الاثنين ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عبد الرحمن عبد العزيز أقرع

مساء الدم يا غزة

مساء الدمِّ يا غزة
مساء البحرِ يهدرُ نائحاً غضبا
فترتعش الرمالُ لدمعةٍ حرى
مساءُ الموجِ...
يحملُ في زجاجاتِ الشهادةِ رِقَّ عصمتنا
من الردّة
مساءُ الشاطئِ المهجورِ..
ما وطأته للعشاقِ أرتالٌ
كما للأبحرِ السبعةْ
ولا خطَّ الفتى الغزيِّ ..
فوق الرملِ أحرف إسم غادتهِ
ولا بثَّ الهواءَ لواعِجَ الأشواقْ
ولا بثَّ النوارِسَ سِرَّ صبوتهِ
فلونُ العشقِ مختلفٌ
يخضبهُ دمُ الأطفالِ في غزة
مساءُ الرمسِ يأبى أن يكونَ سوى
بلونِ الرملِ غزيٍّّ
فلا خُضرة
ولا صُفرةْ
مساءُ اللحدِ يحضنُ طفلَهُ حُبّاً
بلا فضلٍ ولا مِنّةْ
مساءُ الصمتِ..
يُخرِسُ جوقةَ التلفازْ
فلا أمراءْ
ولا دولةْ
مساءُ الموتِ يفسِدُ بهجة الخُطباءِ...
يرقى منبراً للنعيِِ...
يتلو خطبة الجمعةْ
أويتَ اليومَ للأوراقِ
أهمِسُ بعضَ أحزاني
ففرتْ من يدي الأوراقِ صارِخةً
أما تَخجَلْ
وَجَفَّ الحبرُ في قلمي
ولاحت لي من الشباكِ
هالةَ حزنِهِ (جرزيمْ)
يجللهُ المساءُ بحلةٍ سوداءِ..
فاقت ليلَهُ الأليَلْ
كأني بالجبالِ تشاطر الأمواجَ ..
زادَ الحزنْ
ونحنُ بغيرِ زادِ الكِبرِ لا نَقبَلْ
مساءُ الخيرِ يا جرزيم
مساءُ الخيرِ يا عيبالْ
مساءُ الخيرِ يا غزة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى