْ يُـفصِحِ

ظـــنَّ الـفَـسـادَ والافــتـراءَ رُجــولـةً
حـتـى غَــدا لـسِـواهما لــمْ يَـصْـلُحِ

وَبَــنـى عــلـى كــلِّ افـتـراءٍ عـلْـمَهُ
ويُــكَــرِّرُ الأخــطــاءَ إنْ لـــم يَـنـجـحِ

أنّـــى يُـصـحّـح غـلـطـةً مـــنَ كــان
مُـحتاجًا إلـى تَـصْحيحِ ألفِ مُصحّحِ؟!

يـصـطـادُ مِــنْ خـلْـفِ الـنـوافذِ ذَمَّــهُ
أمَـدَحْـتَهُ فــي الـبـابِ أم لـمْ تَـمْدحِ

ويُــوَزّعُ الـكَلِمَ الـخبيثَ عـلى الـورى
يُــسْـديْ نـصـائـحَهُ وإنْ لــمْ يُـنْـصَحِ

ســيَّــانِ مــنـهُ نَـصـيـحةٌ وفـضـيـحةٌ
إنْ تُــمْـسِ مِــنْ أصـحـابِهِ لا تُـصْـبِحِ

يَـكْـسـو الـنّـصـائِحَ إفْــكَـهُ مُـتَـعَـمِّدًا
كـيْ يَـجْرَحَ الـقلبَ الـذيْ لـمْ يَـجْرَحِ

فَـرَمَـتْـهُ كــلُّ حـقـيقةٍ فــي جُـرْحِـهِ
لــمّــا رأى تَـجْـريـحَـهُ لــــمْ يُــفْـلِـحِ

تـبًّـا لــهُ مــنْ فِـتْـنةٍ تـمشيْ عـلى
رجْـلـينِ تَـقْـفزُ فــوقَ كــلِّ الأسـطُحِ

يسعى إلى حيثُ استوى مَحسودُهُ
هـيهاتَ أن يَـرْقى الـحَسودُ لـمَطرحِ

هـيـهـاتَ أن يَــطَـأَ الـعَـيِـيُّ بِـرأسـهِ
حـيـثُ انـتـهتْ قَـدَمُ الـبليغِ الأفـصحِ

أوَيَـعْـتـليْ بَــحـرَ الـقَـريضِ مُـغَـفّلٌ؟!
أوْ يَـفْـقَهُ الإبـحـارَ مَـنْ لـمْ يـسبَحِ؟!

أوْ يَـفْـهَمُ الأعـماقَ مَـنْ ألْـقَتْ بـهِ؟!
مـــا الـمُـفْلِقُ الـغـوّاصُ كـالـمُتَصَفِّحِ

إنّ الــغَــبِـيَّ بــمــا يُــلَـقَّـنُ لافِــــظٌ
وبـغـيرِ مــا فــي جـوفِـهِ لــم يَـنْضَحِ

فــتـراهُ يَـحـمِـلُ لـلـورى أسْـفـارَهُمْ
أكـــرِمْ بـــهِ مِـــنْ حــامـلٍ مُـتَـبَجِّحِ!

يُــبــديْ الــتَـحـدّيَ دونَ أيِّ مُــبــارزٍ
وتـــراهُ مِـــنْ أدْنـــىْ تَـحَـدٍّ يَـمَّـحي

ويـعـودُ يَـهْـذِرُ فــي الـكـلامِ مُـهَـدّدًا
فـلْـيَخْسَأنْ، إن لــمْ يـجـدْ، فـلـينبحِ

وَلــــو اقْـتَـفَـيـتَ مَـسـيـرَهُ مُـتَـبَـحّرًا
لـحَـسِـبْـتَهُ رَجــــلاً ولــمّــا يُــلْـمَـحِ

حــتّـى إذا ظــهـرتْ حـقـيـقةُ أمــرهِ
ألــفَـيـتَـهُ امْـــــرأةً ولــكــنْ مُــلْـتَـحِ

لا تَــرْجُــوَنَّ الـخُـلْـقَ فـــي أمـثـالِـه
فـلـغـير إيـــذاءِ الـــورى لــمْ يَـطـمَحِ

سَـيـظلُّ يَـرْتَـعُ فــي لـحـومِكَ مَـيِّـتًا
سِـيّـانِ صَـفْـحُكَ عـنهُ أمْ لـم تَـصفحِ

وَيــظـلُّ يُـفـرغُ فـيـكَ عُـقْـدةَ نـقْـصِهِ
أرْتَــحْـتَ مِـــن مَـــرْآهُ أمْ لــمْ تَـرْتَـحِ

هـــذا جـــزاءُ الـنـاجـحينَ إذا عَــلَـوْا
أن يُـرْشَـقوا بـحِـجارِ مَــنْ لـمْ يَـنْجَحِ

تِـلْـكَ الـحجارةُ، إنْ تَـصِلْ لَـكَ، مَـرْبَحٌ
تُـحْصيْ بـها الـحُسَّادَ فـاجْمَعْ وارْبَـحِ

ودَعِ الـحـواسـدَ يَـصْـطَـلونَ بـنـارِهمْ
إنْ تَـعْـفُ أمْ لــمْ تَـعْفُ عـنْهمْ تُـلْفَحِ

دَعْـهُمْ فـفي الـحالينِ لـستَ بمانحِ
الــخُـلُـقِ الـقَـويـمِ لأعْـــوجٍ مُـتَـرَنِّـحِ

واصـبرْ، فَدَيْتُكَ، واحْتَسبْ، ما كلّ ما
تَـلـقـاهُ فـــي دنــيـا الـفَـناءِ بِـمُـفْرِحِ

مَــنْ يَـمنَحِ الأوغـادَ حُـسْنَ سـلوكِه
شـــرَّ الـمَـتاعبِ والـمَـصائبِ يُـمْـنَحِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى