الأربعاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم
مقدّمة لانعتاق الجَسَد
هِيَ الريحُتعْبَثُ بينَ الضّلوعِأم الروحُ تزهَقُ فيَّ الجَسَدْ..!هِيَ النارُتشعِلُ شَمْعَ الدّموعِ أم النورُيبعَثُ في جَسَدِ الشمعِروحَ الأحَدْ..؟!هِيَ الروحُريحٌ تُحوِّمُ بينَ خرافةِ هذا الوجودِوبينَ يقينِ حدودِ الأبَدْ !!فيا بَحْرُ خذني إليكَ كما يشتهي الموتُهلْ غايةُ الموجِإلاّ انفجار الزَّبَدْ ؟!على ضِفَّتينِ اثنَتينِ وُلدتُولا جسرَ يفصلُ بيني وبينيوبيني وبينَكِإلاّ رؤايَ التي احترَقتْ كُلَّماحوَّمَتْ كالفراشاتِ حولَ سياج ٍ قديمٍتركناهُ يَحرسُ في الليلِروحَ البَلدْفلا تسألي النهرَ عنْ سرِّهِ في الغمامِ البّعيدِسَتشعِلنا برقةٌ في البَريدونمضي إلى نبضَةٍ في الوَريدتُهييءُ منْ عندمِ القلبِ حنّاءَها المشتهىوتعدُّ الدماءَ الأخيرةَفي عرسنا النورَسيِّمقدّمةً لانعتاقِ الورودِ إذا ما استوى الوردُ والدَمُفي مَهرجانِ الجَسَدْ..!!هيَ الروحُ سُلّمُنا للسماءِولا أرضَ لي كَيْ أكونَ قريناً لروحيأزوّجُها ما تشاءُ منَ الرغباتِوما تشتهي في رداءِ الندى والغبارِكأني على نخلةِ الريحِيأخُذني نورَسٌ للنهائيّ ِفي اللانهائيِّبينَ شراعِ المدى السرمَدِيِّوبينَ سياجِ الأمَدْ...ضَعيني على ركبَةِ الماءِأكتَشِف البئرَبي شَبَقٌ عارمٌ للبلوغِ لدلتا الحياةِالتي تستفِزُّ الشرايينَ فيَّوتغمرني بالندى كُلّما عربَدَ النيلُحتّى يتمّ انهمار البَرَدْ..أُحِبّكِ..هل يَنبغي أنْ أموتَ لأنّي أحبّكِحتّى يتمَّ الزفافُ المهيّأُمنْ نصفِ قرنٍعلى طَلَقاتِ الرصاصِ ؟وهلْ كانَ يكفي بأنْ أشتهيكِلِيَسحَبَ الجَزْرُ فُستانَ حَيْفاويرمي خلاخيلَها في دَمي المُستفَزِّعلى حافّةِ المَدِّبينَ النوى المُستَبدِّوبينَ نوايا المَدَدْ !وهلْ كانَ يكفي بأنْ أستعيرَ السحابَةَ دَمعاًلأروي تُرابَ القصيدَةِإنَّ القصائدَ تحملُ ظِلّيولا ظِلَّ للشمسِحتّى أفسِّرَ للظلِّ نفسيستفضَحُني لثغةٌ في كلامِ الحمامِونايٌ يُوزّعُ روحيعلى نِسوَةٍ يتسفّعنَ في شَمسِهِنَّوينضُجْنَكالتينِ ملءَ أنوثةِ أجسادِهِنَّوملءَ حرارةِ صيفٍ تنهَّدَ تحتَ ثيابِ النساءِفأنَّ الجَسَدْ..!!هيَ الروحُ سُلّمُ أجسادِنا للفناءِسأمضي إلى آخِرِ السفحِلا بدَّ منْ كَبوةٍ كيْ يتِمَّ الحصانُ الصهيلَ الأخيرَولا مستحيلَ على الأرضِغير البقاءِسيكتَشف السندِبادُ مرايا الزبرجَدِفي نُطفةِ الماءِأيّ المرايا ستأسرُ روحيوأيّ المرايا ستكسرُ فيَّزُجاجَ الجَسَدْ !هيَ الروحُ ريحُ الخُلودِفكُنْ عارياً كالورودِوهَيىءْ حُضورَكَ ملءَ الغيابِوملءَ الوجودِوكُنْ حاضراً أبَداًيا جَسَدْ..!!!