الأربعاء ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
قيسٌ أنا ليلى
قيسٌ أنا الشوقُ والاحلامُ والصورُوفي فؤادي الهوى ما زالَ ينتظرُوفي سمائي يظلُّ الليلُ ممتلئاًحتى إذا قد نأى عن عرشهِ القمرُإنْ لم أُسمّى أنا ليلى.. لما جلستْعلى ضفافي نجوم الكون تعتمرُففي وصالي بحور الشعر قد عزفتْللعاشقين سبيلاً لي به وترُإذا وَهبتُ شراعي للمدى انبسطتْأنحاؤه حين نادى مركبي السهرُوإنْ مَنحتُ غدي للريح يلمسهاستيقظ الذنبُ والساعات تختصرُوإنْ مَددتُ له خصْري يعانقهإخضرَّ فيه صهيل اللهو يجتمرُقد انحنى يعزفُ الأوتارَ لي فمهفوق الشفاهِ وفي تكراره عِبرُفاشتات في ليلةٍ أوقدتها سفنيمني بريقاً غشى آثامه الفجرُيا قيسُ كذبتك الجوفاء ليس لهافي معشر العدل أنسٌ أو لها خبرُليلى بما حمَّلَ الحادي قوافلهمن خيرها القوم في إثرائهم يَسَرواما درَّها الكوكب الساري سوى شهبٍهَوَتْ عليه انتحاباً جوفه السِترُعُمْرانِ ذابا على أوتاره ندماًًنعشٌ عليه احتقار الروح ينفجرُألقي على ترفِ الماضي نهايتهوَدَّعتهُ مجحفاً والضوء منكسرُأقطِّرُ الدمع تذكاراً لأزمنيترسو عليه بقايا العُمْرِ تحتضرُوأنهلُ الشكَّ أسقيه لأوردتيبه شظايا من الآهاتِ تنتظرُألمُّ سهو احتضانٍ لا حنان لهأُوَرِّقُ اليأس حتى اليأس ينعفرُأجتثُ منه مناديلاً لأغطيتيوأشربُ البين والحرمانُ مقتدرُوأرشقُ الكأس ليَتَ الكأس كان بهذكرى حبيبٍ إليها قادني الأثرُأبِثُّ غيلي وتطفيه جوارحهُوأُدفِؤُ الزهد نحفاً كاد ينفطرُوأهملُ القلب أرميه تنازعهُبعضٌ من الأضلع استَشفى بها الذعرُوالليلُ يغشيه تكرارٌ تُدمِّرهُخيل الصفاد وصيدُ الفجر مُختصرُوالصبح إن جاء جاء الصمت يذبحهُكما يزيح ضفاف الشاطىء المطرُرَمَيتُ يا قيس أوراقي وزدت بهافهل رمى عابثاً أوراقَكَ الشجرُرغم ابتعادك عني لَستُ جاحدةولا أعاتب ذنباً قِصره العِذرُهل تنكرُ امراةٌ شهباءُ عاشقهاوهل يُعاود فيها شوقها النظرُإنْ مرَّ بيَّ خيالٌ أنتَ ذاكرهُاستشرقتْ نحوه الأطلال تزدهرُما أثقلَ الغل عني شهوةً ابداًإليكَ فيها خيوطُ الليلِ تحتمرُفكلما جاءني طيفٌ يداعبنيسَرَتْ إليهِ رياحُ العشقِ تعتذرُعلى وسادة قلبي اهتزَّ منطلقاًلَوْعٌ به قطراتُ الوصلِ تنحدرُوفي قرارة نفسي نَزَّ حشرجةًبها جميعُ عروق الذاتِ تقشعرُكأنَّ صبحَ الضنى ما عاد مختبئاًفاستقبلته شجونٌ سلّها الصبرُسَئِمتُ يا قيس أخباراً بما مضغتْمن السهام التي أطيابها الوَطرُسَئِمتُ والله دنيا أنت تاركهاسَئِمتُ نفسي وعندي للهوى خبرُلو مدَّ لي يده الخرساء أقتلهإني من الآن نارٌ زيتها القدرُإني أخاف من الابحار يا شجنيأخاف في عمقه يغتالني الضجرُأخاف يُلقي ذراعيه ويأخذنيفلا أراك ولا يحتاجني السَمَرُأخاف من كل أشيائي وما رسمتْلِيَ المتاهات حين استسلم النَحِرُأخاف تصحو فتوحاتي وفي عبثيتنتابني لحظةٌ أكوابها الضررُقيسٌ أنا للهوى ليلى وطاربهوعند ليلى يقين العشق يزدهرُدع عنك لؤمك وانظر صبر فاتنةنعى فسائله أيوب والغجرُفلا خليلك يوماً نال مطلبهُولا قتيلك يشفي كبده القبرُإني نُفيتُ بلا منفى أزِفُّ لهحَين الزمان عليه الغل ينتحرُإني غرقت ببحرٍ بان هيكلهيصطادني يا قيس ظلماً مائه العكرُوسارق النوم من جفنيَّ مدَّ لهُحرثاً من النزق المذبوح ينهمرُاحمَرَّ خنجره واسودَّ مطرقهيخُلِّدُ الروح مما أورق الزجرُيا قيس زيفك إني فيك خائنةٌوالله ليس له صدقٌ ولا أثرُفأنتَ شخصٌ خجولٌ لم تكنْ رجلاًهَرَبتَ أول ما انشقتْ بنا الحفرُلو كنتَ في الجرأة الثرياء محتكماًلما غدونا رماداً ناره الأزرُياقيس لا تسْقط الازهار نظرتهاإلا إذا قطفتها أذرعٌ كِثرُقد انتظرتكَ أعواماً حوافرهاكالبحر عمقاً وفيها العشق محتقرُيا قيس إنَّ ثرائي لم يكنْ سبباًيُبرِّؤُ الذنب أو يحييه مفتقرُحيث الثراء ثراء الروح يا شجنيأرضى بعبدٍ فقيرٍ ملكه الفكرُفالمال لا يبعث السلوى بصاحبهوالمال يا قيس لا يهدي ولا يذرُكوخٌ صغيرٌ بمجرى القلب يطربنيألقي عليه يقين النفس يصطبرُإن الزلازل لا تلوي لنا وطناًإلا إذا تاه فينا السمع والبصرُولا الاعاصير تنفي الطير عن وكرٍشَدَتْ به زفزقات الصبح تفتخرُنحن اللذين وفي طيشٍ وفي حمقٍندعو إلينا هموم الدهر تبتترُما قطَّعَته السنين الخاويات لناحيناً وحيناً إليه الحمدُ والشكرُكفاك يا قيس بحراًً ما أنت عابرهإلا وفيك لِوحي الوشيّ محتضرُفأنت يا قيس آثرت الضنى طوعاًأغرتك أطوارك الصفراء والسفرُرَحَلتَ في أفق الصحراء ملتحفاًحظ العديم وفيك استنبت القَتَرُتهذي أقاويلَ لم أسمع لها مثلاًوتشرب الثأر وفيك الغدر مختمرُغرست أنيابك العمياء في جسديوما نهاك دمٌ أو عابك البشرُيجتث مخلبك القتال أوردتيمن غير ذنبٍ سوى يشتاتني الكبرُحتى إذا غَنَّتْ الايام أغنيةًفوق الشفاه وكالأغصان تختضرُيا قيس جِئت سليلاً تدعي ألماًفهل صحيحاً دَعتكَ الأعين الحورُأم عدت منتقماً تنقضُّ قهقهةًمن نار عينيك ظلّتْ فيَّ تقتَفِرُلو يرفع الغدر عن عينيك خنجرهلَسالَ منك صباحٌ وارتوى السهرُيا قيس مالك ظلماً تهتدي وثناًفيه الوشاة لجرف الصدق قد حفروانهراً عميقاً من الأنات لو تركوالها بصيص جراحاتي لما نكرواأفعالهم واستباحوا قتل عاشقةٍإلا لعادوا بقربي ليلةً سهرواإني أنا امراةٌ في الأمر ليس لهاقولٌ بما تحكم الاعراف والِسَيرُحيث النساء طقوسٌ في مدينتكمولعبةٌ سَمَلَتْ أردانها الإبرُكم عاشقٍ قبلنا اغتيلت مشاعرهواستوطنتها قرابٌ ملؤها الكدرُفي حفرةٍ أراد أن يجتاز منفذهاعبءُ الشقاء فأمحى دربها الحجرُ