الأربعاء ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
كاندال لال سيجال عندليب الهند السكير
بقلم نوزاد جعدان جعدان

كاندال لال سيجال عندليب الهند السكير

إنه جذاب الطلعة وحنون النظرة وطويل القامة(188سم)، يشعرنا بنشوة فريدة بصوته العذب ويغرقنا بسكرة الحب بإحساسه العالي فهو يعتبر من أوائل نجوم الغناء والتمثيل في السينما الهندية.

هو المثل الأعلى للنجوم ومعلم للكبار سار على دربه الكثيرون وحاولوا تقليده (موكيش، سي اتش أتما، كيشور كومار) إلا انه بقي لأسلوبه الفرادة والأناقة.

نظر للحياة بأنها زجاجة خمر يحتسي منها إلى أن تفرغ وتنتهي معها حياته، لم يكن باستطاعته الغناء لولا كأس السلاف فانتهى بصحة متدهورة وهو في أوج عطائه، فلو كنت في الهند ستسمع رنين صوته في الصباح الباكر من خلال الإذاعات الهندية، وكما تهدينا نجمة القطب إلى الشمال فهو يهدينا بصوته الرخيم والجبار إلى ظلال الحب .

فلنذهب برحلة مع محطات من حياة كاندال لال سيجال ولنرَ ما الذي سيقال والى أي مدى نجمه طال.

الولادة والنشأة:

ولد كاندال لال سيجال في 11 نيسان عام 1904 في منطقة نوى شاهر في مدينة جامو إلا أن جذور أسلافه من مدينة جالاندهار البنجابية.
أبوه عمر تشاند سيجال موظف في محكمة جامو وأمه قيصر كور سيدة دينية محافظة ومولعة بالموسيقا التقليدية، كانت تصحب كاندال للحفلات الموسيقية الشعبية، وكان والده يصحبه إلى حانة شعبية ليحتسي منها الخمر برفقة موسيقا كشميرية وأغانٍ بنجابية يرددها الرعاة والمنشدون الجوالون.

ترتيب كاندال بين أخوته الطفل الرابع المولود من أصل خمسة، ترك المدرسة مبكرا لنتائجه السيئة فخيب ظن والده الذي كان ضد غنائه بشدة فترك البيت وتوجه لكلكتا.

مغادرة كاندال لبيته والعمل:

في كلكتا بدأ بالعمل كمراقب في محطة قطار ثم عمل كضارب آلة كاتبة متنقل لشركة ريمنتجن فسمح عمله بالتنقل في أماكن عديدة ثم عمل موظفا في فندق ولكن حبه للغناء استمر وأمسى أكثر حدة وتصميما، فكان يحيي بعض حفلات الأصدقاء بصوته الجميل.

أكتشف موهبته بي أن سركار مدير استديو نيوثياتر فأعجب به وقرر العمل معه متقاضيا أجرا 200 روبية وبقي أسلوبه مميزا مع كبار النجوم(بي سي بورال,بانكاج مولكيك,أسيت باران).

من أوائل أفلام سيجال (موهبات كي انسو) باللغة الاوردية تلاها (سوباه كي ستارا) و(زندا لاش)

وأطلقوا عام 1932 ولكنها لم تكلل بالنجاح الجماهيري.

في العام الذي تلاه مثّل سيجال في أفلام قوية (يهودي كي لاركي) و(تشانديداس) و(روبليكا) ولعل فيلم تشانديداس أطلق نجوميته لدرجة أن المغنية الصغيرة وقتها لاتا مانجيشكار قالت إبان مشاهدتها الفيلم:( أريد أن أتزوج سيجال).

في عام 1935 لعب سيجال دوره التاريخي الهام في فيلم ديفداس المأخوذ عن قصة سارات شاندرا وإخراج بي سي باراو فأطلقه في سماء النجومية وكانت نقطة التحول الحاسمة.

تزوج سيجال من اشا راني عام 1935(توفيت عام 1978) فأنجبت له بنتين (نينا 1937-2000) و بينا (1941-2001) وولدا أسماه مادان موهان توفي عام 1981.

بدأت نجاحات سيجال تتالى في استديو نيوثياتر كأفلام (ديدي) و (بريزيدينت)في عام 1937 و(ساثي ) و(ستريت سنجر) في عام 1938 و(زندقي ) عام 1940 فحطمت أغانيه سجل المبيعات وحققت أفلامه أعلى الإيرادات.

شارك سيجال في سبع أفلام بنغالية في مسيرته وحوالي 30 أغنية.

الرشفة الأخيرة:

في كانون الأول عام 1941 توجه إلى بومباي وعمل في استديو رانجيت موفي تون كأفلام (بهاكت سورداس)عام 1942 و(تانسين) عام 1943 وعاد في عام 1944 إلى نيو ثياتر ليكمل فيلم (ميري بيهن) بسحر رائع ويعتبر من أفضل أفلام سيجال في نيو ثياتر تقنيا، ولكن صحته بدأت بالتدهور حيث أن مفعول الكحول أخذ يسري.. فنصحه الأطباء بالابتعاد عن الكحول ولكن قرار الابتعاد عن الشرب كان بمثابة قراره الابتعاد عن الغناء فرفض وأبى إلاأنه بعد عشرة سنوات من الإدمان والشرب المتواصل، كانت النتيجة المنطقية وفاته المبكرة في 18كانون الثاني عام 1947 في مدينة جالاندهار مسقط رأس عائلته وعن عمر يناهز 42عاماً بعد أن قدم أجمل أفلامه (شاه جيهان) عام 1946 مقدما فيها ثلاث أغانٍ بقيت خالدة مع الموسيقار نوشاد.

كانت خاتمة أفلامه فيلم (بروانا ) وأطلق عام 1947 .

قدم سيجال في مسيرته حوالي 36 فيلم منها 28 هندي و7 بنغالي و 1 تاميل وشارك في فيلم غنائي كوميدي واحد عام 1933( دولار بيبي).

سيجال الأسطورة:

يعتبر المؤسس الحقيقي للموسيقا الميلودرامية و الطريقة التراجيدية في التمثيل في مرحلة ما قبل الاستقلال الهندي ولم يكن بشكل البطل التقليدي فاثبت جدارته على الرغم من صلعته (كان يستخدم باروكة في أفلامه) فكان يحرك مشاعر كل إنسان باتجاه صوته.

لقب بعندليب الهند بتعبيره الصوتي العالي وبالتخفيف عن روحه المعذبة، فحاولْ أن تسمع أغانيه الأبدية وأطلق العنان لروحك في سماء الحب فهو رجل لكل الأوقات وصوته مناسب لكل الفصول.

تستطيع سماع صوته في الكويت ونيروبي وكابول وتنزانيا والرباط من خلال الراديو وصوته معروف في جاكرتا وجزر فيجي وستسمعه في الصباح الباكر في راديو سيرلانكا فالجسد رحل ولكن صدى الصوت بقي.

صوته ملكي رنان يشد المستمعين بإيقاعه محبا لشعر الأوردو، فخلق انشطارا جديدا بين الموسيقى والشعر وتلاعب بالألفاظ بطريقة مبتكرة جديدة فأنتج صنفا مدهشا من العواطف والمشاعر كساحر يهز حبال قلوب المستمعين.

أحب شعر غالب ميرزا وغنى له ولم يكن باستطاعة أحد أن يغني أشعار ميرزا بالطريقة التي غناها سيجال من خلال ربط نفسه بأفكار ومشاعر الشاعر..

له حضور قدسي وتعبير بصوته الداخلي الشفاف مكتشفا كمية الإحباط في بحثنا عن العالم الخارجي بإغلاق عيونه الخارجية لتصحو الرؤية الداخلية للإدراك الذاتي، فصوته جهوري ذهبي وطبيعي بحاجة إلى سبع بروفات ورشفة كحول ليصبح ناضجاً وجاهزا للتسجيل.
غنى سيجال لشعراء كبار أمثال (ميرزا غالب، ذوق، سيماب), تحدى الموت بصوته العذب فتخلد بركوبه قطار عظماء عبر التاريخ.

غنى حوالي 185 أغنية منها 142 من الأفلام و43 ليست من الأفلام

110 هندي 30 بنغالي 2 تاميل * أغانٍ من الأفلام

37هندي 2 بنغالي 2 بنجابي 2 فارسي * أغانٍ ليست من الأفلام .

مراجع وهوامش البحث باللغتين الهندية والإنكليزية:

1-rcvap.741.com/KLSaigal.htm

2-www.hindu.com/.../stories/2006052601290300.htm

3-BollywoodSoundtracks. com

4-www.imdb.com

5-www.downmelodylane.com/klsaigal.html

6-123india.santabanta.com

7-www.indianscreen.com

8-www.upperstall.com

9-http://en.wikipedia.org

10-كاندال لال سيجال بقلم: سوريش تشاندرفكار.

11-توطئة بقلمي: ماندر سنغ و هاريش ماغوانشي.

12-سيجال الموسيقي العبقري بقلم: بران نيفيل.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى