الثلاثاء ٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم
لو كُنتُ صغيرًا أكثر
ما كُنتُ قَبِلتُ بهذا العاروقلبتُ كيانَ الحرفِ على جَسدي الأصفروحصدتُ خيالكِ قبلَ وصُولِ قراصِنةِ الأفكارومضيتُ أُبعثِرُ فَجرَ الغضبِ النَّازِل قسرًابينَ زنازينِ الأقدارلا شيء يُغيِّر لي وَجهِيإن كانت أحلامي الحيرى تتقاذفني ضِدَّ التيّارأرفعُ وجهِي قبل مغيب القمَرِ الثّائرْتُشفي الدَّمعةُ جُرحَ الصَّمتِ الرّاقدِفي حُنجرتي تلك المكشوفةِ للأسرارثُم يبوحُ اللَّيلُ لليلٍ أبيضَ خلفَ الليلِ الحاليوتفيضُ دُموعي مُرهقةًمِن قمَّةِ مِشوارِ الثَّورةكَم أتعبني هذا المشوار!لو كُنتُ صغيرًا أكثر ، بالشَّكلوأطولَ شِبرًا بالنّاحية الفكريةوأبعدَ بالصَّوتِ نهَارينِوأقربَ عُمرًا عن تاريخٍيقلبُ كَفَّيهِ بِلطفٍ ، يَمسحُ جبهتهُ المحنيَّةَيخلقُ أعذارًا للموتى في آخر حربٍ أهليةضِد الوقتِ وضدَّ الخوفِ وضدَّ الشِّعر الأمِيِّفي الرحلةِ نَحو الأمِّيةبل ضِدَّ صُراخٍ أتعَبنااذ نَحنُ ننازِلُ أشباحًا تدفعنا نحو الحُرِّيةلو كُنتُ وحيدًا حينَ ركبتُ قِطارَ النَّوملو كُنتُ أميِّزُ بينَ الأزرَقِ في البحرِأو بينَ الأزرقِ خلفَ الغيملكسرتُ السَّاعةَ فوقَ طحالِب أحلاميومَحوتُ حضارةَ ذاكَ الوهموقلبتُ كيانَ حماقاتيأخرجتُ الماردَ مِن قُمقُمهِ بينَ القومأحرقتُ البحرَ بزُرقَتِهِورفعتُ يدي عن هذا الحُلملكنِّي أخشى أن تتفتحَ أزهار الحُبِّوتَسقُطَ مُثقلةً بالظُّلمما أقسى أن تَدخُلَ وطَنًامسجونًا بين العتمةِ والضَّوءيبحَثُ عَن أمَلٍ مَجهولٍفي مُقلةِ طِفلٍ أرهَقهُ النَّومما أجمل أن يصرخَ صُبحٌتتلاشى منه العتمة ثانيةًفيصيح الكون برمَّتهِ : ما أجمل، أجمل هذا اليوم