الخميس ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
إلى محمود درويش
بقلم
ليدينِ من حبرٍ وعنبرْ
ليدين ظلت نصفَ قرنٍ أو يزيدُ..تهدهدُ الأحلامَ..تغفو فوقَ صدرِ الجرحِ كالطفلِ الوليدْ.ليدينِ قدَّت من فؤادِ الصخرِ دفترَ طفلةٍ..تمشي إلى غرف الدراسةِ..في سباقٍ مع صواريخ الغزاةِ..لتنجلي ظلل الدخانِ عن الحقيقةِ ..حيث يبدو الموتُ مدحوراً..وأشلاءَ الطفولةِ باسقاتٍفي السماءِ لها من المجدِ النقيِّ ملامح الفجرِ الجديدْليدين تزحفُ في حقولِ الشوكِعائدةً إلى حيث الحصانهناكَ ينتظر الرجوعَ ويؤنسُ البيتَ الوحيدْْلله همهمة الحصانِ..وقد رأى زين الشبابِ وفارس الفرسانِ..يأتي حاملاً في كفهِ بعضَ المدادِوقد تشققتِ الجرائدُ منذُ قحطِ النكبةِ الأولىلتبدأ للرمادِ مواسمٌ في العيشِ سوداءٌ..ويأكل جثة العربي دودْليدين من حبرٍ وعنبرْليدين من برقٍ يدغدغُ قلبَ غيمِ الشعر..يهطل فوق وجهِ الأرضِ ريحاناً وزعترْليسيلَ في الأتلامِ أنغاماً..عليها يرقص الزيتون أخضرْليدين فوق المعصمين علاهما وشمٌ ...كوردِ الكرملِ المسلوب أحمرْليدينِ خطت ألفَ منشورٍ ومنشورٍ..توزعُ في أزقةِ قريةٍقبل الصلاةِ وبعدهاقبل الرحيلِ وبعدهُقبل اعتمادِ الأرضِ سيدة البداباتِالتي رسمت ملامحنا ..وسيدةَ النهاياتِ التي ضمت بقايا حلمناقبل المقايضةِ اللعينةِ..بين حدِّ السيفِ مع دمنا المراق ِ..على مذابحِ صمتِ أمتنا ..وليتَ البيع أثمرْليديكَ ملتها المنافيلوحت بالأمس من أرضِ السدومِ لنالتمضي حيث للأحلامِ طعمٌ آخرٌحيثُ القصائد لا يعريها الصغارُ ..وحيثُ لا تقفُ الجيادُ وحيدةًوحيث يحلو الإعتذارُ..وحيثُ زهرِ اللوزِ أبعدْ