الجمعة ٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

فيروز وطئت أهلاً حللت سهلاً

يتلعثم اليراع ... وتتبعثر الكلمات.. ويحار الياسمين الدمشقي ، وهو يحاول رسم الحروف في حضرة استقبالك يا فيروز .

عندمــــا قلــــت يومـــاً : أنا صوتـــــي منك يا بردى .. كانت البلاغة والمتاهــــة ، والإنفلات .. غنيتِ هذا الشعر الداخل في ملكوت العشق الإلهي لدمشق ونهرها بردى ، فلم يكن أبلغ من هذا الكلام في مدرسة العشق والهيام والإمحاء .. وعندما غنيتِ دمشق أهلوك أحبابي وموعدنا .. أواخر الصيف آن الكرم يعتصر ضربنا معك موعداً لا رجعة فيه ولا عودة عنه .. فكنا ننتظر وتنتظر سورية كلها موعدك أواخر الصيف في أمسيات معرض دمشق الدولي السنوي .

لكن الذي جرى بعدما لم يكن به مرد ، ولا لك به رأي فانقطعتِ يا فيروز لكننا لم ننقطع عن عشق صوتك الملائكي ... كنتِ مع الراحل محمد الماغوط (وطناً ) وكنت معنا كذلك .

كنت سبحة الصباح اليومي للناس كل الناس ... اختلفوا كثيراً حول سواكِ ... لكن أحداً لم يختلف فيكِ ولا معكِ ... يا فيروزنا الحلم ... ويا نتاج خيار الخيار الرحباني .

أهلاً بكِ ملكوتاً إلهياً لا ينضب ... وواحة عشق تنساب مـــــع خصلات شمس كل صباح ... عفواً فيروز ومعذرةً إذا كانت أجراس العودة لــــم تقـــــرع ... ولكنكِ عدت أنتِ .. وعادت أيامك إلى ربوع الشام وأي شام ... شام المحبة والعطاء ... شام العروبة وصنو لبنان العربي العروبي ... نحن ما زلنا على الوعد والعهد ونجزم أنكِ كذلك .

عفواً فيروز فليس لنا في البعد عنك عذر ... وليس للعاشق في الابتعاد عن عشقه عذر.. عفوك أيتها الشامخة أبداً .. شموخ عنفوان الأمة في لحظات العز والفخار ... بعيداً عن حالات الهزيمة والانكسار ... بردى هذا العام في استقبالك ليس ككل الأعوام.. ودمشق تلبس ثوب الثقافــــة العربيــــة المكلل بالغــــــار ، وقاسيونها لبس أبيضاً احتفــــاء بكِ يا أم زياد .. وزياد بعد أبيه الراحل الكبير ما زال وعلى طريقته نبعاً فنياً يتدفق جنوناً وحباً لوطنه وناسه وأمه العظيمة فيروز أيتها الواقفة أبداً .. يا من تماهيت مع الوطن فكنتِ اكبر منهم جميعاً .. أعظم من كل الترهات ، سموت فكنت آلهة وكانوا أقــــزاماً .. كنت انبلاج الصبـــح .. وكانوا الظلام الحالك .

إذا كان ناس دمشق لا يتسع لهم مسرح الأوبرا في ساحة الأمويين فإن الحب والعشق ليس له مكان ولا ينحصر في زوايا الأمكنة .. فكل دمشق وكل سورية حاضرة في استقبالك ومتسمرة لحظة الإنصات لصوتك الغارق في التاريخ .. فأهلاً .. أهلاً يا فيروز .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى