السبت ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
في حوار مع جريدة الفجر الجزائرية :
بقلم عمار بولحبال

لا أحد من السوريين ينسى ما قرأه عن الثورة الجزائرية

تصر الكاتبة ما جدولين الرفاعي على كتابة القصة القصيرة وهي من الكاتبات العربيات الناشطات عبر الشبكة العنكبوتية ورغم ذلك تقول إنها انسحبت من اتحاد كتاب الإنترنت حتى لا تكون شيطانا أخرس !! كما تشرف على رئاسة تحرير مجلة ثقافة بلا حدود الإلكترونية وجريدة الصوت الورقية السورية .. وفي هذا الحوار كانت سخية في بوحها بهمومها الثقافية والفكرية ..

  تكتبن القصة والشعر، وتتألقين في كل منهما، فأي الجنسين أقرب إليك؟
 ماجدولين الرفاعي: الشعر حالة خاصة أعيشها بين الفينة والأخرى، فللشعر شيطان، وشيطان شعري يحب النوم كثيراً، لهذا فانا أتودد للقصة وأخوض في مجاهلها ودروبها، وقد نشأت صداقة حميمة بيني وبينها، وبات من الصعب ابتعاد أحدنا على الآخر حتى أن القصة بدأت تغار من الشعر عندما ابتعد عنها أحياناً لصالحه ولعل العدو الأكبر لكليهما معاً، هي الصحافة التي تأخذ وقتاً أكبر من حياتي الإبداعية.

  في عهد تحول فيه أغلب كتاب القصة إلى الرواية، تُصرين على كتابة القصة القصيرة، وتغوصين في القصة القصيرة جداً، فهل هذا تعبير عن عصر السرعة؟
 ماجدولين الرفاعي: كثير منا يظن أن القصة، والقصة القصيرة جداً، ولدتا مع عصر السرعة أو عصر (الهمبرغر)، كما يطلق البعض عليهما، والحقيقة أن تلك الأنواع الأدبية كانت منذ القديم، ولكنها مهمشة بعض الشيء، مما جعل كتّاب القصة في العصر الحديث يلقون الضوء عليها ويحاولون إنعاشها مجددا ولعل لعصر السرعة دور خفي في ذلك، فالقارئ العربي لم يعد لديه الوقت الكافي للقراءة بعد منافسة الوسائل الرقمية للكتاب، لكنني لم أكتب الرواية لهذه الأسباب، بل لأنني لم أحاول حتى الآن خوض غمار هذه التجربة التي أتمنى أبدأها.

  من الجزائر إلى سورية، سترحل سنة الثقافة العربية، فكيف تجدين تقارب المسافة بين ثقافة البلدين؟
 ماجدولين الرفاع : بالفعل سورية بكامل روعتها، تستعد الآن لاستقبال سنتها الثقافية التي أتمنى أن تكون مثمرة ومكللة بالنجاح والتوفيق، والحقيقة أن هنالك تقارباً كبيراً بين الثقافتين الجزائرية والسورية، وربما يكون هذا التقارب نسبياً، إلا أن الجزائر مازالت تؤثر فيها الثقافة الفرنسية تأثيرات لغتها بحكم الاستعمار الفرنسي الذي خرج متأخراً نسبياً على عكس سورية التي تحررت قبل الجزائر بسنوات طويلة، فقد استطاع الأخوة في الجزائر الانتصار على هذه الحقيقة المرّة وتجاوزوها.. ففي الجزائر كتاب وشعراء تجاوزت شهرتهم مساحة الوطن العربي.

  هل تابعت نشاطاتنا الثقافية في الجزائر؟
ماجدولين الرفاعي: نعم تابعت نشاطات المبدعين الجزائريين، بشكل أم بآخر عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال بعض الأصدقاء الجزائريين أتحدث معهم عبر الانترنت وقد شاركت في ملف الجزائر عاصمة الثقافة العربية في جريدة صوت، علماً أنها ليست مشاركتي الأولى في الصحف الجزائرية.

  قبل الاستعداد المادي هناك الاستعداد النفسي، فكيف تستعد الكاتبة المتألقة ماجدولين الرفاعي لهذه التظاهرة الثقافية في سورية؟
 ماجدولين الرفاعي: الاستعداد المادي من اختصاص الحكومة في سورية، أما نحن ككتاب وصحفيين، فنستعد بشكل آخر، ولهذا فقد بدأنا بترتيب اللقاءات الثقافية والأمسيات القصصية والشعرية، واستعد الآن لطبع مجموعة قصصية تتزامن مع هذه المناسبة الجميلة.. إضافة لاستعدادي النفسي للقاء الإخوة من الكتاب العرب الذين سيشاركوننا هذا الحدث وعلى مدار عام كامل، فهي فرصة جميلة لتلاقح الثقافات المختلفة.

  الشاعر السوري سليمان العيسى ألهمته الثورة الجزائرية شعرا ثوريا، فهل لك نظرة خاصة للثورة الجزائرية وأدبها؟
 ماجدولين الرفاعي: لقد درسنا الثورة الجزائرية، ثورة المليون شهيد، وتفاصيل حياة المجاهد عبد القادر الجزائري.. وعرفنا أشياء كثيرة عن المناضلة جميلة بوحيرد، وعن مجمل ذلك الفعل الثوري الذي مازال التاريخ يذكره ويتحدث عنه في مناهجنا المدرسية، فحفرت في وجداننا، ولا أظن أن أحداً من السوريين ينسى ما قرأه عن تلك الثورة، خاصة، وأن الكثير من الشعراء السوريين كتبوا عن تلك الثورة، في مقدمتهم نزار قباني وسليمان العيسى، مازلت أتذكر قصيدة (جميلة بوحيرد) لنزار قباني، وخاصة المقطع التالي:

تاريخ امرأة من وطني..

جلدت مقصلة الجلادْ..

امرأة دوّخت الشمس

جرحت أبعاد الأبعادْ

ثائرة من جبل الأطلسْ

يذكرها الليلكُ والنرجسْ

الثورة الجزائرية حظيت بقدر كبير من اهتمام مبدعي الأمة، وكان سليمان العيسى واحداً من شعراء الومضة القومية الدافقة في عقد الخمسينيات وجزء من عقد الستينيات، وعلى الرغم من أنني ولدت عقب انتصار الثورة الجزائرية، إلا أنني، وكما أسلفت، أحفظ عنها ذلك الفيض الهائل من فعل أخلاقي تجسد في قتال الشعب الجزائري البطل، دفاعاً عن استقلال وطنه ضد المحتل الفرنسي، وبصراحة أنا كسورية اشعر بالفخر، لأن شاعراً بحجم المبدع الكبير سليمان العيسى قد خلد هذه الثورة بقصائد ستبقى عصية على النسيان كالثورة تماماً، وحسبي أنها إضمامات الشام إلى جبال الأوراس الشم وسفوحها الشامخة.

  أنت عضو فاعل في اتحاد كتاب الانترنت، هل هو بديل عن اتحاد الأدباء العرب، هذه الهيئة الرسمية المعروفة؟
 ماجولين الرفاعي: في الحقيقة كنت عضواً فعالاً في اتحاد الكتاب، بل كنت من أوائل الكتّاب المنتسبين إليه، وقد كنت أحسب أنه سيكون فعلاً، الاتحاد الذي يرعى مصالح كتّاب الانترنت، ويهتم بشؤونهم، ويحميهم من السرقات الأدبية، ولكن وبعد مرور سنة ونصف على انتسابي، لم الحظ أي فائدة من هذا الاتحاد، إلا لمؤسسه وبعض المقربين إليه، فلا لقاءات أدبية، ولا حماية ملكية فكرية ولا أي شيء آخر فانسحبت احتجاجاً على هذا الوضع، كي لا يقال إنني أداري خطايا الآخرين، وكما تعلم فأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وهذا الاتحاد لن يكون بأي حال من الأحوال، بديلاً عن اتحاد الكتاب العرب، ولا مساوياً له رغم كل مساوئ الأخير!

  هل تعتقدين بأن سنة 2008 ستكون للعرب من خلال جائزة نوبل للآداب، بعد أن طاردوها عشرين سنة؟
 ماجدولين الرفاعي : هي أمنيات، أرجو أن تتحقق، لأن تاريخ أمتنا، يذكر بأن العرب من أوائل المفكرين والمبدعين، وعلى ذلك التاريخ أنصافهم، وأظن أن هذه السنة ستكون سنة خير، وسيحصل من خلالها احد المبدعين أم العلماء العرب على جائزة نوبل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى