السبت ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

فنون التربية

علّموا أولادكمْ حبَّ السّلامِ
علّموهمْ أنْ يُذلّوا للّئامِ
ردِّدوا أنّ النُّسورَ وقتها
قد مضىْ والفصلُ صارَ للحَمامِ
زيّنوا العيشَ لهُم حتّى ولوْ
كانَ مرًّا بمذاقِ الإنهزامِ
واجعلوهم يُبغضونَ الموتَ
حتّى ولو كانَ سبيلًا للدّوامِ
ارسموا الماضيْ لهُمْ ثوبًا رثيـ
ثًا وأحطابًا وقِدْرًا من سُخامِ
وافتقارًا وانكماشا وانغلا
قًا وجهلًا واندثارًا بالسّقامِ
كذّبوا شمسًا ضياها ما خبا
إنّما اخترتُم دهاليزَ الظّلامِ
كذّبوا شمسًا ضياها بُدّدت
إذْ أرادتْ حجبَه سودُ الغمامِ
واحْصُروا العلمَ إذا رادوهُ فيْ
نظريّاتِ الحوارِ والصّدامِ
أفهموهمْ أنّهم من قرْدةٍ
أصلُها كلبٌ وزادوا بالكلامِ
شرّبوهمْ قيم الغربِ وهُمْ
رضّعٌ لم يبلغوا سنَّ الفِطامِ
سفّروهم يستزيدوا فتيةً
ويكونوا بعدُ سمّا ذا مَهامِ
فإذا ما أصْبح السمُّ هُمُ
رجعوا للأهلِ بالموت الزّؤامِ
أقرئوهم كتبَ الإلحادِ لا
كتبَ التّفسيرِ أو طوقَ الحمامِ
ثقّفوهمْ في فنونِ الرّقصِ لا
في فنونِ الحرْبِ ضربًا بالحُسامِ
ثقّفوهمْ في حقوقِ الوزِّ وال
بطِّ والدجِّ وأسرابِ اليمامِ
والشّواذِ والعواري والسّوا
قطِ والمومسِ والزّنمى اللّئامِ
روّجوا أنّ الإلهَ فكرةٌ
شاءَها الإنسانُ ميلًا للتّمامِ
صوّروا الإسلامَ وحشًا ضاريًا
لا يكونُ دون قتلٍ وانْتقامِ
كرِّروا أنّ الزواجَ آفةٌ
تُحوجُ الإنسانَ حتْمًا للقِوامِ
بيدَ أنّ الفُحشَ فطريٌّ ولا
ضرَّ منهُ إن يُمارسْ بانْتظامِ
علّموهم ما بقوا مثلكمُ
خنّسًا في حضرة القومِ الكرامِ

ملاحظة: كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، حذفت التاء المربوطة لضرورة الوزن والقافية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى