الأحد ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم إدمون شحاده

على أبواب غزة

غبارٌ يملأ الأجواء
دخان ٌ يغمر الأحياء
وأمواج ٌ من الغربان
تبث ُّ سمومها جهرا ً , بلا خجل ٍ
تهد ُّ صروح جيراني وأخواني
معابدنا .. مدارسنا
وتأتي بعدها الحيتان
تماسيح ٌ، وأفواج من الديدان
لتأكل كل ًّ ما في الدرب ِ ..ما في الحقل ِ
ما في الدار
وأطفالي بلا مأوى
وأبنائي على الطرقات ِ
تحت الردم ِ أشلاء ٌ
دماء ُ الناس كالأنهار
وأرض ُ الحب ِ تشربها وتشربها
ويبقى النور ُ والأيمان
ويصرخ ُ من ظلام الليل ِ
قلبٌ صامد ٌ صامد ْ
شديدُ البأس لا يـُكسرْ
أنا إنسان .
 
** ** **
أنا الإنسان ْ
على أبوابها غزة
أغنِّي في دروب النار ِ والقطران والعِزَّة
أناشيدي
وعند رمال شاطئها
أناجيها أداعبها أعانقها
وموجُ البحر يغسلني
ويغسل رملـَها البلـّورْ
ليصبح لونه أحلا
ويبقى الحلم مشتعلا
فهل يأتي ملاك النورْ
يحررني إلى الأعلى؟
وعصفورٌ يغرِّد في صباحاتي؟
إذا ما الصبح وافاني
ندِيّا ً أنتشي فرِحاً
بعطر اللوز والليمون ْ
وفي العينين أشواقً وأنغامٌ
تعيد وتنعشُ الأملا
لتعلو في أراضينا
حقول التين والزيتون ْ
أنا التنين ناداني وهاجمني
ليأكلني وأبنائي وأصحابي
وليس لديَّ ما أحمي به عريي
سوى شرفي
وحب الأرض والأوطان
وكل ِّ معابد الأيمان
أنا الإنسان
تخلـَّى عن أناشيدي
وراياتي وكل ِّ جنائن الرمان
ملوك النفط والسلطان
لكي يلهوا مع النسوان والغلمان
يخافون الذي يأمر
هو الناهي هو الجبار
وهم لا حول لا قوة
وماذا يفعل الرؤساء ُ
إن كانوا بلا نخوة ؟
 
أنا وحدي بوجه الظلم والظلام
وأُرقص مثل طير الريح مذبوحاً
على أنغام هولاكو
أتاني يحمل النيران
رماها فوق أطفالي وأبنائي
وفوق نساءِ قافلتي
فأحلامي محطمة ٌ
وآمالي محاصرة ٌ
ووحدي في أتون النار ِ مشتعل ٌ
على أبوابها غزة
أنا العربي
أنا الإنسان ..
ِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى