الثلاثاء ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٤
بقلم عبد الكريم المحمود

سيّد المقاومة

لفقدكَ حزنٌ في القلوب وجيعُ
وخطبٌ أصاب المؤمنين فظيعُ
فَجعتَ أبا هادي نفوسَ أحبّةٍ
بذكركَ آهاتٌ لهم ودموعُ
عرجْتَ شهيداً في الجِنان مخلَّداً
وما زلتَ حيّاً للعدوّ تروعُ
يَرَونك في أحلامهم فتُخيفهم
فليس لهم ممّا يرَون هُجوعُ
لِما عرَفوا من جدّ قولِك صادقاً
وما من وعيدٍ جاء منك يضيعُ
بكلّ خطابٍ حيدريٍّ رجومُه
تَهُدّ بني صهيونَ حين تُذيعُ
وفي نصرة المظلوم لستَ مساوماً
ومِن حقّه المثقالَ لستَ تبيعُ
ومنذ الثمانين المصرَّم قَرنُها
فإنّك طودٌ ما عراك وقوعُ
ولِيتَ لحزب الله خيرَ قيادةٍ
فأثراه نهجٌ في الفداء بديعُ
ومطلعُ هذا القرن شاهدُ صولةٍ
لتحرير لبنان العزيز تصوغُ
ملاحمُ حزب الله فيها شذيّةٌ
بروحِك في سوح الجهاد تضوعُ
ومن بعدِها تمّوز تشهد حربُه
بأنّك غوثٌ للبلاد سريعُ
وقفتَ بوجه المعتدين تردّهم
اذا همْ هزيمٌ جيشُهم وصريعُ
وأنت على بحر السياسة ماهرٌ
بتوجيه فُلكٍ في الخِضمّ ضليعُ
وزادُك تقوى الله ثمّ جَمالُه
على شخصك المحبوب كان يَشيعُ
ومن طيب آل المصطفى بك نفحةٌ
فحسبُك أصلٌ في الجدود رفيعُ
ورِثتَ بياناً من بلاغة حيدرٍ
هو السحرُ إنْ أصغى اليه سميعُ
وتجذب كارزماك كلَّ مشاهدٍ
يكاد لها حتى العدوُّ يطيعُ
رفعتَ شعارَ السبط في طفّ كربلا
فهيهات منكم ذلّةٌ وخنوعُ
ومن صولة العباس تحت لوائهِ
تصول وميدانُ الجهاد وسيعُ
على كلّ مأفون العقيدة ظالمٍ
يقبِّح خيرَ الناس وهو شنيعُ
غذاه بنوصهيون فكراً مدنَّساً
فليس له في الصالحات نُزوعُ
يرى الحقّ فيما بان كالشمس باطلاً
فساء له رأيٌ وساء صنيعُ
يصبُّ على لبنان نارَ ضغينةٍ
يقاسي لظاها طفلةٌ ورضيعُ
يفجّر آلاف المنازل غادراً
فأشلاءُ تمسي تحتها ونجيعُ
وفي غزّة الأحرار يقتل عُزّلاً
وتُمحى بقصف الطائرات ربوعُ
ويمنع عنهم قوْتَهم ودواءَهم
ليُهلكهم داءُ الجراح وجوعُ
عن الغوث أيدي العالَمين كليلةٌ
فمنها جبانٌ للغزاة تبيعُ
ومنها أيادٍ أحكم الجورُ قيدَها
فليس لها فيما تروم شُروعُ
وحكّامها في حمأة البغي أوغلوا
وفي الفحش منهم ساقطٌ وخليعُ
فلمْ يبقَ إلّا محورُ الخير ناصراً
وأبطالُهُ للمعدمين قلوعُ
لهم رايةُ الإسلام تجمع شملَهم
فهم رغم أبعاد المكان جميعُ
يوحّدهم دينُ النبيّ محمدٍ
فمنه أصولٌ بينهم وفروعُ
على منهج القرآن يَنهجُ فكرُهم
ومن سُنّة الهادي عليه سُطوعُ
فهمْ إخوةٌ في الله ألّف بينهم
وليس بهم إلّا إليه خضوعُ
وليس لغير الله تُحنى جباهُهم
سجودٌ لهم من خوفه وركوعُ
لنيل رضاهُ يبذلون نفوسَهم
ولا يعتريهم في الجهاد هُلوعُ
أولئك قومٌ عظّم اللهُ شأنَهم
فعن دينهِ هم ذادةٌ ودروعُ
يردّون كيدَ الكافرين ببأسهم
وإنْ جاء جيشٌ للعدوّ مُريعُ
فهمْ كلُّ صنديدٍ تُجَنّ به الوغى
ويخشاه فتكٌ بالعدوّ ذريعُ
لقد حملوا أرواحَهم بأكفّهم
وليس بهم عمّا رجَوه رجوعُ
على درب نصر الله تمضي جنودُهم
لهم كلَّ يومٍ في الشباب نُبوعُ
مقاومةٌ لا يقبلون بذلّةٍ
ولا فردَ منهم في القتال جَزوعُ
وفي وحدة الساحات صار بناؤهم
يزيد شموخاً ليس فيه صُدوعُ
فمِن أرض لبنانَ الأبيّ وغزّةٍ
الى يمَنٍ حتى العراقِ جُموعُ
تشاطرُهم إيرانُ همَّ عقيدةٍ
يُطيح بها في الخائنين خَدوعُ
ومنتَهكٌ مأجورُ يرمي حُماتَها
بأدوائهِ حتى يُقالَ: رقيعُ
لِحُكم بني صهيونَ يسعى مُطبّعاً
لهُ في رضاهمْ ذلّةٌ وخشوعُ
وأنجاسُ أمريكا لديه أئمّةٌ
بكلّ رزاياهم عليهِ قَنوعُ
على شعبهِ ذئبٌ يصولُ بنابِهِ
وجَدْيٌ لدى المستعمِرين وديعُ
يُساء اذا الأحرارُ ثاروا بعِزّةٍ
تقاوم ذلّاً يرتضيه وضيعُ
كما ثار نصرُ الله سيّدُ جمعِهم
وبورك في لبنانَ منه طلوعُ
لئن أطفئتْ في الليل شمعةُ عمرِهِ
فمِن روحه كلُّ الأباة شموعُ
ينيرون دربَ المؤمنين بفكرهِ
ومنهم دواءٌ للسقام نجيعُ
يُحيلون أغلالَ الشعوب عزائماً
فلا عزمَ في وجه الطغاة يَميعُ
ومنهم بجيش الفتح صبحُ تحرّرٍ
وإنْ فات من ليل القيود هزيعُ
بهم يعتلي في القدس دينُ محمدٍ
ويمحو خريفَ المضهَدين ربيعُ
ومنهم على لبنانَ سدُّ حماتِهِ
متينٌ بوجه الطامعينَ منيعُ
وإنْ حسَنٌ لبّى شهيداً فإنّما
لنا منه نصرُ الله ثمّ شفيعُ


الأعلى