السبت ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم
فـي الرُكــن
في الرُكنِ أجلسُ مَطْوياً عَلى نَفَسِيلا أرى ظِلي على الجُدرانِ من أثر الظلامولا أفُقاً ظليلاً كي أمدد جثتي وأناملا فرقَ بينَ بدايةٍ ونهايةٍ أخرىالريحُ تعزفُ آخر الألحانِ فوقَ ستائر هامتي...متى يسمَعُ الموتى صراخَ النائمينوالريحُ قادمةوالموت الرحيـم***الركنُ مِن بَرْدٍ ومن جوعٍ ومِن قدرٍ غريبتأبى الوحوشُ زيارتي...لأعيشَ وحدي بينَ هواجِسِ الموتىوللموتى سكـوتٌ واضحٌ جداً...يأتي فلا يأتي إليَّ...ينساني أغازِل نجمةً فوقَ السمـاءعلى سوادِ الليلأرسمها وأمحـوها ،وترسمني فأكسـوهابمنديل الحيـاة***أبقـى واقفاً في الركنِأنتظـر الرفاق لكي يعودوامِن حقولِ الغيبِمحملينَ بالأخبـاروالأقـدار...لا فرقَ بينهمـا...***الركنُ في فوضـىوالرفاقُ ضائعونَبكلِّ ركنٍ، ضائعونوالموتُ يجهـل من نكونوما أكـونيمُرُّ كالظلِّ فوقَ الجدار القريبِفيحسبني سراباً... ثم يمضيأنادي في المدى شيخاً جاء من مخيلتيفينهمِرُ الصدى مطراً عليَّ***في الرُكنِ أجلسُ مطوياً على نَفَسيوحدي أصارعُ نجمةً ظلَّت معيمن أوَّل الليلفصرنا أصـدقاء...والأصدقاء حكاية أخـرىلا فرقَ بينَ صديقٍ حميمٍوصديقٍ لدودٍغير أني لا أحبُّ تسلسلَ الأحداثفإما أن تكونَ صديقاً حقيقياً وتمضيأو تتركِ الطعنات في قلبي وتبقىتعزفُ لحنَك الآتي على أشلاء روحيإنها الطلقاتُ مِن عدمٍ وراء الرُكنِأو في الرُكنِ لا أدريسأبقى مُطرِقَ الرأسِاحتراماً للصداقة***في الرُكن غاباتٌ أراها الآن... عاليةوجنَّاتٌ ... وأنهـارٌ وحورياتفي الركنِ هذا الضيِّقالمسكون بالأوهامأرى وطناً جميـلاً في الخيامأرى أفقاً من الزيتونِ أعشقُهُوعُرسُ صديقةٍ قُتِلتبفضلِ رصاصةٍ في القلبِ "طائشة"وزغرداتٍ للنساء...هُنا في الرُكن ساحات مِن الأحلام((موسيقى))أطفالٌ يركضون هُنا وهنـاكلا حَرسٌ على الأبوابِ يختصرون لكَ الطريقولا بنادق للجنودِولا جُنود ...كلّ شيء مُمتعكل شيء رائعٌوأنا أشاهِدُ ما أرى***في الرُكنِتوقظني رصاصةُ عابثٍمِن عُنفوانِ الحُلم...آخُذُ وقتي كي أمدد جثتي بينَ الزواياالموتُ أقربُ يا صديقيفاغتنم صمتَ الرصاصةِوانجُ بالموتِ الأكيـد ...واطوِ نفسَك إن استطعتَ...كالصفحـاتفي الركنِ وحدَكَعارياً من أيِّ شيءوالرصاصة طائشة