الاثنين ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم
صحوة امرأة ميتة
مضى ثلاثون عاماًما زالت الدمعةسجينة غرف أحلامياجتزت بها مسافات العشقيُتمُ المبادئ.. وعبثُ الحياةمضى ثلاثون عاماً ... وأنا أنتظر العدم..أؤمن بالسراب الحقيقيوأتعقب الروح الميتةمضى ثلاثون عاماوأنا امرأة كردية... من خمسة أحرف فقط ؟مضى ثلاثون عاما ...قبل أن تلمس كلماته المتشربة بالنورأعماقي الضئيلةلأعتق دمعاً يغسل الوجدانيعفو عن ذنبي كعاشقهينبت قلباً لايتسع ... إلا للوطنعندها أبصرت ... كبت الريح لأسرارهاألم شتات القبيلة ... ووطن السُلالاتعندها أدركتُ ... كيف تُغتال نخوة الجياعتُحبس دموع الأمهات...تُحفر القبور قبل الممات ...هناك في وطني ...يولد الطفل عجوزاًوالحلم مريضاًوالغد... عابر طريق بلا أثرهناك في وطنييعشعش النسيان في زوايا الأياميختبئ التذكر في غيمة عاقرةيبدأ الكردي من حلاوة الحلملينتهي إلى مرارة الرغيفهناك في وطني...الناموس يتفجركبتٌ عاجزٌفي جسد امرأة ...ماتت منذ الأزلهناك في وطني...فرحة العيد ... تتألمالسحابُ يترجلالضبابُ يتسولُوالحرية تتأجل ...تتأجلتنسى الإبتسامات خطواتهاتفقد الحياة خصوصيتهاأم الشهيد تسلب فرحتهاهناك في وطني...لا شيىء يحتج... سوى الفطرةحين...يهجر العشب لونه الأخضرتُجهِضُ السنابلُ حباتهاتبلع الغيمة دمعهاترحل الورود عبقهاهناك في وطني...خُلقت الأنفالاتوقف العالم ذليلاً... أمام الإباداتهناك في وطني...تنطفئُ المرأة... في كهوف منسيهتندثر قلاعٌ... شيدت للحريةهناك في وطني...يُعرب المكان والإنسانيهمس الفتى... كان أبي كردياينسى قلبهحين يفترشُ البقاء... ثوبه المرصعبأشباح الفقر والحاجةهناك في وطني...لا يُسمع سوى صدىأنين ظلٍ... توارى خلف الجباليشتاق الكردي إنسانيتهيموت في اليوم ألف مرةيتلفع الهزيمةيجَتر أمجاد الغابرينيركنُ رأسه على مغيبٍ هائلفوق دكةٍ مهترئةينتظر التعبفقط الآن ...أنا امرأة كردية من خمسة أحرفتحمل رائحة الخبزتضيىء بالألم ...الكون