فــــجر العام الجـــديد
أَفَـلَ النجــمُ وعـام قـد تـــوارى
وأتى عــامٌ ومـا زلـنــا حـيــارى
وجــراح فاغــــرات طــفحـــت
بــدمٍ قــــانٍ ومـا زالــت كــبارا
أيها الفــجـرالذي انشقّ جـِـهارا
فـوق دنـيا مُلئـت جـورا وعـارا
جــئتَ بالبشــرى لـما نـصـبوله
أم تــرى تحـملُ في يـمناك ثـارا
قـد مضى عـامٌ وآلاف الضحايا
سـكنوا تحت الثرى سـوداً ديارا
وربـــيـعٌ عـــــربيٌ مـا تَــجــلاّ
عسـرالمـولد في المجهـول غارا
أيَ عـام أي فـجـــر نـرتجـــيـه
قد سطا الباغي على الكون وجارا
السماواتُ اشتكت من خســفـــه
وجــميع الخــلق مــلّ الأنــتظارا
آن للأحـزان ان ترحــــل عنــا
ويعُـــم الامنُ ســـهلا وصـحارى
آن للأرهاب أن يلقي عــصــاه
وبنات الدهـر تخـــتار القـــــفارا
آن للمَـهْجر أن يــوصــدَ بابــــا
ويعـــود الغُــــرَبا يبنـــــون دارا
وأرى بغــــداد تــزهو ببنيهــــا
وتعــالى البــدر فيــها واستنــارا
وثرى تونس بالزهـــر مــوشّى
وسَمَت ليبيا مضاءً واقتـــــــدارا
وانتهى الجـورُ بسوريّا وطابت
في دمـشق الشام أحلام العذارى
وعلى النيل أغنّي عــذب لحـنٍ
يرقص الشرق على اللحن افتخارا
وغدت صنعاء جَذلى بضحاها
ورُبى بيـروت تـزداد اخـضرارا
جُـــــزُرٌ منهوبة رُدّت الــينـــا
في كلا البحرين قسرا واضطرارا
ودنا القدس بأهليــــه معافـــى
يرفع الــراية فـوق الغيم غـــارا
واذا الامـــة بالعــــــزّ تـبــاهى
وبمــجـــدٍ عــــــربيٍ تتبـــــارى
لا أبالي كيفــما شــئتُ أغـنّي
لا رقيــبٌ لا سجــونٌ لا أسـارى
ويسودُ العدل والحــق مصــانٌ
وغـدت حـــرية الرأي شـعــارا
لســت أدري أهـــوَ حلمٌ زائفٌ
أم تــَـراه أمـنـيـات واصـطـبـارا
هل نعاني مثل ما مـرّ ونبكــي
حظـنا العاثرَ أو نشكو البــَــوارا
نبّني يا فـجـر بالآتـي وناغِي
قلــبيَ المـهـموم لـيلا ونــــهــارا
بنت الآهةُ في صدريَ عشا
لم تفارقه ولن تنهي المــــــزارا
أممُ الكــون تسامَت وارتقــت
وبقينا نحـــن نشـكو الانحـــدارا
وبقينا بعضُــنا يَنــسخ بعضـا
نركبُ الُخـلفَ ونبغي الانتصارا
سنواتٌ سود مـرّت وضُحانا
لم يزل في الوحل يهوى الاندثارا
فعــلام البِــشْرُ والدنـيا ظـلامٌ
والأماني خـُـلـّبٌ نَـــضَت الإزارا
نبّني يا فجــر يا عـاما تجـلّى
واكشف الســرّأزحْ عنـه السـتارا