عتبات الحجارة
لا أنظر إليها إلا في الأعياد
ولأنها جميلة كعطلة الأسبوع لا أزورها ستة أيام
في باحة القلب وتحت أيكة رموشها
حين وقفتُ على رؤوس أقدامي
كان حذائي متسخاً
لم تسألني من سينظف كل هذا الغبار
ولم تسألني أشياء أخرى
قالت: لماذا لا يرصفون الشارع حين ترجع الريح
ولأني الوحيد الذي يعرف أسرارها
وتلك الأساور التي في يديها مغشوشة
أعيد بناء غيمة لا تخرب محصول أحد
ولأنها كباقي النساء تحبني عندما أغضب كمصباح ملتهب
تطمئن كي لا تهرب البلابل
وليس في البستان نوافذ
وليس في عيني باب آخر
ولأنها كباقي النساء تتذمر من المشي طويلاً بالكعب العالي
عندما يجف الخبز
ولا يأتي الحمام في الساحات الكبيرة
من أين أحضر لهذا الطريق الطويل بعض الحلوى
والمدينة أغلقت كل دكاكينها في هذا الليل
وهكذا
كيف لكِ أن تصلي بحذائك العالي وبيتي في أعلى التلة؟!..
أنا لا أستطيع النزول
الخريطة المعلقة على الجدار لا توصلني إلى حقول الزيتون في قريتنا
خطواتي جلية كختم المخالفات
لن تتعبي في تتبع أثرها
كل مساء أعود إلى البناء نفسه
بيتي لا يتغير
على الدرج صوت سعالي
لا يوقظ الجيران المختبئين وراء الباب
ولكن حينما أضحك يتلصص الجميع من وراء الثقب
مفتاح بيتنا القديم صار صدئاً
متشائماً بلعتُ كل أقمار المدينة الليلة
أصبحت العودة كأي كتاب يروي عن أطلال الحضارة القديمة
كل ما عبثت به لم يبقَ منه سوى الابتسامة الموجعة
كأي أغنية حزينة
أسافر ضاحكاً
وأنظر إلى الأرض حين يحدق بي الركاب
ولكني مسافر كثيراً أمام النوافذ البرتقالية
أحمل حجراً كتلك الحجارة التي تبثها وكالات الأنباء
ربما أنحت عليها حمامات
وأرسلها لك سراً مع أول بوسطجي
لا يلبس أحزمة حديدية
يدخل المطارات دون تفتيش
عندما تأتين حافية
دون أن تخافي رؤية الجيران لطولك الحقيقي