الثلاثاء ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم إدمون شحاده

عكا.. سوارك مفعم ٌ بالنور

يا بحر ُ... هل تخشاك عكا؟
أم هدير َ البحر ِ يخشى سور ُها؟
أم أن غابات الجليل ِ... تثير ُ موجـّك ِ
من أعالي الجرمق ِ الممشوق ِ كالرمح الأصيل ْ
حتـَّى رمال ِ شواطئ ِ الفرسان ِ؟
أم خلجانـُها وصخور ُ كرملها النبيل ْ؟
 
** ** **
هذي المراكب ُ تعبر ُ الأحلام َ والآمال َ
تعبر ُ كل َّ مفترقٍ ندي ِّ الحاجبين ْ
وتشق ُّملحـّك َ باحثات ٍ عن طرائدها
وعن أسماءها.. عن ملتقى النهرين
حتـَّى عن شهي ِّ المقلتين ْ
مع كل ِّ صياد ٍ أبي ٍّ جاسر ٍ
يخشى حوافي الموت ِ..
في ترحاله الأبدي ِّ
من موجٍ إلى موج ٍ
إلى شطآن ِ يابسة الموانئ ِ كلـِّها
وإلى مياهك ِ..
يا بحار َ الأبيضِ المتوسط ِ الخدين ِ
ما بين َ المداخل ِ من مضيقك َ طارق َ الزيـَّاد ِ
حتـَّى معبر َ البوسفور ِ
أو إن كان َ وهمـُكَ مستحيلا ً
في تعانق ِ أو تصادم ِ وجنتين ْ
 
** ** **
خببا ً قراصنة ُ المراكب ِ
يعرفون َ سبائك َ الذهب ِ
المتوج ِ شعرَك ِ المجدول ِ بالأحلام ِ يا روما
وبالحب ِّ النقي ِّ
يتناقلون َ خزائن َ مالـِكِ
سحر َ وهمـِكِ..أو حرائق َ نيرون َ الغبي ّْ
كان الجسور ُ يجول ُ في جندوله ِ
بين الظلال ِ وبين جسر ِ تنهداتـِكِ
باحثا ً عن حلوة ٍ شقراء َ
يغزو من خلال ِ الشوق ِ
سطوة َ بندقيـِّة ِ مرفأك ْ
ْويهيم ُ.. يطرب ُ من غناء ِ
قبائل النـَوَرِ المخيم ِ في سهول الأندلس ْ
 
** ** **
هذا اتفاق ُ العصر ِ
ما بين المراكب ِ والضحى
هذا اتفاق ُ الفخر ِ بين الصائدين ْ
ومرابض ِ الأسماك ِ
من شطحات ِ أول نجم ٍ في ليالي الحب ِّ
حتـَّى موكب الشمسِِ الفتيـِّة ِ في الصباح ْ
 
** ** **
وقـِّع ْ عهود َ الثائرين َ التائهين ْ
برمال صحراء ِ الزمان ِ
وبين َ آهات ِ التوجـُّع ِ والغمامات ِ الفتيـَّة ِ
بين رهط ِ ثعالب ِالتاريخ
بين َ كهوف ِ الغابرين المستديرة ِ
والخيول الصامتات ْ...
وقـِّعْ على تقسيم ِ جسمك َ
يا ابن حسناء الضباب ْ
ما بين َ ناطحة السحاب ِ وبين عاصفة ِ الخليح ْ
وامنح ضياءكَِ
( منذ أن فقد ِ الوضوح َ )
إلى قباب ِ القدس ِ
ترفضكَِ النوارس ُ والكواسر ُ والظباء
وارقص على حبلين ِ مشدودين ِ
أن رقصت إما ؤُك َ
قد تثير ُ خيام َ رفضـِكَ
أو هويت فهل تقول فديتكم ْ؟
واعلن على درب الصمود ِ
مواجع الأحقاد ِ والألم الدفين ْ
فمواسم الصبح ِ البريء ِ هناك َ
قادمة تهلـِّلُ في حبور ْ
 
** ** **
عكا سوارُكِ مفعم ٌ بالنور ِ
سورك ِ صامد ٌ عبر الدهور ْ
والبحر ُ لا تخشاه ُ عكا
في استدارة ِ خدِها
أو تختبئْ... من موجه ِ
خلف َ الصخور ْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى