الأربعاء ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم
يا سيّدي الماضي
يا سيِّدي الماضي كَفىاطلقْ سراحَ نفوسِنافالقيدُ أبقانا عَدَمْلا تقْتربْ منّا لأنّا لم نكنْيوماً ملائكةً على كَتِفِ الأُمَمْيا سيِّديأبْصرْ أمامَك مِن ورائكَ خِلْسَةًوانظرْ بِحَرْفٍ مِن عُيونِك لحْظةًتَجِدْ الخيانةَ بينَنا أَزَليّةً مُنذُ القِدَمْشاخَ الزّمانُ ولمْ تُشِخْكلا ولن تبدو علاماتُ الهَرَمْيا سيِّديبتنا عَبيداً للظّلامِ وجُندِهنمشي إلى قبوِ الزّعامَةِ وحْدَنانرنو إلى كرْسيِّنا المُتَهالِكِيا سيِّدي دعنا نُصَفّقُ للأميرِ المالِكِوكأنّنا صَنَمٌ يُصفّقُ للصَّنمْيا سيِّديانتاجُنا ذلٌّ وقهرٌ وابتزازٌ للمشاعِرِ وانكسارٌ للخواطِرِ وانحِرافٌ في الصَّباحِ وفي المَسانسْتورِدُ القمْحَ الذي فيه المَذلّةُ والدَّمارْصِرنا أرانِبَ عَصْرِنا ... لسنا نُعَزُّ ولا نَغارْعمّالُنا كالنّملِ لا يبغونَ أكثَرَ مِن طَعامِ شِتائهمهم طيّبونَ ويكبتونَ شُعورَهم رغْمَ الأَلَمْيا سيِّديفي الأمْسِ كُنّا جالسينَ على التُّرابأبصرتُ شيئاً في الحَديقةِ يافِعاًفوجئْتُ حينَ رَأيتُ أهْلي عائِدينَ مِن الغِيابفحَملتُ نفسي كي أُراقبَ ظلَّهم تحتَ العَلَمْيا سيَّديأسيادُنا عَلِموا بأني قدْ حَلمتُ مَعَ الأُولىفترجَّلوا نحوي بِكلِّ عِتادِهمأَخَذوا الرِّوايةَ مِن يَدي يا سيَّديأَخَذوا الدَّفاترَ والكِتابةَ والكَلامقالوا:ستكتبُ يا بُنيَّ قصيدةً في مَدْحِ أقطابِ النِّظاميا صاحبي أدْركتُ أنَّ هَزيمَةً عَرَبيةً تُدعى السَّلامووقفتُ مَكْتوفَ اللِّسانِ كما الأَصَمُّ كَما الأصمْيا سيَّديبِتنا نَعيشُ عَلى الرَّصيفْشَخَْصٌ سَمينٌ جاهِلٌ يهوي على قوتِ الضَّعيفشَخْصٌ تَرَبّى فوقَ آهاتِ الخَريفشَخْصٌ تَتلمذَ أنْ يَثورَ لِثلّةٍ جاءتْ تُمزِّقُ كُلَّ مَنْعَشِقَ الوَطَنْأو مَلَّ مِنْ سَطْوِ الزَّمَنوأُمَيْمةٌ حَطَّت تُعلِّمُ ابنَها أُنْشودةً عِنْوانُها:خَدَمٌ خَدَمْ خَدَمٌ خَدَمْيا سيَّديهيا انْصَرفْلا تَعْتَرِفْ أنّي أَهنْتُك أو ضَربتُك بالقَدَمْإني مَلَلتُ عُروبةً مقتولةً ما عاد يُحييها النَّدَميا سيَّديفي الرُّكْنِ خَوْفٌ آسِرٌ أرواحَناوالقَلْبُ قَصْرُ ضِيافَةٍ إنْ زارَه الخَوْفُ انهَدَمْ