لحظة عشق تشعلني
عن دار الجماهير في شفاعمرو رأت النور مؤخرا مجموعة شعرية جديدة للشاعر الفلسطيني نزيه حسون وقد حملت عنوان "لحظة عشقٍ تُشعلني" وجاءت في 112 صفحة من الحجم الوسط تخللتها سبع عشرة قصيدة منها العامودية ومنها قصيدة التفعيلة وزينت الغلاف لوحة النشوة الرائعة للفنان الامريكي ماكسفيلد باريش
هذه هي المجموعة الشعرية التاسعة للشاعر نزيه حسون وكما عودنا فقد امتزجت في هذه المجموعة ايضًا القصائد الوطنية والغزلية والوجدانية لتشكل سيمفونية متكاملة من الجمال الشعري الرقراق الذي يتسرب الى وجدان القارئ ليضعه في حالة شعرية تصل به حد النشوة
في القصيدة الاولى في الديوان "لن يهدا القلب إلا في فلسطيني" يفتتح الشاعر ديوانه بهذه الابيات التي تلامس وجدان كل فلسطيني
مُدِّي شغافكِ نحو القلبِ ضُمّيني | كي يهمسَ القَلبُ في قلبي فلسطيني |
يا جَنَّةَ الأرضِ يا فِردوس كوكبنا | ما عاد غَيْرُكِ في الأكوانِ يسْبيني |
هاتي المَباسمَ صوب الثغر ألثُمُها | هاتي النهودَ نميرَ الارضِ ترويني |
وإن قضيتُ فداءَ الصدر في شغَفٍ | وإن سقطتُ شهيدَ الأرضِ سمّـِيني |
منْ ليسَ يعشقُ فـي فلسطين تُرْبَتَها | ما أَدركَ العشقَ مُذ بِدْءِ التكاوينِ |
والديوان يزخر بمثل هذه المقاطع الوطنية المؤثرة تماما كما يزخر بقصائد العشق المثقلة بالمشاعر الجياشة والرواء الساحر، ففي قصيدة "لا عزفَ غير الحب" يحلق بنا الشاعر الى قمم عشق شاهقة مُنهيًا القصيدة بهذا المقطع الأخآذ:
مَنْ قال إني قد أقررُ أن احِبُكِأو أريد ولا أريدقدَرٌ هَواك مُقدرٌ...يأتي فيحرقني يدمرني ويُغرقُنيوأحتاجُ المزيدْوأنا الذي أدركتُ أسرار الهوىوخرجتُ من غرف النساء كما الشهيدمَا عادَ إغراءُ النساءُ يُثيرُنِيأنتِ النساء جميعُهنَّ حبيبتيلكننـي في الحبِّ فارسُكِ الوحيد
يقول الناقد د. بطرس دله عن الشاعر "أنت تفاجئنا من حين لأخر بكلِّ جديد من ابداعك فتثري مكتباتنا بهذا الابداع الذي يخلدُ ويخلدكُ في صفوف شعراء المقاومة
اما الناقد الدكتور منير توما فيقول "الشاعر نزيه حسون يمتاز باسلوب الوضوح والرؤى الفكرية الشفافة وذلك من خلال نزعته الانسانية النابعة من أصالته المتجذرة في أعماقه والتي تنعكس في شعره المفعم بالعاطفة الجياشة،والوجدان النابض بالحياة والذي يفوح بعبق المحبة والجمال بكلِّ سلاسة وانسيابية دون وعورة او تعقيد في المعاني والألفاظ"
"لحظة عشق تُشْعلني" ديوان يفوح بذلك العبق الاصيل... للشعر الاصيل والإبداع الراقي الذي تبحث عنه النفوس المتعطشة للشعر الحقيقي والأدب العميق .. وهو يضيف لشعرنا الفلسطيني بعدا شعريا وإنسانيا خلابا
لشاعرنا باقات من التحايا... ودائما نتعطش لجديده