العدّادة... ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣، بقلم فيصل سليم التلاوي رغم انقضاء ما يزيد على خمسين عاما على تلك الأيام التي روعتنا فيها خيل العدّادة، وفظاظة فرسانها، وهم ينتزعون منا أبقارنا وشويهاتنا. يسوقونها أمامهم بينما نتراكض للحاق بهم، متشبثين بطرف خيط يدلنا (…)
طرب الفؤاد وهاجهُ شَجنُ ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣، بقلم فيصل سليم التلاوي طرب الفؤاد وهاجَهُ شَجَـــــنُ ونَأَتْ به الشُطآنُ والسُفنُ وتقطعتْ من هَــــــــولِها سُبُلٌ لا ســاكنٌ فيها ولا سَكَــنُ
القطار ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي صعد الرجل العجوز وحيدا درجات سلم القطار بخطوات واثقة، حيث لم تنل السنون من ثبات قدميه، واستقامة قامته وحدة بصره. ما التفت وراءه مطلقا، و ما لوحت له يد بوداع. جلس في ركن العربة طاويا تحت إبطه (…)
طلب توظيف ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي عامان مرّا على تخرج إبراهيم في الجامعة، أدمن فيهما تقليب الصفحات الداخلية للصحف اليومية متعقبا إعلانات التوظيف، مدققا في عناوينها، مجشما نفسه عناء الوصول لمكان الإعلان مهما بعد، مستفسرا ومستوضحا (…)
غرناظة ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي إنها المرة الأولى التي تطأ فيها قدماه تراب غرناطة، بل ليس قدماه بعد، إنها إطارات سيارته التي وطئت ثرى الحلم القديم الذي تعلقت به نفسه منذ الصغر. لا يدري لماذا تتعلق روحه بغرناطة من بين سائر (…)
بو شبكة ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي قررخليل السالم أن يغادر هذه البلاد التي أحبها حبًا جما، وتولَّه في خضرة جبالها و أوديتها و صفاء بحرها، ودفء رمال شواطئها، حيث كان يمضي صيفه مثل نورس بحري بين رمال الشاطيء وزبد الماء. لم يختر (…)
على اليرموك ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي وقفـــت مُطأطِئا عُنُقاً وهامــــا ودمعُ العين يغلبني سِجامــــــا وأرسل نظرتي فتعود حيرى ونارٌ في الجوى زادت ضرامــا
الخريف ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي كان الحاج حسن قد أمضى سحابة نهاره يقلم أشجار الزيتون في بستانه الشرقي، مستخدمًا منشاره القديم الذي زيّته يوم أمس، ليزيل عنه ما علق به من صدأ، وليعيد إليه بعضًا من مضائه. فهو لا يستخدمه إلا في مثل (…)
البيت الشعري في قصيدة الشعر الحر ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي لم تكن مصادفة أن يسمي العرب كل سطر من قصائدهم بيتا، ولم يسموها لبنة أو صفاً أو عمودا أو جدارا، بل عدّوا كل سطر بيتا كاملا. والبيت في لغة العرب بناء مكتمل بعماد وأوتاد و ساكنين، مثلما عبر عن ذلك (…)
فيل السلطان ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢، بقلم فيصل سليم التلاوي بعد أن يغطي سعيد رأسه تحت اللحاف الصوفي الثقيل، مطمئنا إلى أنه قد أخفى سائر بدنه الضئيل عن أي منفذ قد تتسلل منه نسمة باردة، و بعد أن يلتقط بعض أنفاسه، و يشعر بدفء المكان إلى جوار جده، يبادر إلى (…)