غناء الماء
من الطبيعي جداً أن يسكنك الحرف، ويشكلك المعنى، طالما ذرفت دموع الفرح، وتأوهت بين أعاصير القدر أبعدها اللهم عنا وعنك.
نعم، لأن الصدق يتجلى في مقومات حياتك، لا بالتبرير أو التقصير، وإنما في كيفية إظهارها بالديمومة والتحدي..
فكل ما عليك أن تُطلق عنان الجرأة عندك بالكتابة، وتترك صهيل المعاني يُجلجل في ميادين السبق!
ألم تظهر فروسية خيالك ساعة أول كلمة نطقتها لشريكة حياتك أو أحد أقاربك؛ أم أن الخجل عندك قد حجب شمس ابتسامتك؟
ألم يكتفِ الصدق بأن شكل ملامحك؛ وأزجى سوائحك في الذهاب والإياب؟
أم أن أوراقك ما زالت حبيسة الأدراج كما ادعيت أنا ذات زمنٍ بأنها مخطوطة وجاهزة للنشر؛ وقد مات أبي وقبله جدي،
ولم تبرح توابيت وجثامين الكلام تنتظر رأفة التغسيل والتكفين ومواراة التراب من القريب والبعيد؛ فكيف إذا ما كانت سهام الحسد؟
شجاعتك من داخلك، وحماسك في نواظرك، فلا تجعل قولي يُجحف حقك بالظهور، وأقاحي المرور يا صاح!
فكم كنا، وكم كانوا في بداية الظهور، ونحن نعرج بمشي الكتابة وجل التفاصيل..
وها نحن اليوم نُكثر التبرير وعناوين التقرير بمخالب الجوارح وأنياب (النواصح)!!
فهل تشجعنا الآن بنشر أول قصاصة لنا من أيام البداية؛ أم لا زلنا نتشدق بالعصامية؛ ورماح الدلالة، والتنكر، والمكابرة، وأطناب الغرور فيما بيننا؟
أتت هذه الومضات يا صديقي كمقدمة كم أكثرت في تكرارها ونشرها بقوالب متفرقة وشتى يا عنوان الجمال، ومستقبل الوصال بكل إبداعٍ يسكنك، فليس بالكتابة وحسب، فمهارة التصوير ضوء، وحرفية الخوص توق، فما بالك يا صديقي المؤثر والرفيق المُجلجل؟
كم كانت بعض أزهاري جمال حديقتك، لا بالوصاية وإنما كيلا يشوهها غبار الزمان، أو سموم المكان، ورطوبة الحبكة، ودهشة العصير (عفواً المصير)!
ــ استثمر وقتك دوماً في زيارة الطاقات الإيجابية، والمحافل التي تشجعك وتظهر طموحك.
ــ اجعل من إصدارك، أو رسمتك، أو تحفتك، جواز سفرٍ في كل مكانٍ تحضره؛ بسمو أناقتك وعطرك، وجمال ابتسامتك بشرف التوقيع الإهداء.
ــ اعرف ذاتك، ولملم شتاتك، بتحديد البوصلة، وحب العطاء في كل شيء تتقنه؛ حتى لو كان بالاتصال الهاتفي على أقل تقديرٍ.
ــ أطمح للأفضل، فلا تساوم بنفسك على حموضة العنب، وانحناء السنابل.. فتذوق باستمرار بلح الباسقات وما بعدها بعزيمتك واحترام جهدك.
ــ جدد من نشاطك بالسفر، ونواظر البحر، وقاسم الأنهار في شروق الشمس وأشرعة الهدير بأهدافك المستقبلية.
ــ حياتك واحدة، فشارك الجميع في صدقك واهتمامك؛ واجعل من تميزك المبكر تشجيع أقرانك، وترانيم مرامك لأولادك وبناتك وأحفادك بإذن الله.