الأربعاء ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦
بقلم فريد النمر

شراع المدينة الأخير

الوقت يختبر المسافة بيننا
أملا بنا نتسلم الغيب
الذي علُقتْ رؤاه
على جدار الضوء من أرقِ المدينة
والأرض تصغي للمواويل الوحيدة
وهي تحْفل بالشراع الغضّ
يا قلقَ البّحَار إذا تبعثرَ
في غضابِ الغيم صوت وجودها
متى سيسمعها أنينه
مِزَقٌ هنالك تحتفي بالعطر
تعصر نبتة الأفكار من جدَلِ الحقول
إذا تخشّب ظلّها ما بين أغنية هناك
وبين سوسنة حزينة
ويزاول المُجداف حلم بلوغه المرفى
إذا تورّط بالشباك المستديرة
كالأماسي السحيقة
حين تقتحم الرياح ضميرها
وتروض أقبية السفينة
وأنا وأنتِ مقيدان بقصيدة الشعر المجاز..
هل نستطيع تداول العزف بذات ذواتنا
حيث النوارس تنثر الأسرار
فوق تشعّب الماء
ونافذة الوجد المشظى
تعتلي قلبي المرقع بالقصيد
وأنا أتمتم في سكينة
كم كنت سنبلة تهدأ من عجاف الوقت
أحلاما الأسارير
وكم من مهجة خضراء
تستوفي القصيدة والسنين الجائعات
بما تدينه
لا رأفة تنتابني
ليجيئ من عري الصبابة
آدم الموت المعنّى ..
في غير إني قد حملت تعقّب المرسى
كما الدهشة ..
والخطوة الملقاة في زغب النجاوى
نبتة أخرى تمشط للمرايا..
والماء يسلبها حنينه
وقصيدتي تدنو لأسمكِ تستدلّ على الخطى
وكأن أحجار الطريق
تروْد قارعة الحكاية من جديد
فوجدتكِ في كل شيء تستفيق به لحونه
وأنا وأنت صلاة مبتدأ غريبٍ
في رفيف تسلسل الأخبار
نلهو بأجنحة الخيال
ونفيء في أشهى مجونه
كبرت هوايتنا معا
واستذكر الصبح النداءات
الكثيرة حولنا
وتجلى فينا موعد الأشياء
وقد تشظى الشعر واختارت
عناويني شجونه
جسدٌ من اللقيا
ووشي طفولة بشرية
تمتدّ من رئة الحقيقة
لأختلاج خلية بيضاء
تنتظر للرحيق بلهفة الحمى
أتشيح أفكار الترقّب حين ألبسني ظنونه
وأنا وأنتِ محمّلان بروعة الذكرى
وتسكرنا المرايا المتعبات
إذا تقحمنا الخلود بشوطه
وفار من تنوره نبع التجلي من أتونه
فأنا وكأس الحالمين
تشردٌ يوحي بمفعمة الرؤى
كما العناقيد المجازة ..بين أفياءٍ
من النسيان تسلبكِ البقايا
كما الخلود
إذا تسلق غصة الموت المدلى في شئونه
فهل يموت الحرُّ حراً إذا تفرد في يقينه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى