الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١
فيروز2010...
بقلم رندة زريق صباغ

هل ستبقى في الذاكرة؟!

تحاول أن تتخيل أجندة يوم فيروز.. فلا تنجح! كيف تبدأ صباحها الذي تبدأه أنت بصوتها؟

أي نوع من المخمل تحتاج هي لتتدثر حين تمطر الدنيا من حولها؟

من يسمو بها ومعها إلى النجوم حين تحتاج سفيرًا لذلك؟! ما دامت هي سفيرتك إليهم؟

من يلاطف روحها؟ من يمسح جراحها؟ من؟ من؟ ومن؟

أتراها قادرة على فعل ذلك لذاتها؟

ترى أتقدر فيروز أن تدثّر نهاد حداد وتنطلق بها نحو النجوم؟!

أم أنّ فيروز نسيت أو تناست نهاد؟ أو ربما العكس؟!

فيروز التي طالما اكتفت بحب لبنان.. وفلسطين.. والوطن...

بزرع الفرح الصغير في النفوس.. والانتماء في القلوب... والصدمة أحيانا في العقول..!!

طالما غنّت للأرض والوطن.. للحياة والإنسان...

للحرية الذاتية.. الفكرية...والشعورية..

غنت هي للقمر.. وهو يضيء على الناس.. كل الناس، أما هم فيتقاتلون ويتحاربون ويشتكي بعضهم على الأخر فتُحبط وتقرر الابتعاد عنهم.. تهديهم صوتها وكلامها من بعيد علّهم يستفيقون!

فيعتادون هذا الصوت يرددون الأغاني يحفظون الكلام لكن لا.. يطبّقون..!

يزداد إحباطها فتبتعد أكثر...

لكنها لم تتخيّل أبداً أنها ستزجُّ يوماً في صراع لا يليق أبداً بأسماء الغائبين والحاضرين على السواء حاملي ذات الاسم..

أتراها اعتادت حسن النوايا نهجاً وسبيلاً في الحياة وفي الغناء؟!

أتراها ولإدراكها مدى حبنا لها ولصوتها من جهة ولحبها الشديد لابنها وثقتها به من جهة ثانية..

لم تبذل كامل الجهد..ولم تأخذ وقتها الكافي قبل إصدار الشريط الأخير!؟

أم أنّ سيل الخذلان وصل لديها الزبّى

خارت قواها واستسلمت لابنها فلذة كبدها؟

فرغبت بتعويضه عن أذىً وأسىً أصابه من ذوي القربى موافقةً على ما كتب ولحّن لها لأجله هو؟

وماذا عن زياد؟ الابن؟ أفليس بشراً عادياً ؟ مثلك تماماً!؟

أليس ابناً مثالياً يحب أمه؟ ويرفض التصديق بأنها كبرت وفقدت بعضا من خواصها وصفاتها بحكم العمر والزمن؟

ترى أتشفع له مشاعر الحب لوالدته بأن يُلبسها ما لا يليق بتاريخها ورمزيتها وعظمتها؟

وهل تشفع لنفسك من نفس- المنطلق -التهليل لهذا الشريط الجديد فقط لأن صوت فيروز يحمله إليك؟

بل قل هو يحمل صوتها إليك؟

ألم تكتفي بكل ما كان؟بكل ما قدمت؟ ألا زلت بحاجة للمزيد ؟ألا زلت على استعداد لتقبّل كل شيء من فيروز مهما كان؟

هل تجرؤ على النقد والانتقاد؟ هل تجرؤ على التعبير عن رأي أو إحساس سلبي انتابك من سماع أغنية جديدة لفيروز؟

أيسمح لك؟ أم تُراها من المقدّسات وبالتالي لا يليق حتى التعليق!؟

هل ستدخل محكمة التاريخ لإبداء رأي مخالفٍ باعتبار فيروز رمزاً بمستوى الرموز السياسية والدينية ويحظر الاقتراب منه1؟

انك لا ولن تنسى تاريخها وتراثها. الفني الوطني الإنساني العظيم.....

ولا تريد لابنها أيضا أن ينساه...ولا تريد له أن يجرّب موسيقاه بصوتها فيه وعليه...

ولا أن يبني قصره على لؤلؤات ارثها الفني ..محبة الناس لها واسمها الذي حلّق في السماء...

ها أنت تشعر بالقهر إذ مزج وسيلته بالهدف ليؤكد لأعمام وأقارب بأنّ فيروز لا تزال واقفة قادرة...

وأنها ليست مُلك اسمٍ أو مسمىً بعينه...وأنّ الغدر بها لن يكسر ظهرها ولن يوقف صوتها...
وإنها لا تزال كما أحبها الجميع سفيرتك إلى النجوم وسفيرة الملائكة إليك...
فالغاية لا ولن تبرر الوسيلة مهما كانت الظروف في حالة فيروز...
لا يسمح لزياد مع فائق المحبة والاحترام والنوايا الحسنة أن يسبب لك طنينا في الأذن... وفيروز تغنّي!

لا يسمح له أن يوصلك حداً تخفض فيه الصوت غير قادر على الاستماع أكثر... وفيروز تغنّي!
لا يعقل أن يجبرك على إغلاق المسجّل...وفيروز تغني!

لا يجوز ذلك فبعد أن كنت على استعداد لسماع نفس الأغنية الفيروزية مراراً وتكراراً فها أنت لا تطيق الآن سماعها مرة واحدة على الأقل الأرض لكم ورغم أنها كلمات جبران خليل جبران ورغم إدراكك للرسالة التي حاول زياد وفيروز الارتقاء في إيصالها على الصعيدين الشخصي العائلي والوطني ...إلا أنها لم تصل بل أحدثت خدشاً خجِلاً من فيروز التي طالما غنّت الوطن ولم تغنِ السياسة يوماً...

فما بالها الآن تتلو بياناً شبه مغنىً لا تحتمله أذناك ولا تعترف بأنه لجبران!؟

أمدرك هو لهول الحالة؟ ولانقلاب سببه حسن النوايا ولن أدّعي غير ذلك؟

أيعي هو أنّ اللا كلام الذي اعتمدته فيروز نهجاً للرد والتعليق طيلة سنيها -بعيداً عن الغناء-لا يعقل أن يتغيّر نتيجة اندفاعٍ أو قهرٍ أو رد أذىً عن أغلى الغوا لي!؟

ألم ينتبه إلى أنّ ارث فيروز الماضي كاف بل وأكثر من كافٍ وقادرٍ على الرد!؟

فلماذا إذن الكلام الملحّن؟ والغناء المحكي!؟

ولماذا هذا الاستعجال المضني في الإصدار!؟

ولماذا إعادة التوزيع ما لم تكن النتائج محسوبة...؟

فالبنت الشلبية وبكتب اسمك "شلبيتان"بلحنهما الأصلي...وليست كل إعادة توزيع تعني نجاحا واستساغةً
أما أمكن للرسالة أن تصل بأغنية أو اثنتين جدد فقط؟فلماذا شريط كامل!؟

أما أمكن الاكتفاء بحفلة بيروت الأخيرة كرسالة حية عظيمة!؟

ومثلها في عواصم ومدن عربية وأجنبية أخرى!؟

.فيروز لؤلؤة تاج طال الدهر أو قصر...أغنياتها من ماسٍ وياسمين... لا تطيق أن تصاب بمسٍ أو نوىً

ولا يحق لأحد مهما كانت ميزته ومهما ارتقى هدفه ومهما سمت نواياه ...

أن يفعل هذا بك كمتلقٍّ عاشق لفيروز بكل ما يحمله هذا الاسم والمسمّى من عبق وحبق...
وها أنت ذا تتساءل مفجوعاً:ترى كيف ولماذا تتساوى نتيجة الإساءة المغرضة المقصودة
بأخرى ناتجة عن محبة ..حسن نوايا واثبات اللا خنوع!؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى