جيــــــــــــــمن ..
للوهلة الأولى عندما رأت جيمن [1]دجاجة في البيت، افترت بسمة على ثغرها، وقتذاك كانت في شهرها السادس، فأحست والدة جيمن بان ابنتها، مسرورة لمشاهدة الحيوانات الأليفة، لذلك وكلما بكت جيمن فأمها كانت تصطحبها إلى فناء الدار، وتنادي لها الدجاجات، فما على جيمن إلا أن ترمي لها حبات من القمح .
غدت جيمن في عامها الثاني انتبهت والدتها أن ابنتها لا ترغب بالألعاب التي كانت يجلب لها والدها، مما كانت تبدي استياءها من القطة الموجودة في الدار، لكنها تخرج زاحفة صوب فناء الدار، وهي تمضي إلى قن الدجاج، وتلاعب إحدى الدجاجات، انتبه الوالدين أن هناك دجاجة تتقدم صوب جيمن، وتبادلها بحركات بهلوانية، في الوقت التي تمتنع جيمن من الخروج فأن الدجاجة من تلقاء نفسها تدنو من الباب وتمد رأسها باحثة عن جيمن وما أن تراها الطفلة، حتى تتدافع صوبها فرحة وحتى أن كان الباب مغلقا فتنقر الدجاجة بنقراتها المتكررة على الباب أو على زجاجة النافذة، فتنتبه جيمن و تحبو باتجاه الباب، فتعطي إشارة لوالدتها باصطحابها إلى الدجاجة ....كان الجوء مثلجاً عندما حان وقت لتفقس دجاجة جيمن بيضها فاضطرت الأم اصطحاب الدجاجة مع بيضها إلى إحدى الحجر وتوقد لها المدفأة حرصاً على سلامة الصيصان التي ستخرج من البيض . ...في ذات ليلة استيقظت والدة جيمن من فراشها إلا إنها لم تر ابنتها – في العادة كانت تنام بجوارها، استبدها الريبة حتى هرعت تنادي جيمن .. جيمن..
استيقظ الأب على دوي صوتها الفزع كيلاهما يبحثان عنها في أروقة الدار وأخيرا استهديا إلى الحجرة التي كانت تمكث فيها الدجاجة فوق بيضها .كانت جيمن راقدة بجانب الدجاجة، وهي تتأمل وجهها وتبتسم لها وكأنها تصغي منها إلى حكاية، وأما حال الدجاجة القابعة على بيضها، وهي تهز رأسها بين فينة وأخرى لصديقتها.
تأملا الوالدين ذلك المشهد المؤثر، فأدركا جيدا أن جيمن آبت أن تترك ضيفتها بمفردها فراحت تسليها، في الوقت الذي عاد الوالدين بخطئ وئيدة وقد اطمأنا إلى ابنتهما دون أن يزعجاها وهي في أجواء ودية مع صديقتها،بعد ساعة نهضا لأداء صلاة الفجر متجهين مباشرة إلى جيمن ففتحا عليها الباب بلطف فرأيا الدجاجة كيف تسحب غطاء من طرف الغرفة بمنقارها وهي تغطي جيمن التي بدت نائمة للتو .