الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم سامي العامري

مهرجاناتٌ سِريّة

مهرجانات سِرّية!
يا ثلاثينَ ربيعاً (*)
من قَوافٍ ومَشافٍ ومَنافٍ وإباءْ
انا لم أكتبْكِ كي أُصبحَ عضواً
في اتحاد الأدباءْ!
او لكي يَسألَ عني مهرجانٌ
هو أدعى للرثاءْ
انا سامٍ
وكفى باسمي سُمُوَّاً وعلاءْ
فرحُ الدنيا انا، أعماقُهُ
وعَدا ذاكَ هباءٌ في هباءْ!!
 
بالمِثْل
أصفارٌ، أرقامٌ،
وانا بالمِثْل غداً أَمضي
كالزهرِ الذابلْ
لكنْ ما سيُجَدِّدني أبداً
أشعاري الباقيةُ
وإنْ غَضِبَتْ بابلْ!
 
أوراقي
لو تُسقيني تِيهَ الدربِ على جرعاتٍ!
سبحانكَ،
لكنَّ عزائي مَهما قيلْ:
أوراقي المغمورةُ بالسِّلمِ
ونوباتِ التقبيلْ!
 
تَيَمُّن
إنْ هو إلاّ مَداري الأوَّل
وسمواتي الأخْضَل
هَتَفْتُ: أُهيبُ بهِ فأكونُ شاعِراً،
فأكونُ شيئاً ما.
على أنَّكم سَخَرْتُم منّي
فَجَمَّعْتُ صَبواتي وخَرْبشاتي
وقَفَلْتُ مُهاجِراً
خلاصاً من اعتسافِكُم
وتَيَمُّناً بالحزانى وأبناء السبيل!
ونكايةً بالمُتَفَيقِهين
وبإحداثيّاتِ العسكرْ!
 
قيامة
وانا أسيرُ قيامتي،
التأريخُ يومَ يرفُّ كالتابوت حولي داعياً
فبأيِّ ميراثٍ سأُقْنِعُهُ
بأني حفنةٌ من تُربةٍ لكنما من أصلِ نايْ
وهويَّتي شِعرٌ اذا ما متُّ تعكسُهُ عيونُ سِوايْ؟
 
مَزامير
أيها الوطن،
يا ابنَ الشرق المسحور،
أيّها الآمِنُ من الأمان
سأبقى أجازيكَ
ولكن ليس كما جازيتني
فَبعدما طَلَّقْتَ أحلامي ثلاثاً
سأُغَنِّيكَ، أُغَنّي أنهارَكَ ثلاثاً
فَعَليكَ بأوراقي،
والحَذَرَ، الحَذَر
فقد تُفاجِئُكَ أفعىً نهريَّةٌ
تطلُّ برأسِها عليك
ولكنْ لا.....
فَمِثْلُكَ يا حاوي الأفاعي
لا يُغَنّي الأفاعي فَحَسْب
بل ويُقَبِّلُها كالمَزامير!
 
ذكرياتي مع الآتي
غاباتٌ تَتَسَكَّعُ في الحدائق،
شمسٌ أنانيَّةٌ تستحوذُ
على كُلِّ حقلٍ ومُفتَرَق،
زوارقُ تقطَعُ ( الراين ) كما السواقي
ولكنْ......
أيُّها الراينُ
هل جرَّبتَ يوماً
فشربتَ مِن فَيضِ الفراتِ كأساً؟
الفراتِ المُمْتَدِّ واحاتٍ مِن قَصَبٍ،
واحاتٍ مِن تَشابُكِ ناياتٍ؟
او هل رأيتَ قصائدي حمائمَ تحملُ بمناقيرِها نسائمَهُ؟
حالمٌ أنا؟
نَعَم،
نوافذي لا تَندمِلُ!
 
زحمة الأشواق
انا مَن تمادى لا يعودْ
إلاّ ويُخفي زحمةَ الأشواقِ بالأشواقِ
والغدَ بالرعودْ
انا مَن تصفَّحَني كتابُ الشِّعر،
أغلَقَني ونامَ بظلِّ عودْ!
 
أرصفة
كنْ حرَّاً وجميلاً في آنْ
تكنِ الأرصفةُ الأوطانْ
ما أعجبَني،
ما أعجبَ هذا الديوانْ!
 
غالباً ما
لا فرصةٌ كي أقلِّبَ ما قُلْتُهُ
فأُعيدَهْ.
حالمٌ، لا أُجيدُ الحديثَ
بغيرِ لسانِ القصيدهْ!
 
 [1]

[1(*) تدعو هذه اللمحة – مِن بين ما تدعو - الى تنقية الإتحاد والمُمَثِّليات الثقافية الأخرى فأمرٌ طريفٌ أنْ يمثِّلَني ويتحدَّث باسمي مَن لا أعرفه ولم أنتخبه!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى