الخميس ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم جمال القيسي

صادقون

"1"

"كيف بدأت المؤامرة ؟
وكيف خانت زوجة كل واحدٍ فيهم حاستها فوق السادسة !
حاسة الزوجة بأن زوجها خائن لا تخيب .
كيف خابت لديهن هذه المرة .قد تخيب احاسيس المرأة في
اشياء كثيرة الا في ان زوجها يخونها !
هل كانوا اشد ذكاءً .. وانفذ بصيرة .ام كانت قلوبهن اكثر طيبة وسماحة .

”2”

زوجة رجل الاعمال تهاتفه فيقول انه منشغل باجتماع في المكتب ، وطلب ان لا يحولوا له اية مكالمة وانه سيغلق هاتفه المحمول.لأهمية الاجتماع .
  الى متى انتظرك ؟
برقة بالغة - وقد أجاد تكلف شكر قلقها على صحته لانه يرهق نفسه
في العمل طوال الليل- همس :-
  نامي يا حبيبتي ، ولا تقلقي غداً ساحدثك بكل شيء وسأعود قبيل
الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل .هل نام الاولاد ؟
ارادت ان تشكو له قلقها على صحته..
فقاطعها متكلفاً الجدية ببراعة :-
  وصل المدعوون وهم بانتظاري في غرفة الاجتماعات .
وبلهجة آمرة يشوبها الترجي :-
  نامي كفى . ناموا .
دخل الى الاجتماع واتمه سريعاً حتى لم تكد تبلغ الثانية عشرة ليلا بعد .

"3"

هم المهندس بالخروج من منزله وتصنع الكدر وضمها قائلا بحزن :-
  اتمنى ان لا تكون حالته خطيرة .
رفعت يديها بالدعاء ان يشفى صديقه الراقد في المستشفى إثر جلطة قلبية .
  الساعة الآن الثانية عشر ليلاً – متى ستعود ؟
ضمها وقال بأسى :
 لو بقي حتى آخر العمر سأبقى الى جانبه .
اغرورقت عيناها بالدموع وقرأ في عينيها مدى حبها واعتزازها بشهامته.تجاه صديقه ، وفي هذه الحالة بالذات .
  نام الاولاد ، نامي انت إن تأخرت أو نامي الآن غداً لديك عمل
ومحاضرات لئلا يقل إخلاصك في مادة " المورفولوجي "
قالها جاداً واردف :-
أو لستِ تحرصين على إيصال وشرح محاضراتك بكل اخلاص وتؤنبين نفسك ان ذلك الاخلاص لا يكون كما ينبغي ان لم تنالي قسطا وافرا من النوم.

ودعته وقالت :
سأهاتفك لأطمئن على صديقنا العزيز .
شبه معترضاً قال :
إنا سأطمئنك ولكنك تعرفين اني اغلق هاتفي في المستشفيات .
قبّلها على جبينها وخرج وقال كمن يحدث نفسه ،ولكنه يريدها ان تسمع : ارجو ان تكون حالته حسنة !
بصدق مطلق قالت :
- آمين .

في طريقه الى الباب الخارجي قال متصنعاً : لكن صديقي قال انه انهى
اجتماعاً مهماً لعلمه بالخبر وان الحالة خطيرة ، استدر شفقتها . فقالت مجاملة مواسية :
  كلا .. قلبي يحدثني ان حالته ليست خطيرة .انتبه .. لا تسرع في الطريق .

"4"

التقيا في المستشفى ، ضحكا وقد علم كل منهما انه قدم مبرراته المقنعة بان صديقهم في خطر .
دخلا الى قسم الاطباء ودلفا الى مكتبه سريعاً.
كان يهاتف زوجته .
حين دخلا أشار اليهما أن لا يصدر عنهما أي صوت .
قال لها بحيادية وهدوء :
  انها حالة طارئة طلبوني من اجلها اثناء عودتي الى البيت وهي جلطة قلبية
  ....
  لشاب من عائلة صديقي لي.
ثم اردف بأسى :
 ما دام الاولاد ناموا فلتنامي ، يجب ان ابقى الى جانبه ، انه في سنٍ مبكرة ويقارب عمره عمر شقيقي الأصغر الأحب ..
ثم سكت وقال بأسى حتى كاد يبكي.
  وهو يشبهه حتى ..
قبيل انفجار ضحكهما من براعة تمثيله اقفل الخط باصبعه، وبقى ضاغطا عليه والقى ضاحكاً بسماعة الهاتف وهو يوبخهما على ضحكهما !
بعد برهة تحدث قليلاً وجاء رنين هاتفه المحمول نظر الى شاشة الجهاز فأشار اليهما بان يصمتا وضبط نفسه وبجدية عالية سألها
  لماذا انقطع الخط ..
  ....
  المهم .. الحالة خطيرة وسأغلق هاتفي المحمول لأنني سادخل الى غرفة العمليات . ناموا .

"5"

في الشقة الفاخرة الواسعةجلسوا يحتسون افخر انواع الخمور ..
وامتدت الاحاديث الى أعمالهم في الطب والهندسة والتجارة .ثم تحولت الى السياسة الى ان وصلت عشيقاتهم في نفس الوقت تقريباً
بشوق ولهفة ودلال دخلن وكل لها طريقتها في السلام واستعراض جسدها وملابسها والقاء نكهة الضحك على ارض الشقة .
سأل المهندس كمن يتأكد :
 الهواتف مغلقة .
اجبن بلسان واحد :
كما هواتفكم .

قام رجل الأعمال الى غرفة اخرى وطلب ان يخفضوا اصواتهم وصخب الموسيقى .
ضحكوا وأطاعوا :- هاتفها قائلا
 لي صديق في حالة خطرة في المستشفى وانا بجواره في المستشفى
منذ وقت ..
  ....
  لا تقلقي اعدك أن اطمئنك عليه .
  ...
  انهيت الاجتماع العام وأتيت اليه .. اتمنى ان يكون افضل فحالته
سيئة . سأغلق الهاتف لأني في المستشفى .
  ....
  سأطمئنك ولا استطيع تركه .. نامي .
أغلق هاتفه وخرج اليهم وابتدأ المهرجان ..

سأل الطبيب :-
هل هذه خيانة زوجية ؟
أجابت صديقه رجل الاعمال :
ست خيانات زوجية .
تدخل المهندس :
ليس من الضروري ان ادخل في متاهة اقناع زوجتي بما ارغب في فعله ؛ وليس شرطاً ان تقتنع بما أنا مقتنع به .
خالفته صديقة الطبيب :
- هم وهن الخائنون .
قالت صديقة المهندس :
الحياة تسير بتسارع وكل منا يعلم ماذا يريد .
دارت الخمرة في الرؤوس .
سألت صديقة رجل الاعمال :
من الخاسر ازواجنا أم زوجاتكم .
أجابها صديقها :
الخاسر زوجاتنا ؛ والرابح ازواجكن !
قال الطبيب :
الحالة خطيرة بالفعل . انا اشخصها بأنها جلطة اجتماعية .
فضجوا ضاحكين .
قال رجل الاعمال ساخراً :

 صفقة خاسرة !
صديقة المهندس مترنحة وهي تراقص الطبيب تقول
  انظروا الى الامور بديناميكية عذوبة الليلة لا باستاتيكية عذاب غد ان كان عذاب .
قام رجل الاعمال من احضان صديقة الطبيب ودخل غرفة .وقال لزوجته :
  نامي لن اعود قبل الصباح، وللعلم تعرفت الى أحد اقرباء صديقي وهو ثري جداً اكثر ثراءاً من أهلك وصديقي حالته تتحسن . نامي .

"6"

هل ّ الصباح .. واشارعقرب الساعة الى السابعة .
الطبيب يهاتف زوجته :
 تعلمين براعة زوجك لقد عاد المريض من فم الموت ، اذهبي الى عملك فالتلاميذ بانتظار معلمتهم الرائعة وانا سأعود الى المنزل لأنام .
رجل الاعمال يهاتف زوجته :
شفي والله العظيم ما ظننا انه سينجو سأنام قليلاً واذهب الى المكتب لأنني حصلت على أعمال جيدة مع اقرباء المريض ..
  ....
  سأنام عند صديقي المهندس فهو في إجازة اليوم وسيذهب لينام فقد سهرنا طويلاً كما تعلمين وزوجته ستغادر الى الجامعة .
-.....
  اذهبي الى الكوافيرة يا حبيبتي .
  المهندس يهاتف زوجته :
  - بعد ساعة سأعود .. هل نمتي جيداً ؟
  ....
  اذن ستؤدين محاضراتك بكل اخلاص . الى الملتقى.

"7"

صديقة رجل الاعمال تهاتف خادمتها .
  هل عاد بابا ؟
  ...
  بغيظ تكلم نفسها :
  ذلك افضل .
صديقة الطبيب تهاتف زوجها :-
  اراك مستيقظاً مبكراً رغم ان دوامك ليلي .
  ...
  سأعود بعد قليل لقد كانت سهرة حتى الصباح مع صديقتي ،
وواسيتها كثيراً واكبرت هي مبيتي عندها .
صديقة المهندس تهاتف منزلها :-
الجرس يقرع ولا أحد يجيب ! .

تمت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى