الأربعاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم عمر سعدي

حين أتنفسّ هواءك

حين أتنفسّ هواءك
ترتفع يداي إلى سُلَّم الرُّوح
لتقطف نجمة من سمائكِ الذّهبية
أو تفّاحة ناضجة من نهدك الخشبيّ
ها هي اللحظات تنقضُّ على جسدي
وأبقى رُغم أنفي، أتنفسُ هواءك
هواءك المُشبع بالنَّزوات
حين أتنفَّس هواءك البحريّ
تأخذني المسافة بين شهيق وزفير
إلى حيِّنا التائهِ خلف الجِدار الأخير
هناكَ، وراء الدَّمار
تناديني أصابعُها الأربعة: احمِلني لأسمعَك!
أرفعُ هامتي للسماء الأخيرة
أتنفَّسُ هواءكِ من جديد ... وأمضي
حين أتنفَّسُ هواءك سِرًّا
يكاد الضّوء يخطف النّوم من عينيَّ الضائعتين
أعبُر نفَقَ أحلامي المتأجِّجة بالأسئلة
أحمِلُ بندقيّة صيدٍ منذُ آخر حربٍ للتقاليد
أصوِّبها نَحو نفسي
وأطلقُ آخر رصاصتين ... فأنجو من الثالثة
بالنُّهوضِ من الحُلمِ
أبيضًا كالرَّصاصة
حين أتنفَّسُ هواءَكِ الجوريِّ جهرًا
يخنقني عبيرك اللغويِّ
أمشي على طول ساقك
ثُم أُسقِطُ رعشةً في الحرف
أضيعُ في ربيعكِ الخمريِّ نشيدًا للسحابِ
وأقتبِسُ جُملةً مِن أهدابِ خريفِك
المزروعِ على هامِش التاريخ
أتأمَّلك وأنت تحملين العِطر إليَّ
في قارورةِ الأسماء
أتنفَّس اسمَكِ فيهطِلُ الحُزنُ
مطرًا مِن بُكاء
حين أتنفَّس هواءك
تتكاثر الذِّكرياتُ فوقَ كفِّ يدي
أحرِّكها بهوائنا المُشترك
أغنِّي لها أغنياتِ الحصادِ
وأغمرها بالياسمين
"أحبُّكِ ذاكرة أخرى لذاكرتي"
كم أحبُّ الصّباح يشيِّعُ أحلامنا للسماء
وهذا الشِّتاء، يغازلُ أنفاسنا الدافئة
وأبقى كطفلٍ وراء الزُّجاج المُغطّى بالضَّباب
أحاولُ رَسمَكِ ... أحاولُ تلوينَكِ
أمشي بأصابعي فوقَ خيالكِ المتسكِّع
أتنفَّسكِ مرَّةً أخرى ... وأبدأ بالكتابة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى