الاثنين ٢٥ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم سهام جبار

هوميروســــة

1. جبل

تجمّعوا هناك. حشدوا حشوداً كبيرة وأطلقوا أصواتاً عالية ونادوا.. صرخوا: المشروعية والقانون والعظمة والحضارة.

جبلاً كبيراً من الكلمات صاروا، يصمُّ الآذان ويمحو النفوس.

يا لجبروته الجبل! لقد بدا عظيماً

إلا أن أرضةً صغيرة ذهبتْ تسرح في الأعلى مع قطعانٍ من اللامبالاة والحرية. قضموا ذلك الجبل سريعاً حتى عاد صمتاً تاماً!

يا…… للهدوء!

2. إلى غرفتي

حين عدتُ في المساء محمّلةً بالماء والطعام إلى غرفتي
وجدتُـهم هنـاك. ولم يدعـوني أخرجُ بعـد ذلـك
كي أعود في مساء محمّلةً بالماء والطعام إلى غرفتي!

3. الهاربون

في سياراتٍ شحنوهم، داخل صناديق وأغلفة. وأرسلوا بعقولهم، أرسلوا أرواحهم وأسماءهم وصورهم حيث استقرّتْ إمضاءات وموافقات وصدور وورود. كلُّ ذلك فعلوه بهم..

الهاربون من عالم مثقوب إلى عالم مردوم. كأنما من الممكن أن يخرجوا هم أنفسهم من الصناديق والأغلفة،

فيشكلوا الأرواح في الصور. ويبدؤون من جديد ..هكذا بلا ندم!

4. على مهلهم

على مهلهم يسيرون. وعلى مهلهم كفّنوا وجوههم وتلفّعوا
بنظراتٍ أكثر ظلمةً من الليل الذي يغلّفهم على مهله
بينما تسرعُ بي ـ أنا الوحيدة ـ المركبةُ التي تحملني إلى ضوءٍ ما.

5. عُلَبٌ

علبٌ مقفلة تتمشى في الممرات.
وشبّانٌ صغار على الموائد.
ورفوفٌ مثخنة تحيط بالجميع.
غداً سأحملُ معي سكيناً لمواجهة الموقف
وأقف كما أشاء وسط كل شيء.

 
6. إيروس

في المساء، تحت الشجرة كان نائماً إيروس.
وفي الصباح كانت الشجرة مع ما تحملُ من ثمار هي النائمة.

7. هوميروســــــــة

أنا (( هوميروسـ )) ـة.

أسمّي الأبطال وأطلقُ الجهات. أرسم اشتباكَ المواقع وآثار الأجسام.
ثم أرتدُّ إلى عمايَ بطيئةً كحبلٍ مقطوع فلا يحفل بي غير مسخٍ قاعد
في الانتظار اسمهُ التاريخ.. يتلقف صنيعي ببخله فيرى لكلماتي طولاً وعرضاً
وكثافةً.. يحبسني دائماً بأرقامه.. ولا مهرب!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى