الخميس ٢٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
يا عاصر الماء
(1)الربيع الذي كره المطرَ،ترجّل من دمه وانبرى،يطلب الظمأ المتشعبماذا جرى؟!(2)زرقة البحر لونها أفق شاحب،فغدت أفقا شاحبا،حوته أنجم من ثرى!!(3)ضوء عينيك أرمده شعر قوس قزحثم أطفأه سادر في العرا...(4)فماذا تقول الزهور..الينابيع،الظلال..الفراشات،إذ أبصرتك تناجي مشاويرك المقفره؟!(5)... وماذا تقول الهزائم في نفسها،إذ مررتَ بأغصانها الوارفات...فعلقتَ نبضك في الثمرات،...:من دمي هذه مثمره(6)حبر دمعك يا...لم يجد من سبيل إلى أبيض،يتبنى نزيفك..يطلعه شجرا أخضرالم يجد من سبيل إلى أسود يتغمدهوإن شاء صيره قمرا...(8)وجهك هذا الذي أنت تحمله،كم ذا تساقط في الوحل،أوعشق الوحليا عاصر الماء:حبل غسيلك ما جفف الحجرَ!!(9)أزف الموعد - الآن – فاغسل ظلالك،كيما يراك النخيل بعذرائه حوراوكيما يراك النسيم ندىً في الغصون،يغازل أنسامه النّخِره...(10)وطهر نعالك...قال التراب،الذي كم أبحت دمه،وأغمدت في صدره خنجراوكم شيّعته / شنّعته،يداك / شفتاك،حين خطَّت على قبره :( لا رحم الله روح التراب...فكم باعني للذي ما اشترى )(11)خففِ – الله – من وجع زاحف،ويا ساكن الروح فلتسكبِ المحبره...(12)سلامي لها...يوم كانت لـ"أوراس"...ينافس في حبها "جُرجُره"سلامي لها...إذ تمر على جبهتي أستوي بشرا...سلامي لها...إذ تدثرني برؤاهاتهز بجذع قفاري...تُسَاقِطُني شجراسلامي لها...إذ تلامس من خِرق الدمع،دمعيَ...تنسجه درراسلامي لها...إذ توسدني دمهم،فتضج المحاريب تطلبني سَحَراسلامي لها...إذ يهب أريج الشهادةينحتني : ( ليس عمرك من يعرف الهَدَرَ...)سلامي لها...إذ تُحرّقُنِي في اللهيب المقدس،أبعث من جمره جنة تأسر البصرَسلامي لها...ولدمعتهم ولضحكتهم،ولرغبتهم وللقمتهم ولرقدتهم،ولبدلتهم ولطلقتهم ولركعتهم،ولخطوتهم...صور إذ تموج بذاكرتي،أرتلّها – للهوى – سورا...(13)سلامي لها...وعزائي له،للربيع الذي كره المطرَ.