الأحد ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
رحلة تأمل في منفى مفترض للقاصة السورية وزنة حامد
بقلم وزنة حامد

صفير القطار

بقلم: هيبت معمو

قد ابهتني كثيراً المجموعة القصصية الموسومة بـ: (صفير القطار) للكاتبة السورية وزنة حامد وأنا اقرأ لها هذا المقدار الوفير من الدراية السردية وتأطيرها الذكي في بناء التعابير والحبكة الفنية رغم طيعة الكلمات وحسن مداعبتها لذخيرتها المعرفية ومن التصاوير البديعة المكنونة عندها، في انزياحات، وتخيلات دفعت بها إلى مدلولات وصلت بها إلى أفاق تجاوزت حدود الممكن بسحرالسهولة خاصة في السرد والانسياب وفي اللقطات الدلالية المعقدة والبسيطة أحياناً، لكن تواصلها المعرفي مع مذهبها المألوف والالتفاف حولها،وما نجده من تمرس عندها إلا حرصها على عمل جاد وملتزم يتسم بالعمق والشمولية، وما مكانتها الرفيعة وتعريتها للأقنعة المختلفة التي تنبئت بها مجموعتها القصصية (صفير القطار) في ادراك المكان وتجذره في ذاكرة المجتمع وتوغله في مأساته الاجتماعية والاقتصادية والطبقية، كل ذلك اعطت ألوان مكحلة بظلال الاسترسال ممزوجة بطعم واقعي،وتفاوتها في توظيف الرموز والتكنيكات المختارة من مجتمعها الجزراوي .

إن مجموعة وزنة حامد (صفير القطار) تقع في حجمها المألوف من حيث الإطار والقصص المختارة من حيث اجندتها للاحداث المتتابعة وهي تقول في مقدمة مجموعتها القصصية:

دمشق أعبر سراديب الزمن فأرى الحضارة التي عبرت من أمام عتبة بيتك كانت حضارة منقوشة على أعمدة التاريخ ... وهالات مرسومة ما بين شفق الأدب الوردي وما بين غسق علوم تسامقت خالدة في قبة الخلود

من هنا عبرت جيوش الفتح ...

خالد بن الوليد ...

وهنا توضأ ابن الجراح ...

وهناك صاح صلاح الدين ..

وا اسلاماه ...

على القدس ... وخلف تلك المروج هتف العظمة في ميسلون ...

ولدت وزنة حامد في قرية (كر بطلي) التابعة إدارياً لناحية (الدرباسية) حيث كانت ولادتها طفرة،وهاجرت بعدها إلى (الحسكة) وهذه ليست الوهلة الأولى التي تنتصر فيها قضية المرأة والمسالة القائلة التي ربطت العقل بالرجل والعاطفة بالمرأة .

تجربة كهذه أعطت معنى للحدث والخلاص والمراوحة في مكانها وانفتاحها على الفنون مرتبطة بالراهن وتطورها لمفاهيم بالية وزركشتها بألوان فيروزية ذات آفاق متنوعة وزنة هذه القاصة الحشرية المعرفة من حيث صياغة لمشاهدات بين الراهن والحقيقة . واختمارها ما في ملكوتها المعرفي، لان الحكاية لديها حالة واقعية انسانية بامتياز تعيشها في مشهديتها والمكتوبة بأكثر من لغة.

إن قصص وزنة حامد تتفاوت من مرحلة إلى أخرى لكنها ستظل ممهورة بذات المعنى، لانها تتحدث عن راهنها برؤية مغايرة للامألوف وايجاد جذور لها في الأفق الوجودي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صدر للقاصة وزنة حامد:
 تداعيات من الذاكرة – قصص قصيرة – 2007 اصدار دار الحوران - دمشق
 صفير القطار – قصص قصيرة - 2009- اصدار دار الحوران - دمشق
 الانسان داخل الانسان – رواية قيد الطبع

بقلم: هيبت معمو

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى