عاديات الأيام
مهداة الى استاذي الفاضل الدكتور هاشم مكي الهاشمي
صغتُ شعري لك شوقاً واحتراما
أيها (الهاشـمُ) والوجدُ تنامـــــــى
لستُ أنسى عهدَ أيام الهـــــــــــنا
ملأتْ روحيْ ســــناءً وابتساما
عشـــنا فيها برخــــاءٍ و صفـــاء ٍ
لن نرى قط ُ عناءً أو سقـــــاما
كطيور الروضِ جذلى في رُباها
أينما شاءت تُغنّي لن تنـــــــاما
ذكرياتٌ سانحاتٌ كالــــــــرؤى
تومئ ُ للماضي وتزدادُ هـــــياما
لشموسٍ تملأ الدنيـــــــا سَنــــــا
وليالٍ حالمــــــــاتٍ والنـــــــدامى
فانقضى الأنسُ وماتتْ فرحــــةٌ
وظلامُ الليلِ أرخــى واستــــدامـا
والشِدادُ الســبع ُ فيها أطنَبـَـــتْ
وغَدَت دهراً على القَهـــــرِ أقاما
كلـــما انــــداح َ وولّى ظالــــــمٌ
حلَّ أعتى ظَلَمَ الخَلقَ وســــــاما
حارَ فكري في عـــــراقٍ بائسٍ
ما استوى يوماً على حالٍ وداما
نشتكي الفقــرَ ونجني ذَهـــَـــبا
مثل عيسِ البيدِ تَجْــــترُّ الأُ ُواما
فهَجــَـرنا كلَّ أطيافِ المـُــــنى
وسَلَكْنا القَفرَ نَستَجــــــدي مقاما
والمنافيْ الســودُ قد ضاقتْ بنا
والغـــدُ الحلــوُ تحامانا ولامــــا
وبقينا نَشتكي أشــــــواقـَــــــنا
لبلادٍ قد أضاعـَــتنا ذِمـــامــــا
نَمضغُ الآهاتِ في غُربتِنــــــا
ونرى العيشَ شُجونا وأثامـــــا
فلماذا نحنُ نَشـــقى ونُقــاسي
ولماذا الدهـــــــرُ عادانا ولامــا
هل لأنّا في العراقِ قد وُلدنــا
بين نَهرينِ ســـهولٌ تَتـَـــرامى
حيث يبني الجنُّ فيها مـــسكناً
والعفاريتُ معا تَحيا انسجامــــا
لن تَقيني رُقيــــــــــةٌ أرخَيتُها
فوق صدري شَرَّ أشباحٍ تسامـى
قد مَضى العمرُولم نجْنِ سوى
مـَضضَ الذكرى وآلاماً عظاما
نبّني (هاشمُ) كيف المـُـــنتهى
ومتى الوحشــُة عنا تَتَحــامى
والعناءُ المـــُّر هل من صَحوةٍ
تتولانا وتَمنحُنا السلامــــــــا
لستُ أدري هكذا الدهرُ قضى
يزرَعُ الهَمَّ ويَســـــقيه الأناما
فمتى تَجمـَــــعُنا أيامـُـــــــــنا
في غدٍ يَمحوعن الكونِ الظلاما