الأربعاء ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
الشاعرة والفنانة التشكيلية الشابة
بقلم مريم علي جبة

خلود كريمو لـ ديوان العرب

أقدر دعم ورعاية فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب لي في بداياتي، والشكر والتقدير موصول لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في سورية على تشجيعهم

شاعرة وفنانة تشكيلية من مواليد مدينة دمشق، حاصلة على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، عملت في حقل التعليم، وشاركت في عدة أمسيات ومهرجانات شعرية، ونُشر لها العديد من القصائد في عدد من الصحف والمواقع العربية .. شاركت في عدة معارض للفن التشكيلي بدمشق.. لها ديوان قيد الطباعة ..

ديوان العرب التقت الشاعرة خلود كريمو في مبنى فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وكان هذا الحوار:

حدثينا عن بداياتك في كتابة الشعر؟

في المرحلة الإعدادية بدأت أكتشف مدى حبي وعشقي للغة العربية وذلك بفضل معلمة اللغة العربية وتشجيعها لي آنذاك فقرأت العديد من الكتب وبدأت بكتابة الخواطر والنثر ثم اتجهت بعدها في المرحلة الجامعية وبعد اطلاعي على الشعر العربي وشغفي به وحفظي للكثير من أشعار العرب إلى كتابة الشعر العمودي فكتبت أولى قصائدي في السنة الثالثة ومازلت أكتب الشعر الموزون هذا الشعر المليء بالموسيقى والذي يلامس الروح والوجدان بشغف.

كنتِ من المواظبين على حضور الفعاليات المقامة في اتحاد الكتاب الفلسطينيين، ما هو الأثر الَّذي تركه في صقل تجربتك الشعرية؟..

أتيت للمرة الأولى إلى اتحاد الكتاب الفلسطينيين بدعوة من الشاعر "صالح الحاج صالح" فحظيت وقتها بدعم ورعاية وتشجيع من قبل جميع الأدباء والشعراء الذين استمعوا لي. وفي الحقيقة كان هذا الملتقى الحاضنة الأولى لتوجيهي ودعمي وتعرفت على العديد من الشعراء والكتاب الكبار ودعيت من قبل الشاعر والناقد المبدع خليفة عموري إلى ملتقى أجيال وهو ملتقى يُعنى بالمبدعين الشباب ويعزز التواصل بينهم وبين كبار الشعراء والأدباء، وواظبت مدة طويلة على حضور هذه الملتقيات وما أزال أسعى لملازمتها وحضورها.

ما هو الملتقى الثاني الَّذي كان له أثراً بارزاً في مسيرتك الشعرية؟

توجهت بعد انطلاقي من اتحاد الكتاب الفلسطينيين إلى اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق وشاركت بأمسية تُعنى بالشباب وذلك بدعوة من رئيس الاتحاد الدكتور محمد الحوراني الداعم والراعي للكتاب والأدباء الشباب فكانت أمسية هامة ورافدة لمسيرتي وتجربتي الشعرية.

وأريد أن أذكّر أن أول أمسية لي كانت في المركز الثقافي العراقي بدمشق بدعوة من مديرة المركز الداعمة للحراك الثقافي "فاتنة خليفة "حيث انطلقت من هناك وتلقيت دعم وتشجيع من قبل كبار أدباء وشعراء العراق وأبرزهم الأديب والناقد "طلال سالم الحديثي" والشاعر "نوري الخطيب" وغيرهم. وكان لها صدى كبير ومحبب لدى جمهور الشعر ما أعطاني حافزاً لتحمّل المسؤولية أكثر والاستمرار بثقة عالية..

هل قرأت الشعر القديم؟ هل أحببته وما هو الأثر الَّذي تركه في نفسك؟..

قرأت الشعر القديم من العصر الجاهلي والإسلامي وحتى الحديث وذلك بحكم شغفي بالشعر أولاً ودراستي للغة العربية ثانياً، وحفظت الكثير منها فكانت الحافز لاتجاهي لهذا النوع من الأدب دون غيره.

تتحدثين دائماً عن أن لديك شغف كبير في قراءة شعر شعراء العصر العباسي.. ما سبب حبك لهذا العصر ولشعرائه؟...

العصر العباسي عصر غني بالشعر والشعراء الكبار كالمتنبي والبحتري وأبي تمام وأبي نواس وأبي فراس الحمداني وغيرهم، ولا أنسى شعراء العصر الأندلسي وتأثري بشعر شعرائهم كابن زيدون وولادة بنت المستكفي وقصة حبهما التي خلدها الشعر.

أنت حاصلة على إجازة في الآداب من جامعة دمشق قسم اللغة العربية، هل لمستِ اهتمام من قِبَل أساتذتك فيما يخص كتاباتك للشعر؟

في الحقيقة كان هناك العديد من الأساتذة الذين يشجعون الطلاب والطالبات ويقدمون الدعم لهم، أذكر منهم الدكتور محمد شفيق بيطار بنزاهته وبراعته، حيث كان يقدم دورات مجانية لتعليم مادة العروض وكنت إحدى طالباته آنذاك.

من هم أهم الشعراء الذين تأثرت بهم الشاعرة خلود وكانت لهم بصمات مميزة في تجربتها الشعرية؟..

في الحقيقة هم كثر ولكنّ أبرزهم وأهمهم قيس بن الملوح هذا الشاعر المتفرّد بحبه وشعره الغزلي العذري النقي الطاهر. وقد ذكرت قبل قليل تأثري بشعر ابن زيدون و ولادة. أيضا تأثرت بشعر الشاعر الكبير نزار قباني الذي شغف بقضايا المرأة وتناولها بجرأته وعذوبة كلماته وخاطب نزعاتها الأنثوية والجسدية بكل تفاصيلها.

ما القصيدة التي تهديها لمجلتنا "ديوان العرب" ؟

سأهديكم قبل القصيدة كل التقدير على الفسح في المجال لي في هذا اللقاء خاصة بعد أن اطلعت على مجلتكم التي تحتوي وتحتضن الكتاب والشعراء والأدباء العرب وهذا يُحسَب لكم وأقدره جداً .. واسمحي لي أن أقدم قصيدتي التي كتبتها لأول مرة بعنوان: "بقربك راحتي":

"بِقُربِكَ رَاحتِي، و الرُّوحُ سَكْرَى
و قلبي ذائِبٌ يَرتَاقُ خَمْرَا
وأَهْذِي؛ هل بِلَيلٍ أمْ نَهارٍ
بِنَارٍ أمْ بشوقٍ باتَ جَمْرَا؟
أَجُوبُ الكونَ في عينيكَ حتَّى
كأنَّ اللَّيلَ منكَ أصابَ فَجْرَا
أَذُودُ بِدَمعَتِي؛ و بكلِّ شِبْرٍ
أَمُدُّ لها من الأنفاسِ جِسْرَا
وأَسكبُ في بحارِ الشَّوقِ سِحْرَا
وأروي من جُنوني فيكَ ثَغْرَا
أتوقُ إليكَ حينَ يَفوحُ منِّي
شذا ما قد أَرَقْتَ جَنَىً و عِطرَا
و حينَ أراكَ في نومي كأنِّي
أرى مَلَكَاً بقلبٍ زادَ طُهرَا
كفانِي أنَّني أَحبَبْتُ يوماً
أميراً غابَ لا أنساهُ دهرا
فإنْ آثرتَ هجري؛ بعدَ قولي
وزادَ الوَجْدُ؛ لا تَبتُرْنِي بَتْرَا"

تحبين شِعرِك ؟ وما هي القصيدة الأقرب إليكِ؟..

لم أكتب يوماً لمجرد الكتابة هو نزف الروح على الورق لذا فإني أفخر بكل قصيدة من قصائدي، ولكن هناك قصيدة "حبيبي يشبه القمر" وهي قصيدة محببة لدى جمهور الشعر الذي آمن بي وبشعري.. أقول فيها:

"حبيبي يُشبِهُ القَمرا
جميلُ الطَّبْعِ والعِشْرَه
يُوافيني بنظرتِهِ
فيسبي القلبَ مِن نَظْرَه
يُداني الثَّغرَ؛ يَلثمُهُ
فأسْكَرُ دونَما خَمْرَه
شَقِيٌّ؛ يرتدي جَسَدي
يُحيلُ بياضَهُ سُمرَه
ويُغرِقُني بأمطارٍ
فيحيا النَّبضُ مِن قَطْرَه
يسيرُ لخُطوةٍ نحوي
فيُشعلُ في دمي جَمرَه
يراودُني بأنْ أدنو
كما ويعيدُها كرَّه
فأَشهَقُ؛ ضُمَّني هيَّا
يُجيبُ الصَّمتُ بالعَبْرَه
يَغيبُ كأنَّهُ بدرٌ
هلا!! ويزورُنا مَرَّه"

كلمة أخيرة من الشاعرة الشابة خلود كريمو؟

أنا بصدد طباعة ديواني الأول ويشرف عليه الشاعر "محمود حامد" الذي يتابعني باستمرار ويأخذ بيدي وأريد عبر مجلتكم "ديوان العرب" أن أقدم له كل الشكر والتقدير على ما فعله ويفعله من أجلي ومن أجل ولادة ديواني الشعري الأول.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى