

نيكوتين
اِرحلْوخُذْ ما تشتهي مِنْ ذكرياتِ الَّليْلِ أوْ كُتُبِ الغبارْواصفعْ فؤادي مرَّةً أخرىأنا أدمنتُ حِقْدَكَ سيِّديكالخَمْرِ، كالتَّدخينِ في جَسَدي المُثارْ!اِرحلْ، ودعني أحرسِ الأشعارَ في غُرَفي الكئيبةِأحرسِ النِّسيانَ في ظِلِّ الجدارْما كُنْتَ يوماًَ عاشقيفلِمَ البكاءُ؟ وَلِمْ تزيدُ الشَّجْوَ في قَلْبيوترنو نَحْوَ إعدامِ النَّهارْ؟أنا ظلُّكَ المقهورُ، فارحلْ مِنْ هُناوخُذِ القصائدَ كلَّهاوخُذِ القلائدَ كلَّهاوخُذِ السِّوارْما كانَ يوماً للودادِ هديَّةًبلْ كانَ حَوْلَ يَدِي – حبيبي – حَبْلَ نارْ!.مَهْلاًفخارطةُ الرَّحيلِ نَسَيْتَها في مخدعيفهُنا مذابحُ سُكْرِكَ الأشهىهُنا مُدُنٌ لسِحْرِكَ سيِّديوهناكَ بَيْتُ عشيقةٍ ما زُرْتَها منذُ التقينا قَبْلَ عامْ!مَهْلاً حبيبيها كتابُ قصائدِ الأوهامِها قَلَمٌ لترسمَ فَوْقَ جَهْلِ السيِّداتِ ملامحَ الأيَّامِها حُزْني، فذرْني لحظةًأكتبْ لكَ العنوانَ فَوْقَ أصابعِ الكفِّ الحرامْ!مَهْلاً حبيبيفالشِّتاءُ قدِ اقتربْخُذْ معطفيأخشى عليكَ تودُّدَ الأمطارِ في لَيْلِ الظَّلامْ!.للمرَّةِ المليونِ يا ذا الذِّكرياتِ جميعِهاسأقولُ حُزْناً إنَّنيأدمنتُ عِشْقَكَ كالحشيشِ، وحُبُّكَ الشَّرقيُّ عشَّشَ في دَمِيكالنِّيكُوتِينْ!ما غِبْتَ عنِّي لحظةً إلاَّ وقدْ جُمِعَتْ إليَّ مدائنُ الدُّنيا هَوَىًفغمرتَني بَعْدَ اللِّقاءِ برقصةٍ سحريَّةٍ(تانغو، فلامينغو)، فاختفتْ كلُّ الشُّكوكِ كما اليقينْ!والآنَ يا ذا الحُزْنِ كلِّهِ والجَوَىلنْ يرقصَ الخَصْرُ النَّحيلُ لبرهةٍإلاَّ إذا أرغمْتَني برحيلِكَ الملعونِأوْ بسياطِ دينْ!.ورَحَلْتَ وحدَكَ، لَمْ تَقُلْ لي كلْمةًونَفَضْتَ عنْ بابي قصائدَكَ الَّتي غنَّيتُهاوحفظتُهاوكتبتُها في مهجتي كيلا تُهاجِمَها السُّنونْأوراقُ شِعْرِكَ أينَ كانتْ قَبْلَ عَطْفي؟والَّتي قدْ خُنْتَها، وجلالِ قَدْرِ العِشْقِ في تكوينِهاكانتْ ستُحرَقُ أو تهونْواليَوْمَ أعلمُ سيِّديأنَّ القصائدَ لَمْ تَكُنْ إلاَّ لتخديرِ الظُّنونْ!.ستزورُ هاتفَكَ الَّذي أهديتَني إيَّاهُ أَلْفُ عشيقةٍ في اليَوْمِ أوْ أكثَرْ!وسأرفعُ السَّمَّاعةَ الحبلى، أجيبُ عنِ السُّؤالِ بجملةٍ كالصَّفْعِ لي:"ما عادَ يسكنُ منزلي ذاكَ الَّذي مِنْ كِذْبهِ نسكَرْ"!أتظنُّني بلهاءَ؟ إنِّي مذْ عَرَفْتُكَ أُدركُ الكَذِبَ الَّذي أشربْتَنيلكنَّني يا سيِّدي قدْ كُنْتُ أرجو أنْ أُديرَ فؤادَكَ السَّكرانَ نَحْويأنْ أكونَ لكَ الَّتي في حُضْنِها تسهَرْوأردتُ أنْ أَدَعَ الوفاءَ لأهلِهِلَسْتَ الوفيَّ، فقبِّلِ الشَّفتينِ في صَخَبِ الوجودِ للحظةٍقبِّلْ، فلنْ تخسَرْ!لكنَّني ما كُنْتُ يوماً غَيْرَ أغنيةِ الوداعِوأنتَ مِنْ ألحانِها تضجَرْ!.وطَرَقْتَ بابي!"مرحباً"؟ لا.. لاأَأنسى كلَّ ليلاتِ السَّعيرْ؟هلْ أفتحُ الأبوابَ للرَّجلِ الَّذي قدْ باعَنيوأهانَني، وأذلَّنيذاكَ الَّذي قَتَلَ البراءةَ قَبْلَ معرفةِ المصيرْ؟هلْ أفتحُ البركانَ في جَسَدي؟وهلْ أرضى بهِ عِشْقاً مريراً؟هلْ أداري الخَوْفَ مِنْ عَتَبِ الضَّميرْ؟وطَرَقْتَ بابي مرَّةً أخرىسأفتحُهُأنا ما زِلْتُ أهواهُأنا لو غابَ عَنْ نَظَريبذاكَ الحُلْمِ ألقاهُأَأحيا دُوْنَ قُبلتِهِ؟ أَأُرعى دُوْنَ بسمتِهِ؟سأفتحُ بابيَ المرصودَ في وَجْهِ السَّميرْوطَرَقْتَ بابي مرَّةً أخرىفَتَحْتُ ببسمةٍ، فوأدتَها:"عَفْواً.. نَسَيْتُ سجائري قُرْبَ السَّريرْ!".
ديوان: عندما زرتُ القدر، صادر عن دار اكتب للنشر في جمهورية مصر العربية