الاثنين ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
تَهْوي العُروشُ إذا الشُّعُوبُ تُصَمِّمُ
إلى شهداء الثورات العربية
صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا | جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ |
دُكُّوا العروشَ كما الزجاجِ تَحَطُمًا | تَهْوي العروشُ إذا الشُّعوبُ تُصَمِّمُ |
والتَغْزِلوا بِدَمِ الكفاحِ ملاحمًا | ثَغرُ الزَّمانِ بمَجْدِها يَتَرنَّمُ |
فَدَمُ الشَهيدِ يظلُّ بوْصَلةَ الَّذي | دربَ التحّرُّر والبُطولةِ يرسمُ |
ودمُ الشهيدِ وإنْ أريقَ مُقدسٌ | صَلُّوا على روحِ الشَّهيد وسلَّمُوا |
يا وردةَ الدَّمِ الزَكيِّ تَفتَّحي | زهرًا على ثغْرِ الثَّرى يتبسَّمُ |
هذا ربيعُ الثائرين بأرضِنَا | صَوْبَ المُنى دربُ الفِدا يترَسَّمُ |
هَبَّت نسائمهُ تؤرِّجُ نَصْرَنا | وعروشُ مَنْ سَفَكَ الدِّمَاءَ تُحَطِّمُ |
وطني يُعذبُني الطغاةُ بِنَارِهِمْ | ويزيدُ عِشْقُكَ في الضُّلوعِ ويُضْرَمُ |
وإذا المَعَاصِمُ بالسَّلاسِلِ قُيِّدتْ | سيفوزُ بالنصرِ الأكيدِ المِعْصَمُ |
هذي عروشٌ بالمَعَاصي رُصِّعَتْ | جُدرانُهَا عَنْ عارِهِم تَتَكَلَّمُ |
قَتَلوا الشعوبَ وبالرصاصِ تطاولاً | وَعَلى الحدودِ معِ الغُزاةِ تَقزَّموا |
ما ضَرَّهُمْ أن تُسْتَباحَ رُبوعَنَا | ونُهان هونَ الخَانِعينَ ونُلْطَمُ |
ما ضَرَّهُمْ أنَّ الغُزاة تَطاوَلوا | والقدسُ تَرْزَحُ في القيود وتُظلمُ |
ما هزَّهُمْ أطفالُ غزةَ يُتِّمُوا | وبيوتُهَا فوق النساءِ تُهدَّمُ |
يا قبضةَ الثُّوارِ دُكِّي عَرْشَهُمْ | إنَّ النظامَ اذا استبدَّ سيهزَمُ |
يا تونسُ الخضراء يا حلمَ الفدا | أنت الأعزُّ وأنتِ أنتِ الأكرمُ |
يا تونسُ الخضراءُ يا معشوقةً | سارتْ على دَرْبِ الفِدى تَتَقدَّمُ |
يا «بو العزيز» ويا أعزَّ روايةٍ | كُتِبتْ مآثرُها بنارٍ تُضرَمُ |
أشعلتَ نارًا في الضُّلوعِ تَحَديًا | حتَّى العروشُ الراعشاتِ تُحَطِّمُ |
ولناركَ الحَمراء صِرْنا نَنْتَمي | وبروحِكَ العَصْماءِ صِرنا نُقسِمُ |
هَذي تَواريخُ الشُّعوبِ مَواعظٌ | لكنَّمَا الطَّاغونَ أنَّا يَفْهَمُوا |
كُنَّا نَرُشُّ القمحَ فوقَ جِبالِنا | للطَّيرِ حتَّى الطَّيرَ كُنَّا نُطْعِمُ |
واليومَ تَمْتَلئُ البِلادَ مَجاعَةً | والحاكمونَ كروشُهمْ تَتَنَعَّمُ |
فَلأيِّ مُعتصمٍ تصيحُ سبيةٌ | ولمَنْ يُنادي جائعٌ يَتألَّمُ |
يا شعبُ عُذْرًا فالكلامُ يَخُونَني | ما عاد يُسعفني اللسانُ ولا الفمُ |
إني أشكِكُ في عروبةِ حاكمٍ | عن ذبحِ شعبٍ أعزلٍ لا يُحْجمُ |
هذي تواريخُ الشُّعوبِ روايةٌ | لو يَفْقَهونَ فُصُولَهَا لَتَعَلَّمُوا |
كَمْ مجرمٍ ظنَّ الخُلودَ مَصِيرَهُ | فَقَضى على حَبْلِ المَشَانقِ يُعْدَمُ |
والليلُ مهما الليلُ أمعنَ ظُلْمَةً | نور الصباحِ مَعِ الصَّبَاحِ سَيَبْسُمُ |
تَزْنونَ فِي حقِّ الشُّعوبِ جَهَارَةً | منْ يَزْنِ في حَقِّ الشُّعوبِ سَيُرْجَمُ |
مَهْمَا صَنَعْتُمْ مِنْ تَمَاثيلٍ لَكُمْ | يومًا بأحذيةِ الشعوبِ سَتُلْطَمُ |
صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا | جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ |
صُبُّوا الدماء القانياتِ بِعِزةٍ | وتحرروا.. وَتَمرَّدوا.. وتَفتنموا |
مَنْ هَبَّ يروي بالنجيعِ تُرابَهُ | بجنانِ ربِّ العالمينَ يُكَرَمُ |
ما لَمْ نُضَمِّخْ بالنَّجِـيعِ تُرابَنا | لنْ تغْمُرَ الوَطنَ المعذَّبَ أنجُمُ |
إلى شهداء الثورات العربية