عصر حديث
هبة البعد
بذلت قصارى جهدي و لا فائدة
ألقيت السحر أسودا و أبيضا لعلني
أستبق عنف فكركم و أكبس على فكره
لكن ..
قد يبست جذور عروق الدم بأعصابي
و أخذ الربيع أريج الورد لحضن الخريف قبل أوانه
و جعبتي لازالت لا يملأها غير الغبار
أحيانا تضطرني اضطهاداتكم لقول : الحمد لله على هبة البعد
و الصمت يا من أسموهم أحبتي
لا يعني خوفي إنما احترامي
فلا تفقدوني احترامكم و تطلقوا عنان إعصاري
فلست أرى بعد حديثنا الشيق ما يدعوني لكبحه
بعد فقدانكم بريق حبي
قد أغضب و أعبر عن غضبي
لم لا و قد عبرتم عن عمق حبكم لقبري في الحضيض
سأرحل ليس لتجاوزي أزمة القلوب المضنية
إنما اعترافا بجليل جميل البعد و المسافات
و كلي أمل ألا تضطروني لقول
الحمد لله على هبة النسيان
عصر حديث
و في انتظار ابتسامة الحظ العذبة أتخبط في تيارات اللامصير
أبحث لمسارات القدر عن تأويلات و تفسيرات
ولو كان للقدر من تفسير لما كان لنطاق الغيب ينتمي
هذا ما قدر و ذاك كان مقدرا..
تلك حكمة إلهية و تلك عثرة نوعية..
و تلك كانت غلطة لا بد منها إذن لم سميت بغلطة
و من الخطأ يتعلم الإنسان .. ماذا لو كان التعلم من الخطأ خطأ
رباه رحمتك!
في عصر الالتباسات و ورود غلطة العمر
صار الأبيض رهينا بدرجة إضاءة المسرح
و التمثيل صار أكثر من هواية و أكثر احترافيه