الثلاثاء ٣١ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم إدمون شحاده

مدينة الآمال والآلام

(شوارع القدس العتيقة)
بحزنها العتيق
تعيد صورة الأسطورة
وتحتفي بوهج الصدى
وعبقِ السنين
فتشرئبُّ في زوايا العطر والبريق
أنشودةُ الأيام والسنين
أسيرُ مغرماً
بلهفةِ البراءةِ النقية
وفي التفافِ كلِّ منحنى
حكايةٌ لحارسٍ شرس
أو ربما تهليلةٌ لطفلةِ القبعةِ الحمراء
والذئبِ لابسِ الثيابِ والجواربِ المزركشة
وأغنياتٌ عن جيوشٍ عبرت كما الرياح
وعن عبيرِ سورِها الممتدِّ في الأعماق
وعن تلوِّن الشموسِ كلما
سالت دماءُ العشق
في الليل.. في النهار
وقصةٌ عن الأميرِ حاملِ الأختام
مستسلماً..موَقِّعاً بذلِّهِ مهازلَ المصير
محطِّماً معالم الأحلام
كانت لنا محبوبةٌ
أضاعت الزيتونَ والتفاحَ من خدودها
ومن عيوِنها أضاعت الكروم
وعنفوانَ صدرها
بعثَرَهُ البكاءُ والهموم
سأحتمي من غربتي
أتابعُ الصلاةَ..في الشوارع العتيقة
أتابعُ التفتيشَ عن حبيبتي
وعن بقايا صبوتي
عن غنوتي التي أضعتها
في موقد الحياة
أسيرُ والصلاةُ..
وردةٌ نقيةُ الوضوحِ كاللهب
وحافزُ الإبحارِ..
من شواطئٍ بعيدةِ الحقب
يشدُّني إليه
لكنما الأسرارُ لا تبوح
بما يكون في الصدور
أو تنجلي مرآتُها
عن زوبعاتِ النارِ والدهور
يا لهف الكنائسِ المنزرعة
في كلِّ أشواكِ الحقول
وفي عيونِ حاملي صليبها
وقبةُ الأجراسِ في أعيادها
تتابعُ الفصول
يا بهجة المساجدِ العاليةِ الأعناق
ويا امتداد ومضةِ الأيمان
في القلب والشفاه
ووحدة الرحمن
والحجرُ المغروسُ عند حائطِ البكاء
يرسمُ صورةَ الدوائرِ المنسية
ويستعيد وشوشات الملك الحكيم
ودورةُ الزمانِ تنزع الحراب والسيوف
من جرحنا الحديثِ والقديم
وحين نعبر الشوارعَ العتيقة
بفرحِ الحمائمِ البيضاء
بغنوة الصباحِ والضياء
وبازرقاقِ قبةِ السماء
ستنتشي المباخر
ويعبقُ البخور
و من حدائقِ الزهور
يفوح عطرُ قدسِنا
ويولد السلام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى