الأربعاء ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥
بقلم
وتلك الأيام نداولها بين الناس
أعوّذ النفس من دهــــــــرٍ يداجيني | ومن ســـواعد للبلـــوى تلاوينــــي |
ما إن سكنتُ لضرب العود من ضجر | إلا وعـاجلني ضـرب الطواحيــــن |
هل من مزيد تنادي كلما فــرغــت | وما سلمت ُ وداري غير مأمـــون |
ليلٌ مـن البؤس لا ليل ٌيسامــــــرني | وزمرة ٌ مارست ليّ الثعابــــــين |
عـيش تكالـب فيه النـاس وانقـلبت | على جوانبه كل المــــــــــوازينِ |
وشُيّع الأمن وانداحــــــت سرائره | وقُوّض العدل وافتضّت عُرى الدين |
لسنا بنو الأمس لا واليوم رافقــــنا
ليلٌ عبوسٌ وبدرٌ شابه كَلــَـــــفٌ | ذبالة النور في ريح التشــارين |
يا(تيه سينا) وعقم الدرب حالفنا | هم اهتدوا وبقينا كالمســـــــاكين |
لا يستقيم زمــــــان دون تجربةٍ | ولا يُنال مقام ٌ دون تمريــــــــــن |
وللمكاسب ِ معراج السما صُــعدا | لا تُستذلُ بلا وَعيٍ وتقنـــــــيـن |
ما ضرّ(بلقيس) أن تنصاع صاغرة ً | لما رأت آية تتلى بتمكيــــــــــن |
ولا (سليمان) خلاها وبهرجهــــا | لو لم يكن مستنيرا بالبراهــــين |
ولا الكليم مصانٌ من فراعنـــــةٍ | لولا العناية من رب السماكين |
وخاتم الرسل لولا الله رائــــــــــده | ما امتد رونق هذا الدين للصين |
ولم يكن قادة الأسلام أجمعــــــهم | إلا المروءة فرسان المياديــــــن |
ملاحم غرر شمنا بها شممـــــــــا | وماحقاتٍ تقصّت كل مكنــــــون |
أشــادهــا أمــة ً يبـغــي بـها مــثلا | ويركب الهول في عزم وتحصين |
غاض الرجاء وفاض اليأس واتسعت | مفاوز الخُلف زقوما بغسليــــــن |
ليس الدواء الذي مارست يشفيني | إن لم يروّض ْ بتجريب وتمرين |
حلاوة ُالمـــــــر ّ ان البُرءَ يعقبـه | وحرقة الجفن تهدا بعد تسكين |
أين المروءاتُ قد باتت مكبـّـلـــــة ً | واحدودبت بعد يبس كالعراجيــــن |
أم الليالي غدت خمــــرآ ومأثمـة | تحتاطنا غبشا صرعى بإفيـــــــون |
أرى الحتوف تدانى من مرابعــــنا | وللعوادي اصطباح كالسراحيـــــن |
تغتال قاصية منـــا بلا ختــــــــل | وضح النهار وتعلو كل مسكون |
لا الداكن القطر يُجدينا إذا صدحت | بوق النذير ولا كنز الملاييــــن |
ولا التغني بأمجادٍ مؤطـــــــــرة | إن لم تُصَن بسديد الرأي والدين |
ولا الأماني وموج البحر بددهــا | أن ْ تُستعاد بلا سعي وتثميــــــن |
نامت على دعة في أرضها أمم | وهومت أمة وسنى بجفنــــــــين |
لا الصول ديدنها والذل كبلـــــها | ولا التطاول من وهن بمــــأذون |
تشكو من الحي تصخابا وثرثرة | وتبتغي السلم من مرد شياطين |
دعها تنم حيث لا حان الصبح ولا | عاجــت لتوقضهم كــفٌّ بإسفــين |
كم حاولت أذرع من قبل زاكية | ملأى حنانا فبآءت دون مضمون |
وكم تلألأ نجم في السما ألقـــــا | يهدي العمى فهوى في منزل دون |
ما زالت النهضة الكبرى بمنقطع | ولم نزل في ثنايا حالك جــــون |
ناموا فقد صعقت اسماعكم خطبا | وباتت السوق ملأى بالدواويـــن |
ناموا فقد تعبت أفواهكم لغــــطا | من الشعارات عمت شاسع الكون |
ناموا ففي النوم تكفير لمعصية | وحمية من سباب أو تشاحيـــــن |
ناموا على ثقة بالنفس عائــدة | ونبذ مستورد بالفسق مشحـــــون |
آمنت بالله أياما يداولــــــــها | بين الأنام على شتى التلاويــــن |
غدا إذا الهاتف الغيبي أيقظهـا | من الرقاد بوعد منه مكنــــــــون |
لبت نداه على صدق ومعتقــد | وشمرت عن ذراع أسمر اللون |
واهتز غضبان عفريت كأن به | ضرب من المس يذكي كل أتـــون |
عاد الزمان ودنيا في مباهجهــــا | زهو الربيع وأنسام الرياحـــــن |
وعاد للكون نبراس الهدى ألقـــا | يهدي الحيارى ويحمي كل مغبون |
دع القنوط وناغ النائمين ضحـى | واصبرعلى دخلاء صبر ذي النون |
مشاركة منتدى
23 أيلول (سبتمبر) 2015, 11:22, بقلم احمد
الابيات جميلة للغاية
من انشاءك ؟