الأحد ١٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم عناق مواسي

هُلاميات البَوْح الأوَّل

نصوص على بعد ساعةٍ رملية وثلاث أمنيات
كبوحٍ بات يهذي في مساءٍ تعّكر
والبوح في ذات المساء رجاءٌ
يتقلب.. علّ الرجاء من محراب عينيك قادمٌ
يلاحقُ الخيال البعيد
فلا يتركني أتحيّر
 
- جنوني أنتَ في صَحوتي
وصَحوتي في جنونِ تمردي
سَقْفٌ من الجنون أنتَ
أتمرنُ على وجودِك معي
فتدهشني أذرعك في لقاءِ
موجٌ على ساحلِهِ يتكسر
 
- فلتركبي طروادتي
لتخدعي كل هذياني
لتلغي كل تاريخي الآفل
لتسجلي انتصاركِ على كياني
وأن التائهات على أسوارِ مدينتي عابثات
وأنكِ الرجاءُ
ولولا أن حُبّكِ طهرٌ
مدعاةٌ للنساء أن تتمرمر
 
- كلما كَبرتُ أنا
كبرتَ أنتَ فيّ حلمًا هاربًا
ينمو بألقٍ عند حافة بئرٍ تركه الجنود
لمساءٍ ناعس
يمشي حافياً لاحقاً بالضوء لا يتقهقر
 
- تعالين أيتها النساء
وافترشن أهدابكنَ بساطاً من حرير
لأجلكِ النساء يُمشطنَ طريق الفلاة
لأجلكِ يراوِدُ الكحل عينين عن نفسهِ في ذات الوجه الأسمر
مليكتي بسيقان سنابل لامعة آتيةٌ
على درب العنبر تتبختر
مَررتِ على دربي ولم تمري
لذتُ في هَمي وهيامي
ولم أكد أعقِل
حتى الفتُ الجنونَ من قفصك الصدري لا يتحرر
 
- فَككْتُ أزرارَ الليلِ قبل أن يأتي الفجرُ زاحفاً
وأشعلتُ أعواد كينا وبرتقال وعنبر
وأطلقت العنان لحبات كستناءٍ
راحت تطلب دفء موقدك
قبالة الجمر الأحمر
 
- منذ أدركتُكِ
أدركتُ أن البحرَ الذي خُضته مستنقعٌ
وان أحشاءَ بحركِ موغلة في البعد
واني لم أرَ مرجاناً ولؤلؤاً بَعدْ
وكلما لفظني الموج إليكِ.. ابتعدْ
أدركتُ أن مَدي على بُعدِ جَزْرِكِ يتحسر
 
- منذ أدركتكَ
أيقنتُ أن زمن الأنبياء قد ولّى
لكن المعجزات قد تتكرر
ولولا أن حُبكَ كمالٌ
مدعاةٌ للبوح أن يتحرر
 
- أتعلمين أنكِ واقعٌ في حلمي
اقترب منكِ فتهربين
 
- أتعلم أنكَ حلمٌ في واقعي
أهربُ منك فتقترب
 
- لما قرأتُ تراتيل الصلاة في المعابدِ
وأدركتُ نوراً من مآقي دعوةٍ عبر زجاج من مرمر
جئتكِ طالباً العفو عن خطاياي
في جنة أنتِ على الأرض
كنتُ حينها أخطئ واستغفر
 
- قرأتُكَ في عصوري الوسطى
فأدركتُ ظلاماً دامساً
ورُحتَ تُبشر بحملاتكِ الحميمية
قاصداً محرراً قوس النصر
عنده فقط سأعلن انتصاركَ على النبلاء
حينما تقاسموا الجسد مارين بدرب القمح إلى الجنوب
وان الطريق ذاتها لم تتغير
 
- والنهر الدافق من منبع سحركِ
سيلٌ جارفُ عارمٌ من وراء جيش عرمرم
كنت قد تركته لك
ليحلي أمنياتي بحبيباتِ سكر
 
- عَرفتكَ قبل أن أعرف أبجديتي
وراحت حروفي تطلب عناقَ يراعك
كي تنمو على السطور شعراً ونثراً
ببعدك جني الشوق يتحير
 
- دعيني....
 
- دعني....
 
- دعيني
أطاردُ الهَمَ قبل أن يطاردني الهَمُ
في قدوم طيفٍ لم ألمس مِنهُ سوى وشوشات عند زقاق الضوء
كلما ابتعد عني اقتربْ
فأكاد لا اصدق أن المسافة بيننا
صيد حرفين يأسرني فاتأثر
 
- سجلتُ على دفتر جنوني ذكرياتي مَعَك
وفي أولِ السطر لقاء لساعةٍ هاربة
سرقتها من أجندة الزمان
على السطر الأول لوعة
وعلى السطر الثاني حيرة
وغرستُ أصابعكَ على هوامش الشوقِ أوتادًا
وتركتُ لفكري فراغاً حتى آخر الدفتر
 
- أنتِ أشبه بعالم مُتخيَّل لا سقف له سوى الجنون
وانطباعي غير المنضبط
كلما أردتُ أن أفهَمكِ
أعياني فكُ هُلام بوحكِِ
وأعود إلى تيهي في تكوينِكِِ الساحر أتفكر
 
- أنتَ...
منذ انقسام المجرةِ الأولى
وترتيب النجومِ في المدارات
نجمة ٌ أنا في مدارك
ونجمٌ أنتَ في مداري
سنلتقي عند حافة قمرٍ
في هدي الدب الأكبر
 
- استوطنتِ مساحات البوح
وعلى الحدود الشرقية نهران دافقان
وجندُ رغبتي يحومون في المعسكر
ينتظرون دخول المعركة
كي يعلنوا الانتصار
على من أعلنوا حرباً ضد الكمال
قبلَ أن يصادروا أحلامي
ولن أعد أراكِ كما أتصور
 
- الفراق الذي بيننا
تأبين لمدادي على رحيلكَ المفتعلِ حتماً
والفراق إن لم يكن آتياً
على صهوة الصمت
فلينتحر
وليقرأوا من السور القصار
الفاتحة والكوثر
نصوص على بعد ساعةٍ رملية وثلاث أمنيات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى