

قصيدةٌ للصَّامتين
أنينُ اللَّيلِ يتلونَايُتمتمُنَا، يترتِّلُنَاكقصَّةِ حُبِّهِ الثَّكلىيسامرُ مَن بهِ مللٌولكنَّا بهِ أَولى!ليالٍ في الغرامِ سدىًتضيعُ كما يضيعُ المجدُ مِن وطنيتغيبُ، كما يغيبُ اللَّونُ مُحتلاَّوما زلنَا، طفولتُنَا تعيشُ بنَاحماقتُنَا تغازلُنَاوتلكَ القصَّةُ الحبلىتموتُ إذا بَدتْ ليلى!.مللنَا الشِّقاقَ، وسَحْقَ العراقْمللنَا النِّفاقَ ووَأْدَ الوفاقْمللنَا العناقْفشعبُ الحريمِ قدِ اختارَ رغماًضياعَ البُراقْ!ومَن في بلادي، وفي كلِّ وادِيقاومُ حبَّاً، ويمضي لذبحِ الجوى والفراقْ!فيا ربُّ مَجِّدْ هُياميوقوِّمْ فؤادي الكسيرَاويا ربُّ أعطِ الصَّغيرَينِ عشقاً(كما أعطياني صغيرَا)!فتاريخُنَا لَمْ يكنْ غيرَ عشقٍ مُباحٍوعزٍّ مُراقْ!.يقولُونَ مِن جملةِ القَولِإنَّ الغرامَ لَداءٌ عُضالُوإنَّ المُحبِّينَ في كلِّ أرضٍجسامٌ طوالُلكي يستطيعوا المضيَّ بعشقٍبهِ سوفَ تفنى الحياةُ الحلالُ!أزاهيرُهمْ تستقي مِن ثرانَاأناشيدُهمْ خبَّأتْهَا (إنانَا)وقتلاهمُ يقطنونَ رُبانَاولكنَّهمْ أخطؤوا يا فتاتيولا عبدَ في الكونِ يدري سوانا!.قصدتُ دولةَ العدالةِ الَّتي كنَّا نريدْوضعتُ في مسيرةٍ تقدِّسُ (العمَّ) العتيدْوفي غياهبِ الهدى، وفي مدى العهدِ الجديدْوفي معابدِ الصَّدىوفي احتضارِ ابنِ الوليدْسألتُ نفسي: ما أريدْ؟تُرى البلادُ ما تريدْ؟حضارةً؟ عدالةً؟ عولمةً؟ ماذا نريدْ؟"تلا الصَّدى أسئلتيوتاهَ في ذاكرتيوضاعَ مثلي في غياهبِ الهدىوفي مدى العهدِ الجديدْوفي مخافرِ الحكومةِ النُّواحُ والحنينْ!تجاوبُ المسيرةُ الَّتي تمجِّدُ الخنوعْتلكَ الَّتي تواطأتْ معَ الَّذي سبا (يسوعْ)نريدُ أنْ نكونَ أمَّةً تظلِّلُ الغناءْنريدُ أنْ نعيدَ مجدَ ثائرٍ يضني النِّساءْنريدُ أنْ نصونَ بترولَ صديقِنَا الفريدْنريدُ إكسيرَ الثَّراءِ، إنَّنا شعبٌ قنوعْ!أها! أَهكذا إذنْ تريدُ أمَّةُ الرَّشيدْ؟سحقاً لعيشةٍ تُحيلُ المجدَ في ظلِّ العبيدْ!.كتبتُ قصَّةً تُحاكي حبَّنَا للصَّابئاتْكتبتُ مِن دمي حكايةً ستمحو النَّائباتْوصامتاً رتَّلتُهَاوميِّتاً أحييتُهَاوحانقاً أحببتُهَاففي حروفِنَا الحياةُ أصبحتْ ترعى المماتْ!فلا هوىً يؤمُّنَاولا رُباً تلمُّنَاولا أباً، فأمُّنَاتنسى الأمومةَ الَّتي ترتاحُ فيها التَّضحياتْ!.بلادُنَا فنادقٌ ومرتعٌ للطَّامعينْفشَرْمُنَا ونهرُنَا مصايفُ الجيشِ اللَّعينْأمجادُنَا تضيعُ في سمائِنَا وفي الثَّرىوحلمُنَا يذوبُ في حياتِنَا مخمَّرافكيفَ نُرجعُ الحياةَ للفؤادِ إنْ خبا؟.قنابلُ العدوِّ ساعةً تمشِّطُ الرُّباوساعةً تجسِّدُ العشقَ الَّذي أضنى الصِّبافهَا هنَا قذيفةٌ، وفي المدى قذيفةٌوفي البلادِ مدفعٌ أمسى لأمَّتي أبا!قصائدُ الغرامِ أصبحتْ تئنُّ في الضُّحىومسجدُ الإمامِ باتَ للعويلِ مسرحاففي العراقِ نخلةٌ، وفي الجليلِ كرمةٌوفي الجنوبِ أمَّةٌ ترومُ ميتةَ الإبا!.أَتذكرونَ عندما أخبرتُكمْ عنِ الحنينْ؟عنِ الشُّجونِ والنُّواحِ والضَّياعِ في السِّنينْ؟أَتذكرونَ يومَهَا؟ تلوتُ قصَّةَ المساءْنِمنَا جميعاً في سرائرِ الهُدى والكبرياءْحتَّى نسينَا الرَّاحلينْحتَّى نسينَا السَّائرينْحتَّى نسينَا الوَجدَ والأشواقَ في أرضِ جنينْ!أَتذكرونَ يومَهَا حكايتي؟حماقتي؟ براءتي؟ هوايتي؟ حبيبتي؟أَتذكرونَ كيفَ بتُّ شاعرَ السِّرِّ المبينْ؟لأكتبَ القصيدةَ الَّتي تُذيبُ غربتيقصيدةً للوَجدِ والأشواقِ في أرضِ جنينْقصيدةًَ لنَا، لأرضِنَا، وأخرى للسِّنينْقصيدةً للصَّامتينْ!.
من ديوان (عندما زرتُ القدر)
يصدرُ في نيسان/إبريل المقبل