شكرًا
.
ألَــمَّ بِــي ألَــمٌ.. واسْـتفحلَ الـخَطَرُ
وَنـــاءَ جِـسْـميَ بـالأوْصـابِ والـبَـصَرُ
وراح يَــعْـبَـثُ بِــالأوصــالِ يـقْـطـعُـها
وكــادَ فـي الـرُّوحِ والأنـفاسِ يَـنتشرُ
والـداءُ يَـزْحَفُ نَـحْوَ الـقلبِ مُـخْتَلِسًا
ولَـسْـتُ أدري مـتى أو كـيفَ يَـندحِرُ
لـمْ يُـبْقِ لـيْ فـيْ يَدِيْ أَزْرًا يُؤازِرُني
فـكيفَ جـسمي عـلى بلواهُ ينتَصِرُ؟
وعـــادَ كـــلُّ طـبـيـبٍ عَـنْـهُ مـكْـتئبًا
وكــادَ قـلـبُ طـبـيبِ الـقـلبِ يـنفطرُ
فَـتِهْتُ أبـحثُ فـي الأقـطارِ سـائلةً:
أيــن الــدَّواءُ وأيــنَ الـطِّبُّ والـظَّفَرُ؟!
وَرحْـتُ أسـألُ كـلَّ نَـسْمَةٍ نَسَمَتْ:
لـعـلَّ بـعـدَ الـجـفافِ يَـهْـطِلُ الـمَطرُ
حَـتّـى انْـكَـفَأْتُ وبـيْ الآلامُ أحْـمِلُها
وقــلـتُ: ذاك هـــو الـقـضاءُ والـقـدَرُ
وتــلـكَ حـكـمـةُ ربّـــيْ فــيَّ نـافـذةٌ
وكـــــلُّ أمـــــرٍ بـــأمــر اللهِ يــأتــمـرُ
وظـلْتُ أدعـو إلَـهيْ وَهْـوَ أعْلمُ بيْ،
يــا خـالقَ الـداءِ كـيفَ الـداءُ يَـندَثرُ؟!
أيــن الـنّـهارُ وقــدْ عـاثَ الـظلامُ بـهِ
وَالـفَـجرُ غــابَ فــلا حِـسٌّ ولا خـبرُ؟
ومـا إن استحكمتْ في الطّينِ علّتُهُ
وأوشــكَ الـبُرْءُ عـن عـينيَّ يـنحسرُ
حــتـى عـلِـمتُ بــأنَّ الــدَّربَ آخــرُهُ
وأنَّ فــيــه طـبـيـبَ الـــروحِ يَـنـتَـظِرُ
وأنَّ الـفـجـرِ بـــدونِ الـلـيـلِ مُـنـعَدِمٌ
وأنَّ الــطِّـبَّ بـقـلـبِ الــداءِ مُـسـتترُ
فـأزْهـرَ الـليلُ بـعدَ الـيأسِ لـي أمـلاً
وجــــاءَ بـالـكـوكبِ الـــدرّيِّ يــزدهـرُ
وقــدْ أطــلَّ طـبـيبُ الـروحِ مُـبتَسمًا
وفــــي يــديــهِ دواءٌ لـــيْ ومُـخـتَـبرٌ
وَفَــجْـأةً لاحَـــتِ الأنـــوارِ مِــن يَــدِهِ
فـضاءَتِ الشمسُ في عينيَّ والقمرُ
وفـــرَّ مــنّـي عُـقـامُ الــداءِ مُـنْـهَزمًا
لـــم يَــبْـقَ مــنـهُ ومِــنْ آثــارِهِ أثَــرُ
فـعُـدْتُ أســألُ حـتّـى تِـهْـتُ ثـانـيةً
يا طـبّ دائـي، مَـلاكٌ أنتَ أمْ بَشَرُ؟!
يـا طـبّ دائـي أكـان الـموت مـنتظرًا
حـتـى أتـيـتَ فـراح الـموتُ يـنتحرُ؟!
مـا عـدتُ أدري، وجـنْحُ الـليلِ مُرْتَفِعٌ
والـصبْحُ دانٍ، أسِـحْرٌ ذاكَ أمْ سَحَرُ؟!
إن قـلتُ شـكرًا فَـلَسْتَ مَـنْ يُكافئُهُ
كــلُّ الـكـلامِ ولــوْ صِـيغَتْ بـهِ الـدُّرَرُ
شـكـرًا، لأنّــك أنـتَ أنـتَ فـي زمـنٍ
غـــولُ الـسـلامةِ لا تُـبـقي ولا تَــذرُ
شــكـرًا، لأنّـــكَ عـيـنُ اللهِ سـاهـرةً
وعـيـنُ عَـينيْ بـدمع الـشُّكْرِ تَـنهمرُ
شكرًا، وليستْ معانيْ الشكرِ كافيةً
لـــذا أتَــيـتُ عـــن الـتـقصيرِ أعـتَـذِرُ
د. كوكب دياب
في 01/11/2015
نظمت الشاعرة هذه القصيدة في شكرها للطبيب اللبنانيّ الدكتور سعيد فرحات... الذي عالجها من داء عضال.