السبت ١٣ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم
تعاويذ لاستحضار الشنفرى
في نحاس الهيكل الخلفيّ كنّالم تكن إلاّ بقاياوحكايانا تلوحْ٠٠٠مرجلٌ من عنبر كان يفوحْومرايا٠٠٠وقلادات حزينهوسيوفٌ سرقتْ ذات مسامن خزانات سبأ٠٠٠كاهن يقضم عشبهويغنّي للسّبايا٠٠٠مدّ لي من خمرهقلت يا مولاي إنّيقد تكبّدت الرّزايا٠٠٠لم يعدْ بي من لسان كي أزورْعالم السّكر المعنّى أو أطيرْسرقوا منّي الخوافي والقوادمْوسريري قذفوا ألواحه في دجلةَووشاحاتي حريري٠٠٠لوح نوح أرهق الرْكب قلاعهْوالسّواري٠٠٠وأخافْ يغرق العجل المقدّسْ أو يموتْ٠كاهن يمتصّ في صمت بقاياعطر توتْمدّ لي من نشره٠٠٠قلت يا مولاي إنّي نذرتْمن كلامي للسّكوتْمن سهادي لرقاديمن صلاتي للقنوتْلا يخاطني طعاملا تعمّدني عطورْ٠٠٠٠٠٠٠٠بلبل كان يطيرْوحزيناً كالمغيبدمعه كان سكيبا وأغانيه نعيبْمدّ لي من ريشه سبعا وقالْ:اتبعيني ،واحذري الان كلاما وابتساما٠٠٠٠٠خندق كان وسيعاومهيبا كالقبورْكاهن كلن يصلّي للدهورْلم يسّم ،لم يكلّم ،مغمض العينين كانْوعلى جفنيه بانت بعض آثار السنينْ٠قال لي:هيّا تجلّيْ فوجلتْقال لي :هيّا تسمّيْ فارتجفتْ٠قلت يامولاي إنّي من دثاري قد بعثتْيا قفارا كم قطعتْيا سرابا كم شربتْفي صحاري البدو تهت مرّتينْ،باعني تاجر عاجفاشترتني كيلوباتراثم أهدتني لكسرى فهربتْثمّ متّ ميتتينْ٠من خيوط الكفن المغبرّ قمتْوعشقت الشنفرىحطّني مابين جلده والقصيدهوتساوى عنده في وجدهعر السير حثيثا والسّرى٠حطّنا الحبّ على ماء الفراتْولا الميقات أسعفنا٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠تواعدنا٠٠٠توالهنا٠٠٠نعانقنا إلى حدّ الذهولْ٠٠٠دمعة حطّت على كفّي نمتْنبت الأبّ شهيّا والنّخيلْوالتي حطّت على النّهد بدتْأروة خمرية الأحداق ،والخدّ أسيلْ٠ثمّ غاب الشنفرى٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠كم دهور قد ترقّبت حبيبيكم نذورقد وهبتكم بخور قد نشقتوخمور قد أرقتعند أعتاب المعابدعند أحجار القبور٠٠٠وأنا آتيك يا شيخ الزمانْأبحث السّاعة عن وجه حبيبيعن محار من محارات كلامهْعن مهاة هدّها الشوق فتاهتفي فيافي شعرهعن شعاع الشمس إذ تسطو على أرض العروضْأو تهامهْعن يمامهْسجعتْ فجرا بديعافي ثنايا قبرهِ٠٠٠٠٠٠٠٠صمت الشيخ طويلا ثمّ قال:اشربي ماء قراناوامضغي بعض رطبْواستريحي من عناكمادهاك قد دهانا نحن أبناء العربْأبصر الليلة حظّكْبين أبراج السماوغدا يأتي ردّي قبل أذان العشا٠٠٠٠٠٠جاءني الردّ سريعاعندما نادى المناديفي نداء كالحداءْيا ندامى الشعر قومواقد همى قطر الحيا٠٠٠٠٠٠٠٠ياابنتي قد تاه ظنّيوأنا المعتاد ظنّي كاليقينْقد دعوت في الفيافيأن يدانيني حبيبكْلو على بعد السنينْجاءني الصّوتُ حزيناوقريبا كالبعيدْ٠٠٠لم أزل أجهد في جمع حروفهليس شعرا ماسمعتْليس نظما ما أتاني٠٠٠ليس فيه من عطور البدو ريحْليس شيحا وبهاراليس إكليلا وغاراليس سجعا ما سمعتْليس ترتيل أيائلْ٠ساءني الصّوت فقلتْ:هل يناديني فصيحْ؟قال :إنّي الشنفرى٠قلتُ أنت الشنفرى؟أين تصهال الأصائلْ؟قال:ضاعت فرسيقلت:أين؟قال:في الشرق القريبْقلت : في الشرق القريبْ؟قال : في الشرق الغريبْ ،وبكىقلت : احك ماجرىقال ،أحكي ماجرى؟كيف أحكي ولساني قطعوه،وجوادي عقروا غرّتهفتهاوى من ألمْوبزاتي نتفوا أحداقهاومهاتي أي مهاتيتلك ضاعت في مفازات بعيده٠٠٠كم أصخت السّمع علّيأسمع بعض شجاهاأو خطاها في البرارييا سهادي، يا قرايَيا قفاري ،يادثاري٠٠٠لم أزل أهذي بناسيبخيام شامخاتٍ كالسّحاببنجومٍ وامضاتٍ وجياد كالشهابلم أجد غير سعيرٍ ،وسراب في سرابوبقايا من حنينٍرجعها رجع ربابِسلبتْ منّي منايَسرقوا منّي شبابِيفتشوّقت المناياوغدت أحلى ركابي٠٠٠٠